خلافات بين «القوتين النوويتين».. الهند تتهم الصين ب«تغيير الحدود »

تشهد الهند والصين خلافات جديدة بعد وقوع اشتباكات حدودية بين البلدين، واتهم على أثرها وزير الدفاع الهندى راجنات سينج، الصين، أمس بمحاولة «تغيير الوضع القائم بشكل أحادى» والخاص بالحدود بين البلدين.. لكن بكين أعلنت أن الوضع على الحدود مع الهند «مستقر»، حسبما أكد المتحدث باسم خارجيتها وانج وينبين.
وقعت إصابات بين الصينيين والهنود الأسبوع الماضى، وذلك فى «مواجهات» جديدة بين الجيشين على الحدود المتنازع عليها فى منطقة الهيمالايا.
وعلق الجيش الهندى بأن كلا الطرفين انسحبا على الفور من المنطقة، مضيفا أن قادة الطرفين عقدوا اجتماعا على الفور عقب الاشتباك من أجل استعادة السلام والهدوء. وظلت الدولتان تعملان على نزع فتيل التوتر منذ وقوع نزاع بينهما منذ عامين.
وقال متحدث الخارجية الصينية وانج وينبين، أمس، إن نيودلهى وبكين حافظتا على حوار دون عراقيل بشأن المسألة الحدودية عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية.
وأضاف وينبين: «على حد فهمنا، فإن الوضع الحدودى بين الصين والهند مستقر بالمجمل»، مضيفا أن الطرفين «حافظا على حوار من دون عراقيل بشأن المسألة الحدودية عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية»، حسبما قالت وسائل إعلام صينية وعالمية.
وجاء تصريح المسؤول الصينى ردًا على اتهامات للهند بأنها تحاول تغيير الوضع القائم على الحدود بين البلدين المتنازع عليها فى الهيمالايا.
وأكدت الصين أن الوضع «مستقر» عند حدودها مع الهند.
فى حين نبه وزير الدفاع الهندى راجنات سينج إلى أن قوات جيش التحرير الشعبى الصينى حاولت فى التاسع من ديسمبر الجارى تغيير الوضع القائم بشكل أحادى عبر التعدى على خط السيطرة الفعلية فى منطقة يانجتسى التابعة لقطاع تاوانغ.
يشار إلى أن نزاعات جغرافية عديدة تدور بين الهند والصين فى قطاعات لاداخ الواقعة فى الغرب وأروناشال براديش بالشرق. وشهدت السنوات الماضية اشتباكات بسيطة بين البلدين على طول الحدود بينهما والممتدة على طول 3500 كيلومتر، خاصة فى منطقة «لاداخ» المرتفعة فى شمال الهند.
فى حين وقفت القوات الهندية والصينية فى 2017 فى مواجهة استمرت 72 يوما فى قطاع استراتيجى بمنطقة بوتان فى الهيمالايا، لكن المفاوضات أفلحت فى الحد من التوتر بين القوتين الآسيوتين الكبيرتين.
وشهد ذلك العام آخر مواجهة كبرى بين البلدين، حين بدأت الصين فى شق طريق عسكرى على تلة استراتيجية قرب حدودها تعرف بهضبة «دوكلام»، والتى تربط بين أراض صينية وهندية وبوتانية، غير أن الواقعة انتهت بعدما تراجعت قوات الطرفين.
واشتبكت القوات الهندية والصينية فى يونيو عام 2020 فى قتال بالأيدى فى وادى جالوان فى منطقة لاداخ المتاخمة لهضبة التبت التى تسيطر عليها الصين، حيث لقى 20 جنديا هنديا مصرعهم.. بينما تكبدت الصين عددا من الضحايا لم يعلن عنه، وعزز الجانبان وجودهما العسكرى ونقلا الرجال والأسلحة والإمدادات إلى المنطقة الصحراوية المرتفعة.
كما وقعت حرب بين البلدين سنة 1962، ومنيت فيها القوات الهندية بالهزيمة، حيث شنت الصين هجوما على القوات الهندية واستولت على مرتفعات أقساى تشين التى تفصل بينهما، بينما تعود جذور النزاع بين البلدين إلى سنة 1947، وذلك عندما نالت الهند استقلالها عن التاج البريطانى، ومن ثم حصلت على هضبة واسعة شمال شرقى البلاد، قالت الصين إن ملكيتها تعود لها.
وتعد الصين والهند أكبر دولتين من الناحية السكانية، ومن أسرع الاقتصادات الكبرى نموا فى العالم.