مدير «بوينج» الشرق الأوسط: شراكة مع «مصر للطيران» للتوسع فى استخدام الوقود المستدام

في نوفمبر الماضى، وخلال فعاليات مؤتمر المناخ الدولى بمدينة شرم الشيخ، أعلنت شركة «بوينج»، الأمريكية، تيسير أولى رحلاتها الجوية لإحدى طائرتها من طراز «بوينج 9-787» بوقود الطيران الحيوى المستدام أو (SAF)، بالتعاون مع مصر للطيران، وسط تساؤلات عديدة حول ماهية هذا الوقود وجدواه الاقتصادية.
لكن ما هو الوقود المستدام المعروف اختصارا ب «SAF»؟، وما هو الاختلاف بينه وبين الوقود الأحفورى العادى؟، وكيف يمكن التوسع في استخدامه للحد من الانبعاثات الحرارية؟.
تلك الأسئلة وغيرها وجهتها «المصرى اليوم» إلى مدير «بوينج» الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، كولجيت غاتا أورا، حيث قال إن الوقود المستدام يتم إنتاجه من مواد أولية، لكن انبعاثاته الكربونية أقل بنحو 80٪ من نظيره الأحفورى التقليدى، لافتًا إلى أن الرحلة التجريبية الأخيرة ل«مصر للطيران» تعد علامة فارقة في هذا المجال، وتمهد الطريق لمستقبل وقود طائرات أكثر حفاظا على البيئة في العالم.
وأوضح «أورا»، ل«المصرى اليوم»، من العاصمة الأمريكية «واشنطن»، أن الشراكات الدولية والإقليمية للتوسع في استخدام الوقود المستدام أمر بالغ الأهمية، حيث تعمل «بوينج» مع شركائها في مصر للطيران وعملائها التجاريين، لتحفيز توريد واستخدام وقود الطيران المستدام، منوهًا بأن الشراكة مع مصر للطيران حول التوسع في استخدام الوقود المستدام تعتبر رائدة، ففى 2019 قامت مصر للطيران بأطول رحلة توصيل لطائرة بوينج 787 باستخدام الوقود الحيوى، فضلًا عن أنه خلال المؤتمر الدولى للمناخ قامت بتشغيل أول رحلة تجارية لها مدعومة من الوقود المستدام، مع طائرة بوينج 787-9 تغادر من شارل ديجول في باريس إلى شرم الشيخ.
وأشار «أورا» إلى أنه مطلوب شراكات هادفة مع الحكومات والهيئات التنظيمية والعملاء وأصحاب المصلحة الآخرين في مصر والعالم، لتسريع تطوير وإنتاج «SAF» والوفاء بالتزام الصناعة، حيث يعد الهدف الأساسى ل«بوينج» صفر انبعاثات حرارية بحلول 2050، سواء في الشرق الأوسط أو العالم، موضحًا أن الوقود المستدام مشابه جدًا في تركيبته الكيميائية لوقود الطائرات الأحفورى التقليدى، ويوفر أكبر إمكانية لتقليل انبعاثات الكربون على مدار ال 20 إلى ال 30 عامًا المقبل.
وتابع: «يمكن استخدام مجموعة متنوعة من المواد الأولية لصنع الوقود المستدام، مثل الزيوت النباتية غير الصالحة للأكل، والمحاصيل المزروعة لهذا الغرض، مثل قصب السكر، والنفايات الزراعية، وبعض فضلات الغابات، والنفايات المنزلية غير القابلة لإعادة التدوير، والغازات الصناعية المنبعثة، وتخضع هذه المواد الأولية المستدامة بعد ذلك لمعالجة كيميائية لإنتاج وقود يمكن استخدامه كبديل للوقود المستخرج من الأرض، مثل البترول والفحم، وتتم معالجة هذه المواد الأولية لإنتاج وقود مستدام باستخدام مجموعة من التقنيات، بعضها لا يزال قيد التطوير»، مشيرًا إلى أن أكبر مزايا استخدام الوقود المستدام أنه يمكن استخدامه على نطاق واسع اليوم كبديل للوقود التقليدى، حيث يمكن لجميع الطائرات التوربينية.