الزلزال في تركيا وسوريا.. مشاهد من الألم والأمل ( تقرير)

9 أيام من الفاجعة الكبيرة جراء الزلزال المدمر، الذي ضرب الأراضي التركية والسورية وأسفر عن سقوط عشرات الآلاف من الضحايا والمصابين، ورغم المعاناة التي تكبدها الشعبان سواء في الأرواح أو الممتلكات، والألم الذي شعر به سكان العالم، إلا أن التكاتف الدولي وخروج أحياء من تحت الأنقاض بعث روح الأمل للبلدين.
وتمكنت فرق الإنقاذ، اليوم الثلاثاء، في تركيا من انتشال سيدة أجنبية بعد 204 ساعات على مكوثها تحت أنقاض مبنى دمره الزلزال بولاية هطاي جنوبي تركيا.
ونقلت شبكة «سي.إن.إن ترك» أن رجال الإنقاذ انتشلوا شابا عمره 17 عاما من تحت أنقاض مبنى سكني في منطقة كهرمان مرعش التركية، التي أصدرت سلطاتها مذكرات اعتقال بحق 97 شخصا بعد أعمال نهب في المنطقة التي ضربتها زلازل مدمرة الأسبوع الماضي، ويخضع ما مجموعه 232 شخصا للتحقيق بتهمة النهب والسرقة والاحتيال.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن الرئيس السوري بشار الأسد وافق على السماح للأمم المتحدة بتسليم مساعدات إلى شمال غرب سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة عبر معبرين حدوديين آخرين من تركيا لمدة 3 أشهر، وقال جوتيريش مع استمرار ارتفاع عدد قتلى زلزال السادس من فبراير، أصبح توفير الغذاء وإمدادات الصحة والتغذية والحماية والمأوى والمواد الشتوية وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة لجميع الملايين من المتضررين أمرا ملحا للغاية، مضيفا أن فتح نقطتي العبور إلى جانب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتسريع الموافقة على التأشيرات وتسهيل السفر بين المحاور، سيسمح بدخول المزيد من المساعدات بشكل أسرع.
من جهتها ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، اليوم الثلاثاء، أن هناك نحو 4.6 مليون طفل في تركيا و2.5 مليون طفل في سوريا، تضرروا عقب الزلزال الذي ضرب البلدين الأسبوع الماضي.
وأوضح البيان أنه لم يتم التأكد بعد من أعداد الأطفال الذين قتلوا وأصيبوا خلال الزلازل وعواقبه، متوقعا أن يصل عددهم إلى الآلاف، كما أضافت أن العدد الإجمالي الرسمي للقتلى قد تجاوز 35 ألفا.
وفي ملف التعليم، أوضحت اليونيسيف، أنها تعمل على تمكين الأطفال من العودة إلى التعلم في أقرب وقت ممكن، وتقوم بتقييم الأضرار التي لحقت بالمدارس وإعدادها للإصلاحات الفورية، بالإضافة إلى إنشاء أماكن تعلم مؤقتة.
من جانبه أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده وشعبها سيتجاوزان محنة الزلزال، مثلما تجاوزا محنا أخرى في السابق، واصفا الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا، بأنه «كارثة العصر».
وإنسانيا، أبدى العديد من الدوريات العالمية لرياضات مختلفة تضامنها مع ضحايا زلزال تركيا وسوريا الذي خلف آلاف الوفيات والمصابين، وأعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، الاثنين، تنظيمه «لحظة صمت» في بدايات 20 مباراة من دوريات أوروبية مختلفة خلال الأسبوع الجاري، تضامنا مع الضحايا، وأضاف البيان: «خلال مراسم ما قبل المباراة وأثناء لحظة الصمت، سيتم عرض لافتة تذكارية على أرض الملعب مكتوب عليها رسالة (نحن معكم) باللغتين التركية والعربية، إضافة إلى السماح بارتداء شارات الذراع السوداء»وفقا لتقدير الفرق والحكام«في كل دوري، حسب البيان.
وقدم الاتحاد أيضا تبرعا «أوليا» بقيمة 200 ألف يورو لدعم الجهود الإنسانية التي عقبت الزلازل.
من جانبه، أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة السلة تضامنه مع ضحايا الزلزال، ودعا لدعم حملات التبرع للمتضررين، وكان الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، أعلن تقديمه مليون جنيه إسترليني استجابة لنداء الإغاثة الذي أطلقته لجنة طوارئ الكوارث في بريطانيا، كما ارتدى لاعبوا ومسؤولو مباريات نهاية الأسبوع الماضي شارات سوداء، تضامنا مع من فقدوا حياتهم وتأثروا بهذه الأحداث المأساوية، وفي إيطاليا، تضامن دوري الدرجة الأولى لكرة القدم مع ضحايا الزلزال في تغريدة جاء فيها: «دعواتنا وصلواتنا مع كل المتضررين من الزلزال المدمر في تركيا وسوريا».
من جهته أعلن وزير الصحة السوري، حسن الغباش، عن أن الحصيلة النهائية لضحايا الزلزال الذي ضرب بلاده بلغت 1414 وفاة و2357 إصابة، في الوقت الذي دعا فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لجمع 397 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال الذي تعرضت له سوريا، حيث اعتبر الزلزال من أكبر الكوارث في الذاكرة الحديثة، حيث يعاني الملايين، وتابع: المعاناة الإنسانية الناجمة عن هذه الكارثة الطبيعية الهائلة يجب ألا تتفاقم بسبب عوائق، مثل صعوبة الوصول الإنساني ونقص التمويل والإمدادات.