البابا تواضروس من النمسا: على كل أسرة أن تُربي أبناءها ليكون لهم نصيبًا في السماء

صلى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد الصعود المجيد في كنيسة العذراء المنتصرة بالعاصمة النمساوية ڤيينا.
وشارك في صلوات القداس، أمس، من أحبار الكنيسة، إلى جانب أسقف النمسا الأنبا جابريل، والأنبا أباكير أسقف الدول الإسكندنافية والأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان، والأنبا أنيانوس أسقف بني مزار، كما شارك في الصلوات عدد من الآباء الكهنة والرهبان وشعب الكنيسة.
وألقى البابا عظة القداس التى أشار خلالها إلى أن الكنيسة تحتفل بعيد الصعود بعد أربعين يومًا من عيد القيامة، وأن السيد المسيح خلال تلك الأربعين يومًا ظل يُحدث تلاميذه عن الأمور المختصة بملكوت السماوات، ويشرح لهم كيف تكون حياتهم بعد أن يصعد إلى السماء، وهذه الأمور تسلمناها من التقليد المقدس منذ أيام الآباء الرسل.
وأوضح البابا: نحن في عيد الصعود نرفع أعيننا ونشتاق إلى السماء، ونتذكر أن، مسيحيتنا سماوية، لأن في حياة البشر ظهرت الفلسفات والأخلاق والديانات والمذاهب للارتقاء من الأرض إلى السماء، ولكن الإنسان عاش في الخطية منذ سقوط آدم فصارت حياته إلى التراب ولا يستطيع الوصول إلى السماء.
وتابع: عبادتنا سماوية: مثلما نصلي أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ... كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ، وأيضًا في صلوات القداس نقول، قبلوا بعضكم بعضًا، والتي نسميها قبلة السلام، وكأننا نتصالح مع كل أحد، «طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ»، فعلينا أن نُعبّر عن ذلك بالأفعال والأمانة في الجهاد الروحي، و«أيها الجلوس قفوا»، وهي دعوة لكي يقف الإنسان من الخطية، "طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي لَمْ يَسْلُكْ فِي مَشُورَةِ الأَشْرَارِ، وَفِي طَرِيقِ الْخُطَاةِ لَمْ يَقِفْ، وَفِي مَجْلِسِ الْمُسْتَهْزِئِينَ لَمْ يَجْلِسْ"، فعلينا أن ننتبه لنداء التوبة.
وتناول البابا عبارة «إلى الشرق انظروا»، لأن الشرق هو موطن النور والموضع الذي سيأتي منه المسيح، «لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا» فالصلوات والتسابيح تجذبنا للسماء، وأوصى البابا بأنه يجب على كل أسرة أن تُربي أبناءها لكي يكون لهم نصيبًا في السماء.