يحتفل النجم البرازيلي «رونالدينيو» اليوم بعيد ميلاده الثاني والأربعين، حيث وُلِد ساحر الكرة البرازيلية في الحادي والعشرين مارس لعام 1980 . بدأ رونالدو دي أسيس موريرا، مسيرته مع الساحرة المستديرة في نادي جريميو البرازيلي عام 1997، واستمر مع الفريق حتى عام 2001، ولعب 145 مباراة بقميص جريميو، سجل خلالها 72 هدفًا بمختلف البطولات التي شارك فيها، وصنع 21 هدف . وفي 2001 انتقل رونالدينيو إلى صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي، واستمر مع الفريق موسمين حتى 2003، ولعب مع البي إس جي 86 مباراة بمختلف البطولات، وسجل 25 هدفًا، وحقق لقب «إنتر توتو» على حساب بريشيا الإيطالي، وهي مسابقة كرة قدم صيفية للأندية الأوروبية التي لم تتأهل للبطولات الكبرى المختلفة التي تقام سنويًا تحت رعاية الاتحاد الأوروبي، وصنع 18 هدف . برشلونة المحطة الأبرز:- و في 2003 انتقل رونالدينيو إلى صفوف برشلونة الإسباني، ليرد خوان لابورتا المرشح لرئاسة النادي (آنذاك) على صفقة انتقال الإنجليزي ديفيد بيكهام إلى الغريم التقليدي ريال مدريد، والذي سعى لابورتا للتوقيع معه قبل انتقاله للملكي. و سعى خوان لابورتا آنذاك إلى تكوين فريق قوي، فمنذ التتويج بلقب الدوري الإسباني عام 1999 تحت قيادة المدرب الهولندي لويس فان جال، والفريق يعاني من عدم الفوز بالألقاب، حتى أن جماهير النادي الكتالوني تشعر بغضب شديد وهي تشاهد الغريم ريال مدريد يتوج بالألقاب المحلية والقارية، وهنا الحديث عن دوري أبطال أوروبا 2002. وفي الوقت الذي كان يبحث فيه برشلونة ضم رونالدينيو، كان مانشستر يونايتد يريد أيضا تعويض رحيل بيكهام، ووضع عينه على النجم البرازيلي، ليبدأ صراع الناديين على اللاعب ودخل السير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد الأسطوري، في محادثات مباشرة مع اللاعب ووكيله لإقناعه بالقدوم لملعب «أولد ترافورد. و شعَر لابورتا بالخطر، ليقرر الاعتماد على نائبه في مجلس إدارة برشلونة، ساندرو روسيل لحسم الأمور لصالح «البلوجرانا» في هذا الصراع والفوز بتوقيع رونالدينيو. و لجأ خوان لابورتا ل روسيل، بسبب العلاقة الشخصية الممتازة التي يمتلكها الأخير مع رونالدينيو، بسبب عمله كمدير لفرع شركة «نايكي» الأمريكية للملابس الرياضية في البرازيل، والتي ترعى قميص منتخب «السامبا». وبالفعل، استطاع روسيل التأثير على قرار رونالدينيو بخصوص خطوته المستقبلية، وذلك من خلال إقناع اللاعب بأنه سيكون النجم الأول في المشروع الجديد لبرشلونة وسيكون الرجل الذي يرفع النادي من حالة الركود والابتعاد عن الألقاب إلى المنافسة عليها والتتويج بها. ويبدو أن لابورتا كان محقا بتلك الخطوة، ورفض رونالدينيو استكمال المفاوضات مع يونايتد وأبلغ سان جيرمان بموافقته على عرض برشلونة، ليقوم الأخير بالتفاوض مع النادي الباريسي وينجح في الاتفاق على ضمه مقابل 30 مليون يورو. وتُعد فترة برشلونة الإسباني، هي الأبرز في تاريخ الساحر البرازيلي، حيث خاض 207 مباراة بقميص البلوجرانا، وسجل 94 هدفًا في مختلف البطولات، وصنع 71 هدف، وتوج مع الفريق بلقب الدوري الإسباني عامي 2005 و2006، وكأس السوبر الإسباني لذات العامين، كما توج ببطولة دوري أبطال أوروبا 2006، بهدفي صامويل إيتو، والبرازيلي جوليانو بيليتي . ميلان :- وفي 16 يوليو عام 2008 وبعد