شهدت الأزمة بين الصينوتايوان تصعيدًا جديدًا، أمس، مع رصد طائرات عسكرية وسفن بالجزيرة، إلى جانب الحرب الكلامية التى شنتها الدبلوماسية الصينية، احتجاجًا على لقاء رئيسة تايوان تساى إنج-وين، ورئيس مجلس النواب الأمريكى، كيفن ماكارثى، اليوم. أعلنت وزارة الدفاع التايوانية أنها رصدت 20 طائرة عسكرية صينية وثلاث سفن فى جميع أنحاء الجزيرة، وذكرت الوزارة، فى بيان لها، أمس: «أنه من بين 20 طائرة، عبرت طائرة بدون طيار من طراز (هاربين) الخط الأوسط لمضيق تايوان، بينما دخلت سبع طائرات مقاتلة من طراز Shenyang J-16 وطائرة مضادة للغواصات من طراز Shaanxi Y-8 الجزء الجنوبى الغربى من الجزيرة»- وفقا لما نقلته صحيفة «تايوان تايمز». ومنذ سبتمبر 2020 زادت الصين من استخدامها لتكتيكات المنطقة الرمادية من خلال إرسال طائرات بشكل روتينى إلى منطقة الدفاع الجوى التايوانية. فى حين رأت الدبلوماسية الصينية أن اللقاء المقرر اليوم بين رئيسة تايوان تساى إنج-وين ورئيس مجلس النواب الأمريكى كيفن ماكارثى «سيلحق مزيدًا من الضرر» بالعلاقات بين بكين وواشنطن. وقال ناطق باسم القنصلية الصينية فى لوس انجلوس بالولاياتالمتحدة إن اللقاء الذى سيجرى فى ولاية كاليفورنيا «سيجرح مشاعر 1،4 مليار مواطن صينى»، و«ستكون له تداعيات على الأسس السياسية للعلاقات الصينية- الأمريكية». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، ماو نينج، إنه يتعين على عضو الكونجرس الأمريكى المعنى الالتزام بمبدأ صين واحدة والبيانات الثلاثة المشتركة بين الصينوالولاياتالمتحدة، وتجنب تقويض العلاقات الصينية- الأمريكية والسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان. وجاءت تصريحات المتحدثة فى مؤتمر صحفى يومى، ردًا على استفسار بشأن اجتماع محتمل بين رئيس مجلس النواب الأمريكى كيفين مكارثى، وزعيمة تايوان تساى إنغ-ون، أثناء توقف تساى فى الولاياتالمتحدة. وقالت ماو إنه لا توجد سوى صين واحدة فى العالم وتايوان جزء لا يتجزأ من الصين. وأضافت «كما أكد الجانب الصينى مرارا، إننا نعارض بشدة أى شكل من أشكال التفاعل والاتصال الرسمى بين الجانب الأمريكى وسلطات تايوان». وقالت إن «الصين ستتخذ إجراءات حازمة لحماية سيادتها وسلامة أراضيها». وفى سياق آخر، وجهت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، انتقادات واتهامات للصين، وذلك قبل زيارتها المرتقبة إلى بكين بصحبة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون. وقدمت فون دير لاين تقييمًا للسياسات الصينية قالت فيه إن بكين صارت «أكثر قمعية» فى الداخل وأكثر تشددا فى الخارج، وإنه حلت حقبة من الأمن والسيطرة مكان حقبة الإصلاح والانفتاح، حيث يُطلب من الشركات فى الصين المساعدة فى عمليات جمع المعلومات المخابراتية الحكومية. بينما أعلنت وزارة الخارجية الصينية، أمس الأول، أن الرئيس الفرنسى سيزور الصين اليوم وحتى 7 إبريل الجارى. من ناحيتها، ذكرت المفوضية الأوروبية، على لسان المتحدث باسمها، إريك مامر، فى تغريدة، أمس الأول، أن رئيسة المفوضية ستلتقى الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون على غداء قبل زيارة بكين، لمناقشة ملفات حرب أوكرانيا والطاقة، وهى ملفات متوقع التركيز عليها خلال محادثاتهما مع الرئيس الصينى شى جين بينج. ومن المقرر أن تركز الزيارة على دور الصين فى عودة السلام إلى أوكرانيا فى إطار القانون الدولى، وفى إطار الحرص على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، بحسب ما نشرته الرئاسة الفرنسية «الإليزيه» فى وقت سابق. وتكتسب الزيارة أهميتها من التوقيت، والظروف العالمية المحيطة بها، حيث أعلنت موسكو نشر أسلحة نووية فى بيلاروسيا، فيما تعانى دول فى أوروبا من تراجع مخزون الأسلحة نتيجة النزح منه إلى أوكرانيا، إضافة إلى التقارب الأخير بين موسكووبكين، اللتين أعلنتا خلال زيارة الرئيس الصينى لروسيا بزوع نظام عالمى متعدد الأقطاب.
