«القومي للمرأة»: السيدات يتصدرن المشهد الانتخابي في اليوم الأول لانتخابات مجلس النواب 2025    نماذج ملهمة.. قصص نجاح تثري فعاليات الدائرة المستديرة للمشروع الوطني للقراءة    سفير الصين: مبادرة الحزام والطريق تتوافق بشكل وثيق مع رؤية مصر 2030    نتنياهو: غزة ستكون منطقة منزوعة السلاح.. وستسمعون قريبًا عن دول تدخل دائرة السلام    خارجية روسيا تنتقد «بي بي سي» بعد استقالة مديرها العام: زورت الحقائق في أوكرانيا وسوريا    أخبار السعودية اليوم.. مشروع "مسام" ينزع أكثر من ألف لغم من الأراضي اليمنية خلال أسبوع    انطلاق الانتخابات البرلمانية العراقية غدًا (تفاصيل)    «هدف ملغي ل الفراعنة».. منتخب مصر يتأخر أمام إنجلترا في الشوط الأول    مليون و800 ألف جنيه دعم الشباب والرياضة لمراكز الشباب والأندية بدمياط    بيفض خناقة.. إصابة شخص بعيار نارى خلال مشاجرة بين طرفين بشبرا الخيمة    انتخابات مجلس النواب 2025| رئيس لجنة بالبدرشين يخرج لمسنة للإدلاء بصوتها| صور    بعد وفاته في المنيا.. دفن إسماعيل الليثي بجوار نجله ضاضا في القاهرة    مهرجان القاهرة يعلن القائمة النهائية لأفلام مسابقة أسبوع النقاد في دورته ال46    نقابة المهن الموسيقية تنعى إسماعيل الليثي    شقيق الفنان محمد صبحي: حالته الصحية مطمئنة ويغادر المستشفى غداً    فيلم عائشة لا تستطيع الطيران يمثل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي    وكيل أمين الأمم المتحدة: افتتاح المتحف الكبير يعيد الحماس للتعرف على تاريخ مصر    5 أبراج لا تنسى الأذية أبدا.. «هل أنت منهم؟»    العمل تسلم 36 عقد توظيف للشباب في مجال الزراعة بالأردن    رابط وموعد التسجيل في مبادرة "شتاء رقمي" لطلاب المدارس    أول رد من الأهلي على واقعة زيزو ونائب رئيس الزمالك    مندوب فلسطين بالجامعة العربية: مؤتمر إعادة إعمار غزة فرصة لإعادة تأهيل البنية التحتية بالقطاع    كرة سلة - الكشف عن مواعيد قبل نهائي دوري المرتبط رجال    الآثار: المتحف الكبير يستقبل 19 ألف زائر يوميًا    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    هيئة الدواء: التطعيمات تساهم في منع نحو 3 ملايين وفاة سنويًا    وزير الصحة: شراكة مصرية لاتفية لتطوير الرعاية الصحية وتبادل الخبرات في الأورام والرعاية الحرجة    إطلاق سراح ساركوزى رئيس فرنسا الأسبق ووضعه تحت الرقابة القضائية في قضية التمويل الليبي    «حارس النيل» ينطلق من القاهرة قريبا.. أول قطار سياحي فاخر يجوب معالم مصر    استعدادات التموين لشهر رمضان 2026 لضمان توافر السلع بأسعار مناسبة    الأربعاء.. فن الكاريكاتير وورشة حكى للأوبرا فى مركز محمود مختار بمناسبة اليوم العالمى للطفولة    انتخابات مجلس النواب 2025.. إقبال كثيف من الناخبين على اللجان الانتخابية بأبو سمبل    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    اشتريت سيارة ووجدت بها عيبا فهل يجوز بيعها دون أن أُبين؟.. الأزهر للفتوى يجيب    تشييع جثماني شقيقين إثر حادث تصادم بالقناطر الخيرية    علاء إبراهيم: ناصر ماهر أتظلم بعدم الانضمام لمنتخب مصر    تاجيل محاكمه 17 متهم باستهداف معسكر امن مرغم بالاسكندريه    البنك المركزي: ارتفاع المعدل السنوي للتضخم الأساسي إلى 12.1% بنهاية أكتوبر 2025    الاتحاد الأفريقي يدعو لتحرك دولي عاجل بشأن تدهور الوضع الأمني في مالي    بث فيديو الاحتفال بالعيد القومي وذكرى المعركة الجوية بالمنصورة في جميع مدارس الدقهلية    كشف هوية الصياد الغريق في حادث مركب بورسعيد    بعد 3 ساعات.. أهالي الشلاتين أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم    المفتي: الشائعة زلزال يهز الثقة وواجبنا بناء وعي راسخ يحصن المجتمع من الاضطراب    بالصور| سيدات البحيرة تشارك في اليوم الأول من انتخابات مجلس النواب 2025    البنك المركزي المصري يطرح عطاء أذون خزانة بقيمة 1.5 مليار دولار    وزير الصحة يلتقي وزيرة الشؤون المدنية في البوسنة والهرسك    عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وينفذون جولات استفزازية    وزير النقل التركي: نعمل على استعادة وتشغيل خطوط النقل الرورو بين مصر وتركيا    ماذا يحتاج منتخب مصر للناشئين للتأهل إلى الدور القادم من كأس العالم    حالة الطقس اليوم الاثنين 10-11-2025 وتوقعات درجات الحرارة في القاهرة والمحافظات    تأجيل محاكمة «المتهمان» بقتل تاجر ذهب برشيد لجلسة 16 ديسمبر    الرعاية الصحية: لدينا فرصة للاستفادة من 11 مليون وافد في توسيع التأمين الطبي الخاص    وزارة الصحة: تدريبات لتعزيز خدمات برنامج الشباك الواحد لمرضى الإدمان والفيروسات    وزير الزراعة: بدء الموسم الشتوى وإجراءات مشددة لوصول الأسمدة لمستحقيها    جامعة قناة السويس تحصد 3 برونزيات في رفع الأثقال بمسابقة التضامن الإسلامي بالرياض    تنوع الإقبال بين لجان الهرم والعمرانية والطالبية.. والسيدات يتصدرن المشهد الانتخابي    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    شيكابالا عن خسارة السوبر: مشكلة الزمالك ليست الفلوس فقط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«المضحكون الجدد».. محمد سعد كاريزما الكاراكترات الشعبية «الحلقة الرابعة»
نشر في المصري اليوم يوم 11 - 11 - 2022

حى السيدة زينب من أشهر أحياء القاهرة، يتميز بالطابع الشعبى الذى يحتوى على روح مصر الحقيقية، فى هذا الحى ولد محمد سعد فى أواخر الستينيات، نشأ وترعرع وسط أسرة متوسطة الحال، احتك بالشارع وشرب روح شخصيات السيدة زينب بكل ما فيهم من جدعنة وأصل طيب، وكبر سعد وكبر معه حبه للتمثيل وتقمص وتقليد الشخصيات، وقرر أن يلتحق بمعهد الفنون المسرحية.