سلسلة من المفاوضات بين اللاعب والعديد من الأندية الأوروبية التي تصارعت للظفر بخدمات أفضل لاعبي العالم، أعلن نادي إيه سي ميلان الإيطالي تعاقده مع رونالدينيو مقابل 21 مليون يورو، بعد أن رفض اللاعب عرضًا من مانشستر سيتي بقيمة 33 مليون يورو، رغم أن السيتيزين كان مشاركًا بدوري أبطال أوروبا عكس الروسونيري، إلا أن اللاعب فضَل الانتقال إلى ميلان بسبب وجود عدد من زملاءه بالمنتخب وعلى رأسهم ريكاردو كاكا وألكسندر باتو. وخرج آنذاك رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني ومالك نادي ميلان في ذلك الوقت، ليتحدث للإعلام عن الصفقة، قائلًا: نعم، رونالدينيو لنا، الأمر أصبح حقيقة، تحدثت إلى رئيس النادي جالياني الذي أكد لي توقيع رونالدينو على كشوفنا الأربعاء، أقول لجمهورنا: عليكم أن تفرحوا فالآن أصبح لدينا أفضل لاعب في العالم . ولعب رونالدينيو 95 مباراة بقميص الميلان، وسجل 26 هدفًا، وصنع 30 هدف، وتوج مع الفريق بلقب الدوري موسم 2010- 2011 بفارق 6 نقاط عن منافسه إنتر. العودة للبرازيل ثم الاعتزال :- وقرر رونالدينيو في 2011 العودة إلى البرازيل موطنه، ليكون قريب من الشعب البرازيلي قبل انطلاق منافسات كأس العالم 2014 التي تستضيفها البلاد، أملاً في حجز مكان بقائمة لويس فيليبي سكولاري مدرب السيليساو، وبالفعل أعلن نادي فلامينجو توقيعه مع الساحر البرازيلي . وخاض رونالدينيو 72 مباراة بقميص فلامنجو، سجل خلالها 28 هدف، وصنع 16 هدف وفي 2012 انتقل رونالدينيو إلى أتليتكو مينيرو، وخاض مع الفريق 85 مباراة، سجل 27 هدف، وصنع 24 هدف، وقاد الفريق للتتويج بكأس ليبرتادوريس، وكأس ريكوبا سودا أمريكانا، وهي مباراة تقام بين بطل أمريكا الجنوبية والشمالية، وحصل على أفضل لاعب في الدوري البرازيلي، ورغم ذلك فاجأ لويس فيليب سكولاري الجميع واستبعد اللاعب من قائمة المنتخب البرازيلي المشاركة في كأس العالم 2014 . وفي سبتمبر 2014، انتقل رونالدينيو إلى كوريتارو المكسيكي، ولعب 29 مباراة مع الفريق، وسجل 8 أهداف، وصنع 7. وفي 2015 اختتم رونالدينيو مسيرته الكروية بصفوف فريق فلومينيسي البرازيلي، وشارك في 9 مباريات . المنتخب :- بدأت مسيرة رونالدينيو مع المنتخب البرازيلي تحت 17 عام، في 1997 ببطولة كأس العالم للناشئين، وقاد السامبا للتتويج باللقب على حساب غانا بنتيجة 2 – 1، وهي البطولة التي أقيمت في مصر، وسجل 3 أهداف في البطولة . ثم لعب مع المنتخب البرازيلي الأول عام 1999، وساهم في التتويج بلقب كوباأمريكا على حساب الأوروجواي بثلاثية نظيفة، في البطولة التي أقيمت في باراجواي، لكنه خسر بطولة كأس القارات لصالح المكسيك بنتيجة 4 – 3، رغم تتويجه بلقب هداف البطولة برصيد 6 أهداف، بالإضافة للقب أفضل لاعب . و نجح رونالدينيو في التتويج مع المنتخب البرازيلي بكأس العالم 2002 الذي أقيم في كوريا الجنوبيةواليابان، وتوج به راقصوا السامبا على حساب المنتخب الألماني بثنائية رونالدو . وسجل رونالدينيو هدفاً لا ينسى في المونديال بمرمى المنتخب الإنجليزي من ركلة حرة مباشرة في الدور ربع النهائي، حينما سدد الكرة من مسافة بعيدة وبطريقة رائعة خدعت ديفيد سيمان حارس مرمى الإنجليز . كما قاد رونالدينيو منتخب البرازيل للتتويج بكأس العالم للقارات عام 2005 والتي استضافتها ألمانيا استعداداً للمونديال، على حساب