تمثيل أسطوري لغروب الشمس ووصفها الجميع ب«وليمة للعيون».. تعرف على أسرار مقبرة «رمسيس السادس»

تعد من أوسع الممرات وأطول الطرق داخل «وادي الملوك» بدأت من رمسيس الخامس وانتهت برمسيس السادس، حيث وصفها الجميع بوليمة العيون، لاحتوائها على لوحات كاملة من الهيروغلوفية، بجانب احتواء غرفة الدفن على حفرة غير مكتملة في الأرض، رسمه هائلة من نبات الجوز ومشاهد من كتاب النهار وكتاب الليل.
تعد مقبرة رمسيس السادس في وادي الملوك بالأقصر وأحدة من أشهر الآثار الفرعونية عبر تاريخ مصر القديم، ومن أعظم المقابر ذات النقوش الرائعة الساكنة في «وادي الملوك» بالأقصر الواقعة على البر الغربي للنيل، فهو الابن الوحيد لرمسيس الثالث والملكة إيزيس.
تعود تاريخ المقبرة إلى عهد الملك رمسيس الخامس في فترة بين 1147 إلى 1143 قبل الميلاد من الأسرة العشرين، وبعد وفاته قام رمسيس السادس ابن شقيقه بتطوير وتوسيع المقبرة وأعاد استخدامها لتصبح مقبره له، وتم ذلك غالبًا في السنة الثانية من حكم رمسيس السادس.
زينت جدران هذه المقبرة بالعديد من النقوش الجنائزية، منها مقتطفات من كتب «الكهوف، والأمدوات، والموتى، والبوابات»، والتي كانت تُعد مصدرًا مهمًا لدراسة المعتقدات الجنائزية للعالم الآخر بحسب المعتقد المصري القديم، والتي تساعد الملك على الانتقال إلى حياته الأخرى بسلام.
وصف المقبرة رمسيس السادس
دقة النقوش على جدران المقبرة وتفاصيل أغالب محتوياتها جعلت منها مقبرة مميزة مقارنة بالعديد من المقابر الأثرية الأخرى بوادي الملوك، بالإضافة إلى أن التابوت الحجري للمومياء تم نحته بدقة عالية، وعلى الرغم من تعرض التابوت للكسر، إلا أنه خضع لعملية ترميم استغرقت نحو عامين من قبل خبراء ترميم، أما عن المقبرة ذاتها فهي فتحمل تخطيطا منمقا، حيث تتكون من مجموعة من الممرات الهابطة متوازية في خط مستقيم، تصل إلى حجرة الدفن من خلال عمق كبير تحت الأرض .
يمتاز القبر بزخارفه الجميلة المحفوظة جيدا، مع التركيز على المشاهد والنصوص الفلكية التي تغطي جدران وممرات المدخل . تستمر هذه في القسم الأوسط من المقبرة وغرفة البئر، بالإضافة إلى غرفة الدفن، التي اعتبرها الزائرين أنها من أفضل ما تم عرضه بوادي الملوك حيث تزين الجدران بتفاصيل متقنه وبحس جمالي لم يسبق له مثيل، وذلك وفقًا لموقع «lonely planet»
سقف المقبرة «تمثيل أسطوري لغروب الشمس»
زُين سقف المقبرة بمناظر ونقوش فلكية أهمها في حجرة الدفن، منظر يصور إلهة السماء نوت المقوسة على الأرض، وقرص الشمس أمام فمها، وهي على وشك ابتلاعه، ما يعد تمثيلًا أسطوريًا لغروب الشمس.
كما يمكن رؤية 12 قرصًا شمسيًا داخل جسم إله السماء «نوت»، مما يمثل رحلة إله الشمس اليومية التي تستغرق اثنتي عشرة ساعة عبر العالم السفلي في الليل، قبل ولادته مرة أخرى في الشرق بمرحله شبابه وهو مفعمًا بالحياة والحيوية، من خلال هذا النص الذي مثل إله الشمس، يمكن للملك أن يحقق ولادة مجيدة في الأفق الشرقي عند الفجر التي تمكن الملك من ضمان إعادة ولادته في الأفق الشرقي عند الفجر مثل إله الشمس، وجاء ذلك مثل معتقد المصري القديم .
بالقرب من جدران الأسقف، يظهر مشهد ليلي باللونين الأسود والذهبي إلهة السماء وهي تبتلع الشمس كل مساء لتلدها كل صباح في دورة لا نهاية لها من الحياة الجديدة المصممة لإحياء أرواح الفراعنة الموتى، تمتلئ جدران الغرفة بصور رائعة لرمسيس السادس مع آلهة مختلفة، بالإضافة إلى مشاهد من كتاب الأرض، تظهر تقدم إله الشمس خلال الليل، والآلهة التي تساعده وقوى الظلام التي تحاول منعه من الوصول إلى الفجر.
عباءة غير مقصودة لحماية مقبرة توت عنخ امون
ظل قبر توت عنخ آمون سليما حتى عام 1922 ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى وجود مقبرة رمسيس السادس المجاورة، والتي كانت بمثابة عباءة غير مقصودة لمدخل المقبرة القديمة، لا تزال أسماء وألقاب رمسيس الخامس تظهر في النصف الأول من المقبرة. بعد نهب المقبرة بعد 20 عاما فقط من الدفن، وتم نقل مومياوات كل من رمسيس الخامس ورمسيس السادس إلى مقبرة أمنحتب الثاني حيث تم العثور عليها في عام 1898 ونقلها إلى القاهرة .