من ميدان الاستقلال في غانا.. «هاريس» تجدد التزام واشنطن بعصر جديد مع إفريقيا

جددت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، اليوم، تعهد إدارة بايدن بصياغة عصر جديد من الشراكة مع إفريقيا، وذلك خلال حديثها من بوابة النجمة السوداء بميدان الاستقلال في ثاني أيام زيارتها إلى غانا.
وتزور هاريس غانا، ضمن جولة إفريقية تستمر أسبوعا وتزور خلالها ثلاثة بلدان.
وشددت نائبة الرئيس الأمريكي على حرص إدارة بايدن-هاريس على تعزيز الابتكار وريادة الأعمال كجزء من جهودها لتسليط الضوء على إفريقيا. وتابعت: «معًا، سنتصدى للتحديات التي نواجهها والفرص المستقبلية».
من جهته، دعا الرئيس الغاني، نانا أكوفو أدو، الولايات المتحدة لتسليط الضوء على إفريقيا كمكان لاستثمارات القطاع الخاص الأمريكي، عقب سنوات من التغافل والتغاضي عنها.
حضرت هاريس وزوجها، دوج إمهوف، مأدبة عشاء أقامها الرئيس الغاني، أكوفو أدو، بحضور مسؤولين ورجال أعمال وقادة حقوق ومشاهير من كلا البلدين، بينهم الممثلان إدريس إلبا وروزاريو داوسون والمخرج سبايك لي.
وتخطط هاريس لزيارة قلعة «كيب كوست» التي تعد واحدة بين 40 قلعة ترمز للعبودية، وإرسال الأفارقة للأمريكتين قبل مغادرتها غانا غدا الأربعاء.
ووصلت هاريس، أمس الأول إلى غانا، أولى محطات جولتها في إفريقيا التي تمتد لأسبوع وتزور خلالها ثلاثة بلدان، في محاولة لمجابهة النفوذ الصينى في القارة، وسط توقعات بزيارة رئاسية قريبة يقوم بها بايدن، وانتقادات للتنافس المحموم بين «واشنطن» و«بكين» في القارة.
استقبل «هاريس» الرئيس الغانى، نانا أدا دانكوا أكوفو أدو، وعدد من العازفين أطفال المدارس الذين لوحوا بالأعلام الغانية، وشددت على التزام واشنطن بصياغة طور جديد من العلاقات، مؤكدة أنها متفائلة بشأن مستقبل إفريقيا، وأن واشنطن تسعى لتعزيز الاقتصادى والأمن الغذائى.
انتشار أمريكي لمواجهة النفوذ الصيني
وتأتى زيارة هاريس عقب سلسلة من الزيارات الأمريكية رفيعة المستوى للقارة التي زارتها، خلال الشهرين الماضيين، قرينة الرئيس الأمريكى جيل بايدن، وزيرة الخزانة جانيت يلين، وزير الخارجية أنطونى بلينكن، في وقت تسعى فيه إدارة «بايدن» لتعميق الانخراط في إفريقيا وإعادة تأطير العلاقات مع عواصمها، لمواجهة الحضور الصينى والروسى.
ويهدف الانتشار الأمريكى الموسع في القارة إلى مواجهة تنامى النفوذ الصينى، الذي أصبح مترسخًا في السنوات الأخيرة من خلال مبادرات البنية التحتية، وإقراض الأموال، وتوسيع شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية.
وتنشط الصين على المستويين الحكومى والخاص في عواصم القارة السمراء، وفى غانا على سبيل المثال لا الحصر، عقدت الحكومة الغانية صفقة مع شركة صينية لتطوير الطرق بقيمة مليارى دولار، مقابل حصول الشركة على معدن رئيسى لإنتاج الألومنيوم.
وبدأت «هاريس» جولتها الإفريقية من غانا، ثانى أكبر منتج للذهب في القارة، ومن المقرر أن تنتقل منها إلى تنزانيا، الأربعاء، ثم إلى زامبيا الجمعة.
ووفق منشور رسمى للبيت الأبيض، تبحث هاريس مع رئيس غانا، نانا أكوفو-أدو، التحديات الاقتصادية، وتلقى «خطابًا مهمًا»، وتزور مركزا سابقا للاتجار بالرقيق، بقلعة كيب كوست، جنوبى البلاد، قبل أن تعقد لقاءات مع رواد أعمال في قطاع التكنولوجيا وقادة في مجال التكنولوجيا الرقمية وقيادات نسائية.
وتنتقل هاريس إلى تنزانيا لتلتقى رئيسة البلاد، سامية صولحو، وتلقى خطابا قبل أن تضع إكليلا من الزهور في «دار السلام» تزامنًا مع ذكرى تفجير السفارة الأمريكية 1998.
انتقادات لاذعة
ونقلت صحيفة «ذا سيتزن»، الجنوب إفريقية، عن المحلل الاقتصادى التنزانى، في جامعة زنجبار، حاجى سيمبوجا، قوله، إن زيارة هاريس مدفوعة بسعى الولايات المتحدة للحفاظ على كتلتها في ميزان التجارة العالمية والحفاظ على هيمنتها الاقتصادية على العالم، في ظل التغير في ميزان القوى الجيوسياسى العالمى والخوف من الشبح الصينى الذي بات يهدد واشنطن.
وتأتى الزيارات الأمريكية المتعاقبة لإفريقيا في ظل حالة من التنافس المحموم بالقارة التي زارها في الشهرين الماضيين وزير الخارجية الصينى تشين جانج، ونظيراه الروسى سيرجى لافروف، والأمريكى أنطونى بلينكن، واعتراف مديرة صندوق النقد الدولى بأن ثمة «حربا باردة» تدور رحاها اقتصاديًا بينهما. وكان بايدن تعهد خلال قمة رئاسية عقدت في ديسمبر الماضى مع قادة إفريقيا بتقديم حزمة مساعدات للقارة بقيمة 55 مليار دولار.
وفقدت الولايات المتحدة نفوذها في إفريقيا لصالح منافسيها الرئيسيين، روسيا والصين، فيما بدا كأنها حرب باردة، لذلك تكثف إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن حملة تهدف إلى تعزيز النفوذ الأمريكى في القارة. حسب وكالة «بلومبرج».