الأرجنتين بنتيجة 4 – 1، وسجل رونالدينيو هدفاً في المباراة النهائية، كما سجل أمام ألمانيا في نصف النهائي، وأمام اليابان في دور المجموعات . و إجمالاً فقد لعب رونالدينيو 97 مباراة بقميص المنتخب البرازيلي بمختلف الفئات العمرية، سجل 33 هدف، وصنع 24 هدف . الإنجازات الفردية :- و على الصعيد الفردي، فقد حصد رونالدينيو لقب هداف كأس العالم للقارات عام 1999 برصيد 6 أهداف، كما توج بلقب أفضل لاعب في البطولة ذاتها رغم خسارة البرازيل للقب لصالح المكسيك، كما حصد الساحر البرازيلي جائزة أفضل لاعب في العالم لعامين متتالين، 2004 و2005 حينما كان لاعباً بصفوف فريق برشلونة الإسباني، وحصد لقب الكرة الذهبية عام 2005 متفوقاً على الثنائي ستيفين جيرارد نجم ليفربول، وفرانك لامبارد نجم تشيلسي . قُبلة على اليد من مارادونا :- قرر دونجا المدير الفني للمنتخب البرازيلي تحت 23 عاماً، استدعاء رونالدينيو نجم ميلان الإيطالي ضمن الثلاثي الكبار في قائمة السيليساو للمشاركة بدورة الألعاب الأوليمبية «بكين» 2008 . و حصد المنتخب البرازيلي المركز الثالث في البطولة بعد خسارته أمام الأرجنتين بثلاثية نظيفة حملت توقيع أجويرو «هدفين»، وريكيلمي هدف، وشهدت المباراة حضور أسطورة كرة القدم دييجو أرماندو مارادونا لمؤازرة التانجو. وقبل المباراة توجه مارادونا نحو رونالدينيو وصافحه، وقام بتقبيل يده أمام الجميع في لقطة أصبحت الغلاف الرسمي للصحف العالمية في اليوم التالي، وقال دييجو أن رونالدينيو هو اللاعب الأمتع في تاريخ الساحرة المستديرة، واللاعب الوحيد الذي يمكنني دفع المال من أجل مشاهدته . سقطات في حياة الساحر :- عانر رونالدينيو منذ اعتزاله كرة القدم عام 2015، من العديد من المشاكل والأزمات، على رأسها الأزمات المالية، ففي 2018 تم منعه من السفر، نتيجة تلقيه غرامة بيئية، بعدما بنى مصيدة بطريقة غير قانونية في بحيرة جويبا دون ترخيص مناسب في منطقة محمية، وجاء قرار المنع من السفر بعدما كشفت الحكومة عن وجود 7 دولارات فقط في حساب رونالدينيو البنكي، وبالتالي عدم قدرته على سداد الديون. وفي مارس 2020 تم إيداع رونالدينيو في السجن في باراجواي بتهمة استخدامه لجواز سفر باراجواياني مزيف، وكان نزيلاً في سجن أجروباسيون ذو الإجراءات الأمنية القصوى في البلاد. وقال نجم برشلونة السابق أنه ارتكب خطأ ساذج باستخدامه، مدعيًا أنه كان يجهل العواقب ،و تم التأكيد على هذا الخطأ من قبل المستشار القانوني لرونالدينيو كذلك، والذي ذهب أبعد من ذلك ووصف النجم البرازيلي بالأحمق. ومع ذلك، لم توافق سلطات باراجواي على تحليل الموقف والإفراج عنه، بل تم وضعه في السجن. وقضى ساحر برشلونة وميلان السابق فترة احتجازه في سجن شديد الحراسة، حيث القتلة واللصوص والمدانون في تهمٍ كثيرة، لكنه كان في منشأة منفصلة كيف قضى رونالدينيو فترة سجنه؟ على الرغم من السيناريو المشؤوم الذي وجد رونالدينيو نفسه فيه، إلا أنه مازال ملهمًا وتصدر عناوين الصحف خلال فترة سجنه لإمكانياته الغير مسبوقة في كرة القدم، والتي ظل يمارسها حتى خلف القضبان. و خاض بطولة في كرة القدم بالصالات وقاد فريقه للفوز بها وتم الإفراج عن رونالدينيو من السجن الباراجواياني مشدد الحراسة في 7 أبريل 2020، وتم وضعه قيد الإقامة الجبرية في أحد الفنادق بعد أن دفع كفالة قدرها 1.6 مليون يورو.
