«شيماء» دخلت ل«تفتيت» حصوة بالكُلى خرجت جثة هامدة (فيديو وصور)

كُل من في البيت حزين، الأطفال بيكون على أمهم، الأب يقول لأولاده: «مش هسيب حقها»، وهم يردون عليه: «عاوزين ماما!».. صمت ممزوج بحزن دفين على رحيل «شيماء» التي ماتت بخطأ طبى في أثناء عملية تفتيت حصوات على الكُلى، «الدكتور شال الكلى بالحصوى لوقف نزيف الكبد!».
زوجها «عمرو» يرثى حاله بعد فقدان «شيماء»: «بيتنا اتخرب.. مش عارفين نعيش من غيرها»، يتذكر حينما كان يخفف من آلامها منذ أيام قليلة، بعد أن طالعا نتيجة الأشعات الطبية واكتشاف إصابتها بحصوى على الكُلى، ويقول: «حكاية بسيطة.. دى مجرد عملية جراحية بسيطة»، ووالدها يطمئن قلبها هو الآخر: «يا بنتى أنا شايل المرارة وعامل قلب مفتوح، دا أنا باخد البنج بنسى نفسى، وبدخل العمليات والدكاترة يعملوا اللى عاوزينه!».
زوج ضحية الإهمال الطبي يردد: «ماتت.. ماتت.. ماتت»
«شيماء» قبل أن ترتدى ملابس العملية بالمستشفى الحكومى في القاهرة الذي تعمل به والدتها «ممرضة»، طلبت أن ترى طفليها «محمد»، و«جنى»، أكبرهما 10 سنوات، «حضنت العيال جامد»، يستذكر زوجها اللحظات الأخيرة في حياتها «بصت عليّا وأوصتنى بأنى أخلى بالى من العيال ولا أتركهم، وحين قلت لها: في إيه دى عملية بسيطة، قالت لى: يا حبيبى هدخل مش هطلع منها!».
أسرة «شيماء» انتظرت نحو 10 ساعات خارج غرفة العمليات، القلق أكل قلبهم، يتساءلون والخوف يحاصرهم: «هو في جراحة بتاخد الوقت دا كله، دى مجرد إزالة حصوة!»، بينما يخرج عليهم الأطباء ب«تروللى» يحمل «شيماء» على غرفة العناية المركزة، يحاولون إيقافه ليعرفوا ما سبب التحول المفاجئ، ليخبرهم أحدهم بلهجة باردة: «طبيب المنظار خرم الكلى وشيلناها لوقف نزيف على الكبد!».
فوجئ زوج «شيماء» بطلب 36 صفيحة بلازما وأكياس دم بشكلِ عاجل، هرول لإحضارهم واستعان بكل أصدقائه ومعارفه، ولما اقترب من العودة لزوجته كان شقيقها الأكبر يهاتفه ويخبره: «تعالى خلاص بسرعة، خلاص يا عمرو شدّ حيلك شيماء ماتت!»، عجز لسان الزوج عن التحدث، أخذ يردد كلمة: «ماتت.. ماتت.. ماتت».
أولاد الضحية: عاوزينك تذاكري معانا
أم «شيماء» أمام غرفة العمليات كانت تصرخ، وزملاؤها يعزّونها، قالت: «يا ريتنى يا بنتى كنت أقدر أخدمك، أنا خدمت كل الناس هنا بالمستشفى، كنت فديتك بدمى يا بنت عمرى»، ووالدها في الجهة المقابلة يتذكر شريط ذكريات ابنته أمام عينيه: «أول ما اتولدت شيلتها وحسيت بيها لما قربتها عند قلبى، وكنت بحس بيها في أي حاجة تحصلها، وكان قلبى بيشعر بيها وأشوف لها حلم وأقول لزوجتى: البنت تعبانة، ويطلع كلامى صح، لكن المرة دى قلبى لم يشعر أنها هترحل وتتركنى.. أول فرحتى بالدنيا، وأحن أولادى عليّا».
زوج الضحية اصطحب نجليه إلى غرفة تغسيل «شيماء»، ليطلا عليها بنظرة الوداع، الابن الأكبر قال أمامها: «يا أمى عاوزك، عاوزك تذاكرى معايا، تودينى التمارين»، والابنة كأنها تعاتبها «يا ماما فين العروسة اللى طلبتها منك، قومى هاتيها!».
خرج جثمان «شيماء» إلى مثواه الأخير، وأمها تطلق صراخات مدوية: «دى عندها 30 سنة، لسه صغيرة، راحت بلا تمن، ليه تروح بخطأ واستهتار، عمرى ما شوفت دكتور يخرم كلى لإزالة حصى.. يا قلبى عليكى يا بنتى يا حبيبتى»، لتقرر أسرة الضحية إرسال بلاغ لمكتب النائب العام، اتهمت فيه إدارة المستشفى بالتسبب في وفاتها.
بالعودة إلى منزلها، ينظر الزوج إلى صورة معلقة على جدران الحائط تجمع كل أفراد الأسرة، يشير إليها: «دلوقتى نقصت واحد، أهم حد، مراتى مش قادرين نعيش من غيرها.. عيالى وأنا هنموت، كل يوم يسألونى عليها: هتيجى إمتى يا بابا؟.. لما أقول لهم: دى عند ربنا يردون علىّ: عاوزين حقها»، ثم يقولان: «إوعى تسيب حقها».