الصحة تفحص 117 ألفا من ذوي الهمم وتوسع لجان الكشف لكارت الخدمات المتكاملة    النواب يوافق علي مشروع قوانين الانتخابات لمجلس النواب وتقسيم الدوائر    القوات المسلحة تفتتح نادى وفندق "6 أكتوبر الحلمية" بعد إنتهاء أعمال التطوير الشامل    موعد امتحانات الصف الثالث الإعدادي الترم الثاني 2025 محافظة القاهرة.. وجدول المواد    مجلس النواب يوافق على تقسيم الجمهورية إلى 4 دوائر لنظام القائمة الانتخابية    وزيرة البيئة: الإدارة المتكاملة للمخلفات فرص استثمارية واعدة    «الدفاع الروسية»: عودة 303 عسكريين في عملية تبادل مع أوكرانيا    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: الاحتلال يفرض سيطرته على 77% من القطاع عبر التطهير العرقي    اتحاد السلة يعلن إقامة مباراة واحدة لتحديد المركز الثالث بدوري السوبر    «أحرجكم».. نجم الزمالك السابق عن موقف بيراميدز: نقف دقيقة حدادًا    مصطفى يونس: محمد صلاح لم يحصل على الكرة الذهبية بسبب «العنصرية»    بسبب خلافات الجيرة.. إصابة شاب في مشاجرة بين عائلتين بأسلحة بيضاء بالقليوبية    «التضامن» تؤسس معسكرا لتأهيل مدربين في تعزيز التواصل الأسري بين الآباء وأبنائهم    السجن 6 سنوات لربة منزل قتلت ابنها بعد تعذيبه بالقليوبية    رسميًا.. السعودية تحدد موعد استطلاع هلال ذي الحجة لتحديد أول أيام عيد الأضحى 2025    طرح فيلم فرقة الموت في موسم عيد الفطر 2026    عاشور يشهد إطلاق المرحلة التنفيذية لأضخم مشروع جينوم في الشرق الأوسط    رئيس جامعة سوهاج يفتتح فعاليات المؤتمر الأول لأمراض الأوعية الدموية المخية    الصحة العالمية تشيد بإطلاق مصر الدلائل الإرشادية للتدخلات الطبية البيطرية    تمهيداً لانضمامه لمنظومة التأمين الصحي.. «جميعة» يتسلم شهادة الاعتماد الدولية لمركز «سعود» بالحسينية    خطوة بخطوة.. إزاي تختار الأضحية الصح؟| شاهد    عيد الأضحى 2025.. هل تصح الأضحية بخروف ليس له قرن أو شاه؟ «الإفتاء» تجيب    صلاح يترقب لحظة تاريخية في حفل تتويج ليفربول بالدوري الإنجليزي    عاجل- مجلس الوزراء يوضح موقفه من جدل "شهادة الحلال": تعزيز المنافسة وإتاحة الفرصة أمام القطاع الخاص    فور ظهورها.. رابط نتيجة الشهادة الإعدادية الأزهرية بالاسم ورقم الجلوس 2025 الترم الثاني    محافظ بني سويف يلتقي وفد القومي لحقوق الإنسان    قبل التفاوض على التجديد .. عبد الله السعيد يطلب مستحقاته المتأخرة من الزمالك    قناة SSC السعودية: إنزاجي وافق على تدريب الهلال    كاف يكشف عن التصميم الجديد لكأس الكونفدرالية    جامعة أسيوط تستعد للموسم الصيفي بأنشطة رياضية متنوعة بالقرية الأولمبية (صور)    لخفض البطالة.. كلية الاقتصاد جامعة القاهرة تنظم ملتقى التوظيف 2025    رئيس البرلمان العربي يهنئ قادة دول التعاون الخليجي بذكرى تأسيسه    وزير الخارجية يتوجه لمدريد للمشاركة فى اجتماع وزارى بشأن القضية الفلسطينية    الاحتلال الإسرائيلي يقتحم عدة قرى وبلدات في محافظة رام الله والبيرة    غدا .. ذروة الموجة الحارة وتحذير عاجل بسبب حالة الطقس    مصرع ربة منزل في سوهاج بعد تناولها صبغة شعر بالخطأ    ضبط 11 قضية مواد مخدرة وتنفيذ 818 حكما قضائيا متنوعا    رئيس وزراء باكستان يتوجه إلى تركيا أولى محطات جولته الآسيوية    إيرادات السبت.. "المشروع x" الأول و"نجوم الساحل" في المركز الثالث    ساهم فى إعادة «روزاليوسف» إلى