حكاية الخلاف بين الملك تشارلز وشقيقه الأمير أندرو

بعد نحو عشرين يومًا من تتويج تشارلز الثانى ملكًا لبريطانيا العظمى، بدأت الأضواء تتجه نحو الأمير الشقيق لتشارلز، وهو الأمير أندرو، خاصة بعدما أفادت تقارير برغبة تشارلز في إخراج شقيقه من قصر «رويال لودج»، وهو القصر الخاص بالملكة داخل قلعة وندسور، وتساءلت عن الأسباب الكامنة وراء هذا التوجه للملك حديث التتويج.
«هل يتعلق الأمر بمسألة خفض النفقات لدى الأسرة الملكية على سبيل المثال؟». هذا هو التساؤل الذي طرحته صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، التي استهلت تقريرها، أمس، بالجزم بحقيقة أن هناك أسبابًا «مفهومة» قد تدفع الملك تشارلز إلى إخراج شقيقه من قصر الملكة الأم الراحلة.
وكان الملك تشارلز قد تطرق إلى مسألة نفقات النظام الملكى كإحدى القضايا السياسية الرئيسية ذات الأهمية الكبرى، ما استتبعه قطع المنحة السنوية التي كانت تذهب للأمير أندرو، والتى تُقدر قيمتها بنحو 250 ألف جنيه استرلينى اعتاد أندرو أن يتلقاها من الملكة إليزابيث الثانية قبل رحيلها، فهل من المناسب لأمير «موصوم» أن ينعم بأسلوب حياة كهذا؟. كان هذا هو التساؤل الثانى الذي طرحته «ديلى ميل»، مؤكدة أن الجميع قد لا يجيب عن هذا التساؤل ب«نعم».
من هذا المنطلق، انتقلت «ديلى ميل» إلى الحديث عن الأمير ويليام، وريث العرش، والمكان الذي يعيش فيه حاليًا مع أسرته ومدى مناسبته للمكانة الجديدة، ولاسيما أن ويليام يعيش حاليًا في منزل «أديلايد كوتيدج» الواقع في منتزه ويندسور شرق قلعة ويندسور بمقاطعة مع عائلته الصغيرة.
وفى هذا السياق، قالت «ديلى ميل» إن بعض الترجيحات تشير إلى أن «رويال لودج»، القصر الذي يعيش فيه أندرو، بات، في الوقت الحالى، هو المكان الأكثر ملاءمة للملك المستقبلى، في إشارة للأمير ويليام.
ومع ذلك، رجحت الصحيفة البريطانية أن تكون هناك أسباب أخرى «شخصية» وراء تصميم الملك الجديد على إخراج الأمير أندرو من قصر «رويال لودج»، وهى أسباب متجذرة في تاريخ العائلة، وقد تكون مرتبطة بحادثة واحدة «غير عادية» على وجه التحديد. السبب الأول هو الملكة الراحلة التي كان الأمير أندرو يحتل لديها مكانة خاصة، وكانت تجد صعوبة في أن تقول له «لا» أو ترفض له مطلبًا.
أما السبب الثانى فيعود إلى الأمير فيليب، الذي كان يشعر بالفخر من «السلوك الرجولى» لأندرو، خاصة أن الأخير أسعده بأن حذا حذوه وتبعه في الخدمة بالبحرية الملكية، «والسببان ربما أسهما في أن أصبح أندرو متغطرسًا إلى حد ما، وأبرز اختلافات بين أندرو وتشارلز ومقارنات ربما لم تكن في صالح تشارلز أو مقبولة بالنسبة له دائمًا»، على حد تعبير الصحيفة.
وبالفعل تشارلز وأندرو شخصان مختلفان تمامًا، وهى حقيقة لابد من التركيز عليها عندما يتعلق الأمر بالجدل الدائر حول مستقبل قصر «رويال لودج»، المكون من 30 غرفة، والذى تبلغ قيمته حوالى 30 مليون استرلينى، إذ يريد تشارلز تقليص حجم المنزل الذي يعيش فيه أندرو، بحيث ينتقل الأخير إلى منزل «فوجمور» الريفى المجاور، الذي يضم خمس غرف نوم وكان يعيش فيه هارى وميجان، ولم يعد مستخدمًا في الوقت الراهن؛ وهى الحقيقة أيضًا التي تجعل أندرو يفسر تصرف تشارلز باعتباره مطلبًا غير موضوعى، وينطوى على أسباب شخصية تخص تشارلز وحده.
غير أن صحيفة «ذا ميل أون صنداى» أكدت أن أندرو مصمم على عدم مغادرة قصر رويال لودج، خاصة أن أبناءه، بمَن فيهم ابنته، يوجينى الحامل، يزورونه بشكل متكرر.
ولفتت الصحيفة إلى صعوبة معرفة الوقت الذي يمكن فيه لأندرو التمسك بقصر الملكة الراحلة، خاصة أنه وقّع عقد إيجار مدته 75 عامًا مع مؤسسة (Crown Estate) وليس مع الملكة الراحلة، ولا تزال أمام مدة انتهاء هذا العقد سنوات طويلة.
وتجدر الإشارة إلى أن أندرو، كحال هارى، هو الثانى في ترتيب ولاية العرش. ويُعتبر أندرو الطفل الثالث للملكة إليزابيث الراحلة، وهم بالترتيب: الملك تشارلز، الأميرة آن، الأمير أندرو، وأخيرًا الأمير إدوارد.