الأمين العام المساعد للأمم المتحدة: اقتحام «الأقصى» خطوة تحريضية

انطلقت فى نيويورك، مساء أمس الأول، أعمال جلسة مجلس الأمن الطارئة على ضوء انتهاكات إسرائيل فى القدس. وقال الأمين العام المساعد للشرق الأوسط وآسيا ومنطقة المحيط الهادئ فى الأمم المتحدة، خالد خيارى، إن اقتحام وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى فى القدس بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، خطوة «تحريضية»، بسبب دعواته السابقة لتغيير الوضع الراهن للمقدسات الدينية فى القدس، مشيرًا إلى أن عملية الاقتحام تعد «استفزازًا» ينذر بمزيد من التصعيد الدموى.
وحذر «الخيارى» من أى تغييرات للوضع الراهن فى الأماكن المقدسة، لافتًا إلى أن الأوضاع فى الأماكن المقدسة بمدينة القدس المحتلة هشة للغاية، وأى حادث أو توتر يمكن أن يؤجج العنف فى المنطقة. وجدد دعوة الأمين العام للأمم المتحدة «إلى الامتناع عن الخطوات التى من شأنها تصعيد التوتر فى الأماكن المقدسة وحولها، وضرورة الحفاظ على الوضع الراهن، تماشيًا مع الوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة بالقدس».
من جانبه، حذر مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، من انتفاضة فلسطينية قادمة، قائلًا إن شعبنا الفلسطينى بدأ يفقد صبره، والاعتدال والمسؤولية التى نبديها يجب ألا تفهم أنها تأتى من موقع ضعف، مضيفًا أن إصرار إسرائيل على مسار التصعيدى لا يؤدى إلى السلام.
وأعرب «منصور» عن تعجبه من عدم اتخاذ خطوات جادة تجاه الانتهاكات الإسرائيلية، متسائلًا عن الخطوط الحمراء التى يجب أن تتخطاها إسرائيل ليتخذ مجلس الأمن خطوات ضدها، لافتًا إلى تجاهل إسرائيل الكامل لقداسة الأماكن الدينية والقانون الدولى لاسيما حرمة وقداسة المسجد الأقصى.
كما انتقد منصور مجلس الأمن قائلًا: إزاء انتهاكات إسرائيل المستمر، يظل مجلس الأمن جالسًا على الهامش. وأشار إلى معاناة المسيحيين الفلسطينيين من هجوم الاحتلال والانتهاكات الإسرائيلية ضدهم.
من ناحية أخرى، أعرب نائب المندوبة الأمريكية بالمجلس، روبرت وود، عن قلق بلاده من أى أعمال أحادية الجانب من شأنها تقويض سبل الاستقرار والسلام؛ مما قد يسفر عن تفاقم للأوضاع مما يهدد بحل الدولتين، مشيرًا إلى أن واشنطن تدعم بكل قوة الحفاظ على الوضع القائم للمقدسات الدينية فى القدس.
من جهته أكد مندوب روسيا، فاسيلى نبينيزيا، رفض بلاده تغيير الوضع القائم للمقدسات الإسلامية، مؤكدًا أن اقتحام وزير الأمن القومى فى حكومة الاحتلال للمسجد الأقصى أمر يثير الحفيظة، محذرًا من النتائج التى وقعت جراء أحداث مماثلة لاقتحام بن غفير، والتى حدثت فى عام 2000 على يد رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، أرييل شارون، راح ضحيتها وقتها الآلاف.
على صعيد متصل، أعرب مندوب الصين، جنج شوانج، عن قلقه إزاء أى تصرفات أو أى أفعال أحادية الجانب تؤدى لتصاعد التوترات، مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن للمقدسات لمنع التصعيد وتفاقم الأوضاع، وأكد أنه لا بديل عن حل الدولتين لتحقيق الأمن والاستقرار.
كما أدانت المجموعة العربية فى الأمم المتحدة، فى بيان ألقاه مندوب فلسطين رياض منصور، الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية فى الأقصى الخاصة باقتحام الوزير «بن غفير»، ومعه قوات الاحتلال، مؤكدة على حق الفلسطينيين بالسيادة على مدينة القدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين.
وثمنت المجموعة العربية الدول التى أدانت اقتحام «بن غفير» «الاستفزازى» للمسجد الأقصى، وأكدت على مواقفها الرافضة لتغيير الوضع القانونى.
وطالبت المجموعة العربية مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته وتنفيذ قراراه لوقف كل الخطوات التصعيدية والانتهاكات التى تواصل إسرائيل ارتكابها بلا توقف، بما فى ذلك مدينة القدس، وما صاحبها من انتهاك للمسجد الأقصى من قبل جيش الاحتلال والمجموعات المتطرفة.
وأدان الأردن، بشدة، اقتحام المسجد الأقصى تحت حراسة وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلى، وأكد على أن اقتحام المسجد الأقصى وانتهاك حرمته خطوة استفزازية مرفوضة ومدانة، باعتبارها تمثل خرقًا فاضحًا للقانون الدولى والوضع القانونى والتاريخى القائم فى مدينة القدس ومقدساتها، وتنذر بالمزيد من التصعيد، وتمثل اتجاهًا خطيرًا يتوجب على مجلس الأمن والمجتمع الدولى العمل على وقفه. وشدد الأردن على رفضه أية إجراءات تهدف لتغيير الوضع القانونى والتاريخى القائم فى القدس، ووجوب العودة.
كما أدانت الإمارات اقتحام بن غفير للأقصى، وقالت إن هذا من شأنه زعزعة الوضع الهش الموجود بالفعل فى الأراضى المحتلة، ويبعد المنطقة عن طريق السلام، معربة عن إدانتها الاعتداء على المقبرة المسيحية فى جبل صهيون، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات.
فى المقابل، بحث المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر للشؤون الأمنية والسياسية «الكابينت»، فى جلسة خاصة، تداعيات اقتحام وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير المسجد الأقصى، والصدى الدولى على هذه الخطوة. ومارس مسؤولون إسرائيليون ضغوطًا على الدول الأعضاء فى مجلس الأمن الدولى، لمنع صدور بيان مندد من المجلس خلال الجلسة الطارئة التى عقدها، مساء أمس الأول، لبحث الاقتحام وباقى التطورات فى القدس، وفق ما نقلته «وسائل إعلام إسرائيلية».
وفى سياق متصل، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلى الشباب الفلسطينيين من دخول المسجد الأقصى لتأدية صلاة الفجر، مقيمة الحواجز الأمنية على بوابات الأقصى، وفق ما نقلته وسائل إعلام فلسطينية. وفى إطار التصدى لاقتحامات الأقصى يدعو فلسطينيون للاعتكاف والرباط بالأقصى للتصدى لتلك الاقتحامات