«موقف ماكرون الحيادى» فى أزمة تايوان يثير جدلًا واسعًا

أثارت تصريحات الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، بشأن ضرورة اتخاذ موقف حيادى تجاه أزمة الصين وتايوان، انتقادات واسعة، إذ وصفها المعارضون فى كل من الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة بأنها «مهادنة» أكثر من اللازم للجانب الصينى.
وشدد ماكرون، فى تصريحاته، على ضرورة «عدم الانسياق» وراء الإيقاع الأمريكى أو وراء ردود أفعال صينية مبالغ فيها، وشجع دول القارة الأوروبية على البقاء «على الحياد»، مؤكدًا على ضرورة عدم «خوض صراعات لا تمت لنا بصلة»، وأنه على أوروبا أن تظل «قطبًا ثالثًا» مستقلًا تمامًا وألا تكون «تابعًا» لأى من الأطراف بشأن الصراعات فى المناطق الأخرى.
وفى مقابلة مع صحيفة «بوليتيكو»، الأحد الماضى، قال ماكرون، بينما كان فى طريق عودته إلى باريس بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام للصين، إن أوروبا ليست لديها مصلحة فى تسريع الأزمة بشأن تايوان ويجب عليها تقليل اعتمادها على الولايات المتحدة.
وقال مراقبون إن إحجام الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون عن اتباع نهج واشنطن فى الحرب على تايوان، سيكون موضع ترحيب فى بكين، لكن من غير المرجح أن يغير ميزان القوى فى المنطقة.
وردًا على سؤال حول تعليقات ماكرون، أصر المتحدث باسم مجلس الأمن القومى بالبيت الأبيض، جون كيربى، على أن الولايات المتحدة وفرنسا تمارسان «تعاونًا ثنائيًا رائعًا» وتنسقان عن كثب بشأن القضايا الأمنية فى أوكرانيا، ومنطقة الإندوباسيفيك، وإفريقيا، وأماكن أخرى.
وتلقى تصريحات الرئيس الفرنسى بظلالها على أهداف قمة مجموعة السبع، المقرر عقدها خلال الشهر المقبل فى هيروشيما، حيث يواجه رئيس الوزراء اليابانى، فوميو كيشيدا، الذى سيترأس القمة، تحديًا أكبر بعد تصريحات ماكرون، لا سيما أن أحد أهم أهداف رئيس الوزراء اليابانى يتمثل فى إنشاء جبهة موحدة بشأن قضايا مثل الصين وأوكرانيا.
وقالت الخبيرة اليابانية فى المعهد الفرنسى للعلاقات الدولية، سيلين باجون، فى هذا الصدد، إن خطاب الاستقلال الاستراتيجى الفرنسى يخلق حالة من الارتباك بين دول مجموعة السبع حول سياستها تجاه الصين والتزامها بالاستقرار فى منطقة الإندوباسيفيك.
فيما أشارت «باجون» إلى أن هناك مخاوف أيضًا فى اليابان من أن مثل هذا الموقف قد يعقد التنسيق مع واشنطن فى الفترة التى تسبق قمة هيروشيما، حيث سيحاول كيشيدا بالتأكيد التوسط فى العلاقات عبر الأطلسى.