كان «مارتن»، طالب الثانوى الذى يعمل على «توك توك»- مِلْك صديقه- يهاتف والديه للاستعداد للتوجه إلى منزل محبوبته لخطبتها من أهلها، لكن بعد دقائق تحول الفرح إلى حزن، وعاد إليهما الابن جثة هامدة، حيث يبكيان: «كان واقف بشارع المدرسة الإنجليزية بروض الفرج، وشخص اسمه (عقباوى)، دخل سرق (إكسسوار) بيتعلق فى التوك التوك، ولما ابننا شافه قال له: هاته، فرد عليه: لا خدته عافية.. وانتهى الموقف بقتل فلذة الكبد، فى يوم خطبته، وكان نفسنا نشوفه عريس». ملقى بالأرض غارقًا وسط بركة دماء، عثر والدا «مارتن» عليه، لم يصدقا ما رأت أعينهما، توجها إلى المستشفى «كان السر الإلهى طلع»، وقد عرفا أنه تلقى 6 طعنات بالفخذ والرقبة والبطن. سيناريو الجريمة يسرده والد سائق التوك توك- وفق شهود عيان- بأن «(عقباوى) مشى بالإكسسوار، وثمنه 150 جنيه، وقال ل(مارتن): خدت اللعبة بالعافية، ونال منه بالسب والتهديد بقوله: إنت واللى وراك، فرد عليه: إزاى انت أخدتها عافية؟!، فما كان من اللص إلا أن أشهر فى وجهه سلاحًا أبيض، وجرحه فى رقبته». والد «مارتن» يحكى أن ابنه اتصل بمالك «التوك توك»، ويُدعى «أسامة»، وقال له: «(عقباوى) أخد منى إكسسوار، فطلب منه: اطلع أنت اشتغل، وأنا هوصل له، وهخليه يراضيك، وأرسل شخصًا اسمه (أدهم) ينادى على المشكو فى حقه، ودارت بينهما مشادة كلامية، تطورت إلى مشاجرة بسيطة، فخرج يجرى وهو يهدد: (والله لأدبح لكم مارتن.. هقتله وهتشوفو)». الأب واصل سرد بقية التفاصيل، ينظر إلى صورة ابنه: «نفذ تهديده فيك يا حبيبى»، ثم يقول: «(أسامة) طلع استقل (توك توك)، وحاول اللحاق ب(عقباوى) دون جدوى، وفى الوقت ذاته الأخير كان قد اتصل ب(مارتن)، وطلب منه الذهاب إلى منطقة فرن سنابل، مهددًا إياه: تعالى علشان هاخد المكنة منك». قاد «مارتن» المركبة ناحية المدرسة الإنجليزية، وهناك تقابل مع «أسامة» وصديقهما «مادى»، وأثناء وقوفه معهما، وفق والده: «ابنى صعبت عليه نفسه لما شاف (عقباوى) قدامهم قام ماسك عصا وضربه بيها، والأخير أخرج سلاح وسدد له طعنة فى الفخد و3 فى البطن واتنين فى الرقبة ناحية العرق، غير التقطيع فى الوجه، ولاذ بالفرار، وقبل ما أصدقاؤه يحملوه للمستشفى، كان مات». شهود العيان أكدوا رواية الأب، ومنزل «مارتن»، صاحب ال19 عامًا، تحول إلى سرادق عزاء، وبينما تجلس الأم وسط السيدات المتشحات بالسواد، تصرخ: «ابنى كان عريس»، وتناجيه: «اصحى يا ابنى بدلتك هنا، زفتك للسما»، وتطالب: «عاوزة حقه من الجانى، ده كان ابنى الكبير، وراح منى، ومعنديش غير واحد». وخلال ساعات، كانت أجهزة الأمن قد ضبطت المتهم بارتكاب الجريمة، وقررت النيابة العامة حبسه احتياطيًّا عقب اعترافه بأنه: «خدت الإكسسوار، واستفزنى (مارتن) لما اشتكى ل(أسامة) ومسك فىَّ، فقلت هنتقم منه، مكانش قصدى اقتله، كنت عاوز اعوّره بس». والأهالى بمكان الجريمة أشادوا بأخلاق المجنى عليه، وأدانوا سلوك المتهم، ووصفوه بأنه «لص، وكان دائمًا يستولى على متعلقات سائقى التكاتك، وأحيانًا يفرض عليهم إتاوات».
