«الغابات هي معابد الطبيعة».. بهذا المعنى عملت جمعية محبى الأشجار على مدار 50 عامًا على حماية ورعاية أشجار المحروسة في كل ربوعها، فلم تكن الأشجار مصدرًا للظل والشكل الجميل فحسب، بل كانت وتظل البطل في مواجهة التغيرات المناخية وحماية التوازن البيئى. شجرة أكاسيا جلوكا وظلت جمعية محبى الأشجار طوال تاريخها تمارس نشاطها بجانب دورها التوعوى للتعريف بالأشجار وأنواعها وفوائدها وتشجيع زراعتها. أسماء الحلوجى، رئيسة جمعية محبى الأشجار، توضح أن الجولة الأخيرة للأشجار بالجمعية التي تزامنت مع مرور 50 عاما على إنشائها هي أحد أنشطتها السنوية التي نجحت في توثيق أشجار المعادى في معظمها، خلال تلك الجولات التي كانت تختار منطقة أو شارعًا تنفذ فيه الجولة للتعرف على أشجارها وحصرها. شجرة بانسيه فائدة أخرى للجولات توضحها «الحلوجي» في حديثها ل«أيقونة»، فتقول: «أهم ما في تلك الجولات تنمية الوعى عند الأفراد بضرورة الحفاظ على الأشجار كثروات طبيعية، لأنهم يسيرون بجوار تلك الأشجار ولا يعرفون حتى اسمها، فنعرّفهم عليها وعلى نوعها وتاريخها لكى يدركوا أهمية وقيمة الثروة الشجرية في محيطهم». شجرة كاسيا نودوزا تأسست جمعية محبى الأشجار عام 1973، على يد مصطفى معين العرب وصفية معين وآخرين، وتقول «الحلوجى»: «حافظنا على هذا التقليد السنوى، وهذا أدى لمردود جيد.. فعندما توقفت الجولات لمدة عامين بسبب جائحة كورونا، كانت العودة مبهجة للجميع الذين عبروا عن افتقادهم الأشجار والجولات وسطها». شجرة تين بنغالي وتستعد الجمعية لإطلاق «يوم الجنايني»؛ لتكريم المهتمين بالحديقة أو المزرعة أمام بيتهم والرصيف والميادين والجزر الوسطى. وتقول «الحلوجي»: «هذا اليوم هو مناسبة لتكريم الجناينى وصاحب المنزل أو الحديقة الفائزين، فيحصل الجناينى الفائز على شهادة تقدير ومعدات زراعة هدية، ويمنح صاحب البيت شهادة شكر وشجرة هدية لزراعتها.. وعلى نحو 40 سنة ماضية تتم زراعة نحو 250 شجرة سنويًا من هذا النشاط فقط». وتوضح أن أنشطة الجمعية لا تقتصر على المعادى فقط، بل تمتد خارجها لكل أحياء القاهرة وبقية المحافظات، ومنها الوقوف ضد إزالة الأشجار، إذ نجحت الجمعية في منع إزالة أشجار الكافور على طول امتداد ترعة الإسماعيلية، وكذلك حماية حديقة النباتات في أسوان، بعدما كان هناك مخطط لتحويلها إلى حديثة للحيوان، وكذلك حماية أشجار الكافور في محيط حديقة الحيوان في الجيزة. وتابعت «الحلوجي»: «نخاطب المسؤولين ومتخذى القرار لحماية الأشجار، كما ننفذ العديد من المحاضرات والندوات مع مبادرة لتدريب الأطفال (الطفل صديق البيئة) لتعليمهم الآداب والأخلاق بطريقة التعليم غير الرسمى من خلال الألعاب، وكذلك تشجيعهم على زراعة الأشجار». بدورها، أوضحت سامية زيتون، أمين عام الجمعية، أن أحد أهم ما حققته الجمعية هو نجاحها في حماية أشجار المعادى من الإزالة بسبب إنشاء طريق يقسم الضاحية جزءين، إذ نجحت جهود الجمعية ومناشداتها في الحفاظ على الأشجار، واستجابت القيادات التنفيذية في العام الماضى وغيّرت مسار الطريق، مؤكدة استمرار الحملات التوعوية لمنع إزالة الأشجار. وتؤكد سامية زيتون أن الأشجار لم تعد رفاهية، فهى جزء أساسى للحياة وصحة الإنسان والحيوان والطيور، وكما أن هناك حقوقا للإنسان والحيوان، هناك حقوق للأشجار، موضحة أن شجر مثل الكافور مفيد للصحة، فأوراقه تدخل في صناعة أدوية السعال وتحسّن القدرة على التنفس، مضيفة: «تكتسب جولات الأشجار التي تنفذها الجمعية أهمية كبيرة لأنها تعرّف الأشخاص على الطبيعة عن قرب، وبالتالى يحافظون عليها».