بريقها الذهبى فى التسعينيات وداعًا التهامى مانح الفرص.. داعم الكفاءات الشابة    الكشف عن مبنى أثري نادر من القرن السادس الميلادي وجداريات قبطية فريدة بأسيوط    «يوم بحس فيه أني محظوظة».. رسالة وفاء عامر لجمهورها بعيد ميلادها    مبعوث ترامب: الحكومة السورية توافق على التعاون لكشف مصير المفقودين الأمريكيين    خلال زيارته لسوهاج.. وزير الصناعة يفتتح عددا من المشروعات ضمن برنامج تنمية الصعيد    ميلاد هلال ذو الحجة وهذا موعد وقفة عرفات 2025 الثلاثاء المقبل    محافظ الشرقية: 566 ألف طن قمح موردة حتى الآن    ارتفاع أسعار البيض في الأسواق اليوم 25-5-2025 (موقع رسمي)    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 25 مايو 2025    قرار من الرمادي بعد فوزه الأول مع الزمالك على بتروجيت في الدوري    محافظ أسيوط يتفقد مستشفى الرمد – صور    استعدادًا لعيد الأضحى.. «زراعة البحر الأحمر» تعلن توفير خراف حية بسعر 220 جنيهًا للكيلو قائم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 25-5-2025 في محافظة قنا    اليوم.. نظر تظلم هيفاء وهبي على قرار منعها من الغناء في مصر    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الأحد 25 مايو    نشرة أخبار ال«توك شو» من المصري اليوم.. مرتضى منصور يعلن توليه قضية الطفل أدهم.. عمرو أديب يستعرض مكالمة مزعجة على الهواء    هل يجوز شراء الأضحية بالتقسيط.. دار الإفتاء توضح    إلغوا مكالمات التسويق العقاري.. عمرو أديب لمسؤولي تنظيم الاتصالات:«انتو مش علشان تخدوا قرشين تنكدوا علينا» (فيديو)    استقرار مادي وفرص للسفر.. حظ برج القوس اليوم 25 مايو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدبلوماسية النشطة في ساحة مضطربة.. هل ينجح الدور الصيني في حلحلة الأزمات العالمية ؟ (تقرير)
نشر في المصري اليوم يوم 07 - 04 - 2023

أول أمس الأربعاء حطت طائرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على الأراضي الصينية في مباحثات مع الرئيس الصيني جي جين بينج تأتي على رأس أولوياتها حل الأزمة الحرب الروسية الأوكرانية، وقبل إقلاع طائرة ماكرون أجرى اتصال هاتفي بالرئيس الأمريكي جو بايدن تحدثا خلالها عن مواصلة دعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي.
إلى جانب ذلك تأتي رحلة الفرنسية بعد أسبوع من دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الصيني لزيارة بلاده وذلك ردًا على زيارة قام بها شي جين بينج لموسكو للقاء نظيره الروسي، وبعد أكثر من شهر من إطلاق بكين لمبادرة لوضع نهاية للحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في 24 فبراير 2022.
وفي الوقت الذي كان فيه الرئيس الفرنسي على الأراضي الصينية كان وزيري خارجية السعودية وإيران الأمير فيصل بن فرحان وحسين أمير عبداللهيان في بكين يستكملان اتفاق عودة العلاقات بين البلدين التي أعلن عنها الشهر الماضي بوساطة صينية.
جميعها تحركات دبلوماسية يبدو أن بكين هي العامل المشترك فيها، في وقت يرى مراقبون أن الصين أصبحت تلعب دورًا نشيطاً في حلحلة الأزمات العالمية.
ويعول رئيس الفرنسي على الصين في إقناع روسيا للعودة إلى طاولة المفاوضات، وشدد على أن الحوار مع الصين ضروري، مشيرا إلى أنه لا يمكن ترك موسكو وحدها تتحاور مع بكين، بحسب ما ذكر في تصريحات له أمس الخميس، في أول زيارة له لبكين منذ 2019.
