أزمة برلمانية في الهند إثر تجريد زعيم المعارضة من مقعده بمجلس النواب

علق مجلس النواب الهندي جلسته التي كانت مقررة، اليوم الاثنين، إثر استمرار احتجاجات بعض النواب، اعتراضًا على تجريد زعيم المعارضة راهول غاندي من مقعده، على خلفية وصفه رئيس الوزراء ناريندار مودي ب«اللص».
ارتدى نواب معارضون، أوشحة سوداء وعملوا على تعطيل جلسة في البرلمان، مما دفع رئيس البرلمان أوم بيرلا إلى تأجيل المناقشات.
وقال بيرلا: «أريد أن أدير الجلسة بكرامة، أجّلت المناقشات» إلى وقت لاحق.
وجُرد زعيم حزب المؤتمر الهندي، راهول غاندي، الجمعة، من مقعده في مجلس النواب، غداة إدانته أمام محكمة في ولاية جوجارات، غربي البلاد، بتهمة إهانة رئيس الحكومة، ناريندرا مودي في سياق تعليقه على حملته الانتخابية عام 2019، غذ صرح تصريح حينها بأن «جميع اللصوص اسم شهرتهم مودي».
وأعلن رئيس البرلمان الهندي أن غاندي لم يعد بإمكانه الاحتفاظ بمقعدهن بعدما حكمت عليه المحكمة بالسجن لمدة عامين بسبب تصريح أصدره خلال الحملة الانتخابية عام 2019.
لكن غاندي أفرج عنه بكفالة بعدما أعلن محاموه عزمهم الطعن في الحكم، مؤكدًا أن المحاكمة «سياسية»، وأنه إنه سيواصل الدفاع عن الديمقراطية.
وعزا المعارض البارز محاكمته وتجريده من مقعده إلى دعواته للتحقيق في شبهات فساد تتعلق برئيس الجحكومة وإجراء تحقيق في العلاقة بينه مودي ورجل الأعمال جوتام أداني المتهم بالاحتيال.
ويرتبط مودي منذ عقود بعلاقة وثيقة مع أداني الذي تحولت الأنظار إلى إمبراطوريته التجارية هذا العام بعدما اتهمتها مؤسسة استثمارات أميركية بالاحتيال التجاري «الوقح».
ويطالب حزب المؤتمر بزعامة غاندي منذ أسابيع بإجراء تحقيق برلماني في تلك الاتهامات. وقال غاندي للصحافيين: «تم تجريدي (من المقعد النيابي) لأن رئيس الوزراء خائف من الخطاب التالي الذي سيطال أداني». وأضاف: «سأستمر في طرح السؤال: ما علاقة رئيس الوزراء بالسيد أداني؟».
ونظم أنصار حزب المؤتمر مظاهرات محدودة في مدن عدة في أنحاء البلاد، السبت، احتجاجا على تجريد غاندي من عضوية مجلس النواب.
وراهول غاندي، 52 عامام، هو زعيم حزب المؤتمر الذي تراجع وزنه في البلاد بعدما كان في الماضي يهيمن على الحياة السياسية في الهند، لدوره التاريخي في التحرر من الاستعمار البريطاني.
وينحدر غاندي من عائلة أول رئيس وزراء للهند وهو جواهر لال نهرو، وقد ترأس 3 من أعضاء هذه العائلة حكومات الهند، لكن حزب المؤتمر واجه صعوبة في تحدي القوة الانتخابية لحزب بهاراتيا جاناتا القومي بزعامة مودي واستقطابه الأغلبية الهندوسية في هذا البلد.
تشهد الهند، مواجهة سياسية يتناطح فيها حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم وحزب المؤتمر المعارض على منصب «زعيم المعارضة» في مجلس النواب المكون من 545 عضوا.
ويعادل منصب «زعيم المعارضة» في الهند منصبا في مجلس الوزراء، والأهم من ذلك، أن «زعيم المعارضة» يكون عضوا في اللجان التي تختار أعضاء «لجنة اليقظة المركزية»، وأعضاء لجنة المظالم الوطنية الرامية إلى مكافحة الكسب غير المشروع، ورئيس مكتب التحقيقات المركزي، ووكالة التحقيقات الوطنية الفيدرالية.