وزير الخارجية الروسي يصل إلى مالي لتعزيز التعاون بين البلدين

في إطار الجهود المتواصلة الوجود الروسي غربي القارة الإفريقية، وصل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الثلاثاء، إلى مالي فيما العلاقات الأمنية والسياسية بين موسكو والمجلس العسكري الحاكم في باماكو في أفضل حالاتها.
وكان في استقبال لافروف الذي زار الاثنين العراق، لدى نزوله من الطائرة نظيره المالي عبدلله ديوب، ولم يدل الوزيران بأي تصريح صحفي.
والتقى لافروف، رئيس المجلس العسكري الحاكم الكولونيل أسيمي جويتا وأجري محادثات مع نظيره عبدالله ديوب، وتستمر زيارة لافروف لمالي التي تشهد هجمات وأزمة عميقة متعددة الأبعاد، 24 ساعة وتكرس التقارب الذي أحدثه العسكريون الحاكمون في البلاد منذ العام 2021 مع موسكو بعدما فضوا التحالف العسكري المبرم مع فرنسا وشركائها.
وتأتي زيارة لافروف عقب أسبوع واحد من تسلم مالي، مقاتلات ومروحيات روسية؛ إذ سلمت موسكو مالي أسلحة وطائرات هليكوبتر هجومية من طراز «مي-35 إم» (Mi-35M) ونظام رادار جوي متقدم، ضمن جهودها لتوثيق العلاقات بين البلدين.
مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها القاسية على العالم كله، ظهرت مالي الواقعة غربي القارة الأفريقية، كجبهة أخرى للتصعيد بين موسكو والغرب في دولة
عززت موسكو مصالحها في غرب أفريقيا، ضمن صراعها مع الغرب على النفوذ في القارة السمراء، وحسب تصريحات صحفية، للمحاضر في قسم العلوم السياسية بجامعة رواندا، إسماعيل بوكانان، فإن سعي موسكو الجيوسياسي غربي أفريقيا ودعم مالي لروسيا في حربها على أوكرانيا يجسدان نجاح روسيا في إفريقيا-لاسيما غربي القارة؛ مع إمكانية نشوب خلافات روسية جديدة مع فرنسا وحلف شمال الأطلسي «ناتو» (NATO) الآخرين بالمنطقة.
ويشكل الوجود الروسي في مالي جزءًا من مساعي موسكو المتجددة لتشكيل شراكة مع القارة الأفريقية، خاصة في وقت تحاول فيه التخفيف من تأثير العزلة الغربية عليها؛ إذ امتنعت مالي و34 دولة أخرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة عن التصويت على مشروع قرار يدين التدخل العسكري الروسي المستمر في أوكرانيا في مايو الماضي، مؤكدًا أن وأضاف بوكانان أن باريس وغيرها من الحلفاء الأوروبيين قلقون بشكل متزايد بشأن ما يرونه تهديدا روسيا غربي أفريقيا.