زيارة شي جين بينج إلى موسكو من أجل السلام
وقبل أسبوعين أجرى الرئيس الصيني زيارة إلى روسيا، في الفترة من 20-22 مارس، وصفها الرئيس الصيني بأنها «رحلة صداقة وتعاون وسلام»، فيما وصف الإعلام الغربي الزيارة بأنها ستكون لها «تداعيات واسعة».
وعقد «شي» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين اجتماع امتد لأربع ساعات في الكرملين، ونقلت وسائل إعلام روسية أن بوتين قال لنظيره الصيني إن بلاده «اطلعت على مقترحات بكين لحل الصراع في أوكرانيا وسنناقش مبادرتكم التي ننظر لها بعين الاحترام».
وأطلقت بكين في فبراير الماضي مبادرة بعنوان «موقف الصين تجاه الحل السياسي للأزمة في أوكرانيا»، شملت 12 بند من بينهم احترام السيادة واستئناف محادثات السلام.
وتباينت ردود الأفعال الدولية حول المبادرة فبينما أعربت الخارجية الروسية عن تقديرها للجهود الصينية، أكدت ضرورة اعتراف كييف بالحقائق الجديدة المتصلة بالأراضي الأوكرانية.
فيما تلقى الغرب المبادرة بنظرة شك وريبة، وشككت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في الحياد الذي تبديه الصين، كما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إن أوروبا بحاجة إلى مزيد من الأدلة على أن الصين لا تعمل مع روسيا.
ومع نشاط الموقف الصيني سعت كييف لفتح قناة اتصال مع بكين عبر توجيه الرئيس الأوكراني في 29 مارس، دعوة لنظيره الصيني لزيارة بلاده، بعد أسبوع من زيارة الأخير لموسكو.
ويرى الدكتور أحمد قنديل خبير الشؤون الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن الصين مؤهلة للعب دور وساطة في حل الأزمة الأوكرانية شريطة أن يكون الأطراف راغبين في الحل، مشيراً إلى أن الطرف الروسي والأوكراني ما زالوا تلقى هذه المبادرة.
ولفت قنديل في تصريحات خاصة ل «المصري اليوم» أن المصالح الصينية تأثرت باستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، متمثل في تباطئ معدلات نمو الاقتصاد العالمي وارتفاع أسعار الطاقة وأزمة في سلاسل الإمداد والتوريد، موضحاً أن المبادرة الصينية هي»المبادرة الوحيدة المتبلورة منذ اندلاع الأزمة«، مشيراً إلى أن نجاح بكين في الصراع السعودي الإيراني، شجعها على تكثيف جهودها على الجبهة الروسية الأوكرانية.
مأرب أخرى.. الدور الصيني يسعى لتحقيق مكاسب
وفي تقرير لمجلة فورين بوليسي ذكرت أن النشاط الدبلوماسي الصيني يأتي في سياق تنافسها مع الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدة أن خطة السلام الصينية لا يحركها دافع تحقيق السلام، ولكن تخضع لثلاث محددات أخرى وهي تقديم بكين لنفسها أمام دول الجنوب كوسيط سلام في المستقبل، مشيرة إلى أن الصين أصدرت بالتزامن مع مبادرة إنهاء الحرب مبادرة «الأمن العالمي» الصينية.
الدافع الثاني وفق فورين بوليسي، فإن الصين تتخذ من الدور المحتمل الذي يمكن أن تلعبه لإنهاء الحرب، مشيرة إلى أن وزير الخارجية الصيني قام، بزيارة فرنسا وإيطاليا والمجر وألمانيا في فبراير الماضي لإجراء مباحثات حول الأزمة الأوكرانية، أما الدافع الثالث فهو سعى بكين لإيجاد موطئ قدم لها في حقبة ما بعد الحرب في أوكرانيا عبر تنفيذ مشاريع لإعادة الإعمار.
اختراق كبير.. الوساطة الصينية تنجح في الشرق الأوسط
التحركات الدبلوماسية الصينية لم تقتصر فقط على الحرب الروسية الأوكرانية، بل امتدت لتعلب بكين مهمة معقدة لتتوسط لإعادة العلاقات السعودية الإيرانية، بعد انقطاع استمر منذ 2016.
وأجرى وزيري خارجية السعودية وإيران الأمير فيصل بن فرحان وحسين أمير عبداللهيان أمس الخميس مباحثات على الأراضي الصينية لتفعيل مضمون اتفاق استئناف العلاقات الذي أعلن الشهر الماضي برعاية صينية.
