جريمة «أبناء الجيزة».. «دعاء» طليقها قتلها وحاول طعن ابنهما «الرضيع» (فيديو وصور)

لم يتصور أحد من الباعة أو الأهالى أن يُقدم رجل على ذبح طليقته ويسدد لها طعنات بسكين في نهار رمضان، ولم يكتف بذلك فحسب؛ بل حاول قتل ابنهما «الرضيع»، وإنهاء حياة ابنتها، لتلم الصدمة بالجميع لدرجة جعلت الناس تتشاءم من «عجوز» تبيع الخضراوات دارت أمام فرشتها أحداث الجريمة.
قصة مقتل دعاء على يد طليقها في نهار رمضان
سبق حضور «هشام»، 42 عامًا، لمكان الجريمة بالسوق بمنطقة «أبناء الجيزة» في 6 أكتوبر تشاجره مع طليقته «دعاء»، 23 عامًا، أمام مسكنها، حينها تدخل الجيران وطالبوه: «امشى من هنا لاحسن نزعلك».
حكت أم «جنة»، صديقة وجارة الشابة العشرينية، أن الأخيرة انفصلت بالطلاق عن زوجها السابق منذ 4 أشهر، لأنه كان «دايمًا بيضربها وبيكسّر جسمها ولم تتحمل».
أم «جنة» تقدم صورة ل«هشام»، وتقول إنه رجل ملتحٍ، ومظهره لا يتسق مع سلوكه «كنا بنسمع منه أبشع الألفاظ ضد طليقته»، وكان بالأصل يقيم بمنطقة مساكن عثمان وهو «عاطل» وأحيانًا كان يسترزق بالعمل «شيال»، وكانت لديه عُقدة نفسية لسابق زواجه من سيدة وانفصالهما بالطلاق وهروبها بابنهما البالغ عمره في الوقت الحالى 12 عامًا، بينما صديقتها «دعاء» أصل إقامتها محافظة الفيوم، وهى منتقبة، وسبق زواجها وإنجابها 3 أطفال، هم: «حبيبة شريف»، بالصف الأول الإعدادى، و«شروق»، بالصف الأول الابتدائى، و«محمد» بالصف الخامس الابتدائى، وجميعهم يعيشون معهم، وهو ما كان يثير غضب «هشام» منها قبل طلاقهما، لا سيما إنجابهما طفلًا يُدعى «عبدالله»، إذ رفضت التخلى عن أطفالها من زوجها السابق، وتشرح: «أبوالعيال دول كان بيدفع لهم نفقة شهرية ألفين جنيه».
بائعة خضراوات عن جريمة 6 أكتوبر: المجني عليها كل ما تقوم المتهم يروح ناحيتها يضربها
عُرفت «دعاء» بين سكان المنطقة ب«الست الغلبانة»، فكثيرون دافعوا عنها من اعتداءات «هشام» عليها، لدرجة أنها استأجرت شقة لأولادها وحدهم بعيدًا عن مسكن الزوجية قبل انفصالها، «كانت خايفة على العيال منه»، وإثر طلاقها انتقلت للعيش بشكل كامل مع أولادها، لكنها لم تسلم من الأذى «على طول طليقها كان بييجى لها البيت»، توضح «أم جنة» أن «طليق جارتنا كان بييجى يشوف ابنهما الرضيع، وعمره 3 أشهر تحت إشرافنا ويمشى».
بعد مشاجرة الأهالى مع «هشام»، توجهت طليقته إلى السوق لشراء احتياجاتها المنزلية وكانت تحمل الرضيع «عبدالله»، ورفقتها ابنتها «شروق»، وما إن جلست على فرشة بائعة تشترى «كرنبة» حتى رفع طليقها النقاب عن وجهها، وقال لها: «عاوزين نتكلم!»، فردت عليه: «مفيش كلام بينا، كل شىء انتهى، والمشايخ قالوا: مفيش رجوع»، ليخرج من بين طيات ملابسه سكينًا ذا نصل حاد، النساء فزعن، والجميع كان يتراجع للوراء، بينما طليق السيدة ينحر رقبتها قبل أن يسدد لها طعنات قاسية بأنحاء متفرقة من جسدها «كانت تقوم يروح ناحيتها يعاجلها بطعنة جديدة»، حسب البائعة «أم ندى»، التي لم تنس قسوة المشهد الذي دار أمام عينيها «فى الآخر ارتمت جنب حجر ميتة».
مع هرولة الأهالى من أمام «هشام» في بادئ الأمر، تحركت «أسماء»، سيدة ثلاثينية، تجاهه وأمسكت بسلاح أبيض وضربته على يده لكنه قاومها فاستمرت في ضربه بيديها، تحكى: «فضلت أنزل فيه ضرب لحد ما إيدى تورمت»، تشير بحسرة «شوفت الجيران يطالعون ما حدث وواحد منهم بيصور فيديو من البلكونة ويقول للأهالى: (امسكوه!)»، تضيف «لما قاومته، بعض الشباب تشجع وأمسك به وطرحوه أرضًا لحين حضور الشرطة».
ابنة ضحية زوجها: عاوزه حق ماما
أقسى ما دار بشأن الجريمة إقدام «هشام» على قتل ابنه الرضيع «عبدالله»، شهود العيان يقولون: «(دعاء) حدفته لابنتها (شروق)، قام المتهم راح عليه تانى يضربه بالسكين، فأنقذته الفتاة بإلقائه لسيدة بالشارع جريت به، لتنال الطفلة العديد من الضربات».. في الوقت ذاته حضرت «أم جنة» لمكان الواقعة وهى تصرخ: «يا خرابى»، وحملت الرضيع للعيش معها، واتصلت على أهل صديقتها الذين حضروا من الفيوم.. وأمام المستشفى وصل أخوها لتوه واستل سكينًا وضرب به طليق شقيقته، والمباحث تحفظت عليه.
«عاوزة حق ماما».. ترددها «شروق» باكيةً، وشقيقات «دعاء» يطالبن ب«قصاص عادل لأختهن الشهيدة الصائمة»، ويقولون: «عندنا موت وخراب ديار، أخونا محبوس وأختنا ماتت في الأيام المفترجة».
وفى بيان للنيابة العامة، أفادت بأنه باستجوابِهِ أقرَّ بأنَّهُ تعدَّى على المتهم انتقامًا منه لما فعَلَ بشقيقته، فأمرت النيابةُ العامةُ بحبسِه احتياطيًّا، وأمرَتْ بتعيين الحراسةِ اللازمةِ على المتهمِ بالمستشفى، واستجوابه فوْرَ استقرارِ حالته.