بينما تتصاعد أزمات المياه بضغط العوامل الاقتصادية من جانب والتغيرات المناخية من جانب آخر، حذر تقرير مشترك، صدر عن مؤتمر الأممالمتحدة للمياه 2023 ومنظمة اليونسكو من «خطر عالمي وشيك» نتاج الاستهلاك المفرط للمياه. وقال مؤتمر الأممالمتحدة للمياه ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» في تقرير مشترك صدر الثلاثاء، «قبيل ساعات من افتتاح مؤتمر الأممالمتحدة للمياه 2023، النادر حول هذه القضية الشائكة»، إن نحو ملياري شخص يفتقرون إلى مياه شرب مأمونة في حين يفتقر 3.6 مليار شخص إلى خدمات صرف صحي موثوق بها. وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، أمس الأول، من أن العالم «يسير كشخص أعمى نحو الخطر» ارتفاع عداد سكان الأرض الذين يفتقرون للمياه النظيفة من 202 مليار نسمة إلى نحو 2.4 مليار بحلول عام 2025، مشددًا على أن التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض والإفراط في استخدام المياه الجوفية والتلوث كلها عوامل تنذر ب«استنزاف شريان حياة البشرية»، وجعل نقص المياه «نقص المياه مستوطنًا» في جميع أنحاء العالم. وبحسب التقرير فإن استهلاك المياه زاد حول العالم بنسبة تناهز 1% سنوياً على مدار السنوات الأربعين الماضية؛ ولمواجهة هذا العطش، يلجأ البشر إلى المياه الجوفية ويستخرجونها بكميات مما يؤدي لنضوب نحو 100 ل200 كيلومتر مكعب من احتياطيات المياه الجوفيةكل عام واضاف التقرير، أن نحو حوالي 10% من سكان العالم يعيشون في دول تعاني من مستوى إجهاد مائي (العلاقة بين استخدام المياه وتوافرها) عالٍ أو حرجوذلك إضافة إلى ارتفاع عدد سكان لمناطق الحضرية المعرضين لخطر نقص المياه من 933 مليون نسمة في عام 2016 إلى ما بين 1.7 و2.4 مليار نسمة في عام 2050. انطلقت، اليوم، في مدينة نيويوركالأمريكية، فعاليات مؤتمر الأممالمتحدة للمياه، تحت شعار «تسريع وتيرة التغيير لحل أزمة المياه والصرف الصحي»، بمشاركة وفد مصري رفيع المستوى، يترأسه الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، وذلك في أول مؤتمر دولي مخصص للمياه العذبة منذ عام 1977، وتزامنًا مع الاحتفال العالمي باليوم الدولي للمياه، الذي يحل في 22 مارس من كل عام. وتستمر فعاليات المؤتمر حتى يوم 24 من مارس الجاري، وذلك لمراجعة منتصف مدة الشاملة للعِقد الدولي للعمل بشأن «المياه من أجل التنمية المستدامة» (2018-2028).