وقال بيان مشترك للوزيرين إنهما ناقشا إعادة فتح البعثات الدبلوماسية في غضون شهرين واستئناف الرحلات الجوية، ويأتي الخطوة استكمالاً للاتفاق الذي أعلن عنه برعاية صينية يوم 10 مارس الماضي، عن عودة العلاقات بين البلدين المقطوعة منذ 7 سنوات، وأعربت بكين عن استعدادها لمواصلة لعب دور نشط في تحسين العلاقات بين البلدين.
وقوبل الاتفاق بموجه ترحيب إقليمية ودولية، بينما جاءت المباركة الأمريكية بنوع من التحفظ مع اكتفاء الخارجية الأمريكية بوصف الاتفاق ب «الأمر الجيد للغاية»، فيما ذكر البيت الأبيض أنه ما زال مبكرا الحكم على صمود هذا الاتفاق، فيما وصفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الوساطة الصينية بأنها «اختراق كبير» على حساب الدور الأمريكي في المنطقة.
الدور الصيني ليس بجديد.. تاريخ بكين مع إطلاق المبادرات الدولية
من جانبه يقول السفير على الحفني نائب وزير الخارجية السابق للشؤون الأفريقية وسفير مصر السابق في الصين أن نشاط الدبلوماسية الصينية ليس بجديد مشيراً إلى أن «بكين من أكثر الدول التي تطرح مبادرات دولية، أشهرها مبادرة الحزام والطريق، كما طرحت سابقاً مبادرات خاصة بالقضية الفلسطينية والوضع في سوريا، وعينت مبعوثين لها في مختلف الشؤون وأخرها شؤون القرن الأفريقي».
وأوضح الحفني في تصريحات خاصة ل«المصري اليوم» أن دور الصين الدبلوماسي أصبح نشط بشكل أكبر خلال الفترة الأخيرة، مشيراً إلى وجود مجال رحب لها وقبول من عدد من الأطراف للدور الصيني، وذكر أن الوساطة الصينية في القضايا العالمية تهدف إلى خلق صورة ذهنية جديدة للصين على المسرح الدولي، واكتساب مصداقية لها في مختلف القارات والبلدان.
وحول مسألة تزايد الدور الصيني وتهديده للنفوذ الأمريكي عالمياً قال الحفني «إن النفوذ الصيني يزداد عالمياً، وهذا الامر غير قاصر على الجوانب الاقتصادية فقط بل سياسي»، في المقابل أوضح الحفني أن الولايات المتحدة والدول الغربية ترفض التسليم بذلك، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تتعامل مع المنافسة مع الصين بشكل عنيف، وتستدعي حلفاؤها في المحيط الهندي (جوار الصين)، الأمر الذي حذر منه الحفني بأنه قد يسفر عن عواقب وخيمة.
وأكد الحفني على أهمية تسليم الغرب وخاصة واشنطن بأهمية دور بكين الذي يتزايد يوم بعد الأخر، والتنسيق بين القوتين في مختلف القضايا الدولية، الأمر الذي يسهم في حل المشاكل على المسرح الدولي.
الخروج من العزلة.. الصين تلعب دور الوساطة لمواجهة شيطنة الغرب
من جانبه ذكر الخبير في مركز الأهرام أن الدبلوماسية الصينية تشهد مرحلة جديدة مشيراً إلى أنه خلال الخمسون عام الماضية كانت الدبلوماسية الصينية هادئة وتنأى بنفسها عن النزاعات الساخنة وخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، محاولة الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف.
وتابع قنديل: «لكنها مع تقدم العلاقات التجارية مع الدول، وطرحها لمبادرة حزام والطريق، أصبحت تكتسب ثقل أكبر في التعامل مع مشاكل المنطقة المعقدة».
وذكر قنديل أن الحزب الشيوعي الصيني في المؤتمر العشرين الذي انعقد خريف العالم الماضي، نص على أن الدولة الصينية عازمة على لعب دور أكبر على الساحة العالمية، لمواجهة الاحتواء الأمريكي ليها، وشيطنتها في الدوائر الإعلامية والسياسية في الغرب
وأردف قنديل: «صانع القرار في بكين أدرك أن مواجهة واشنطن والغرب ستحتم عليه لعب دور دبلوماسي أكبر في العالم، يتناسب مع قوة الصين الاقتصادية والعسكرية»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.