التحق «سعد» بمعهد الفنون المسرحية بالفعل، وهناك أبهر جميع زملائه وأساتذة المعهد بقدرته على التجسيد والتقمص، وأداء الشخصيات المعقدة فى روايات لشكسبير وموليير وغيرهما، وبدا واضحاً أن هذا الممثل سيكون له شأن كبير لو أتيحت له الفرصة والإمكانية.
بعد تخرجه، دخل محمد سعد السوق السينمائية والتلفزيونية والمسرحية من خلال أعمال مثل: «شبورة، عليش دخل الجيش، أيام المنيرة»، ثم أخذ فرصة ومساحة أكبر فى مسلسل «مازال النيل يجرى» مع المؤلف أسامة أنور عكاشة، والمخرج محمد فاضل أظهرته للناس بشكل أكبر.
بعدها عمل مع الفنان يونس شلبى فى مسرحية «الدبابير» كذلك، ثم أخذ فرصة ومساحة كبرى فى فيلم «الطريق إلى إيلات»، وظهر مع مجموعة من الممثلين الشباب، أبرزهم علاء مرسى وعبد الله محمود، وظهرت كذلك قدرته على الغناء، وصوته المميز من خلال أغنيته فى الفيلم «مصر ياما يا سفينة».
قدم محمد سعد مسلسل «من الذى لا يحب فاطمة»، وظهر بصحبة رفيقى جيله أحمد السقا وعلاء مرسى، وعلى الرغم من مساحة الدور الصغيرة، إلا أنه ظهر به مدى خفة دم وحيوية هذا الممثل الشاب، التقطه بعدها المخرج جلال الشرقاوى، وقدم معه مسرحية قصة الحى الغربى، وكان سعد من أبطال المسرحية.
ثم قدم مسرحية أخرى مع النجوم يسرا وحسين فهمى ووحيد سيف فى مسرحية «كعب عالى»، وكان أول تعاون بينه وبين المخرج شريف عرفة، ولكن لم تستكمل المسرحية ولم تصور، ولكن ظهر للمخرج شريف عرفة مدى موهبة واختلاف هذا الممثل الشاب.
فى 1998، قدم محمد سعد دوراً معقداً ودرامياً مع المخرج محمد فاضل فى مسلسل «الشارع الجديد»، حيث استطاع فاضل أن يظهره فى شخصية بعيدة تماماً عن الكوميدية وأجاد سعد تقديمها تماماً.
السوق المسرحية مشتعلة وممتلئة بالعروض والفرق المسرحية، فبجانب فرقة «الفنانين المتحدين»، فرقة الإبيارى ستوديوز، فرقة محمد نجم، فرقة المخرج جلال الشرقاوى، بكل أبطال هذه الفرق عتاة المسرح أمثال: «عادل إمام، سمير غانم، سيد زيان، محمد نجم، أحمد بدير، يونس شلبى، سعيد صالح».
«المضحكون الجدد» اقتحموا عالم المسرح كأبطال عروض مسرحية كاملة، بدأ ذلك فى «ألابندا »1997، ثم بعد نجاح هنيدى فى السينما من خلال «إسماعيلية رايح جاى»، و«صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، أصبح هناك إمكانية للاعتماد على المضحكين الجدد فى المسرح كذلك، ففى صيف 1999، يقدم هنيدى عفروتو بصحبة السقا وحسن حسنى وهانى رمزى، وأحمد آدم يقدم «حودة كرامة» بصحبة رفيق عمره صلاح عبد الله، وعلاء يستعد لتقديم «حكيم عيون» مع بطلى «عبود على الحدود» كريم عبد العزيز وأحمد حلمى، ويقدم أشرف عبد الباقى مسرحية «كعب عالى» بصحبة شريف منير، ياسمين عبد العزيز ومحمد سعد.
فى هذه المسرحية قدم «سعد» شخصية الشاب الطائش شقيق الفنانين ياسمين عبد العزيز وشريف منير، وظهرت قدرته الشديدة على الإضحاك كلما ظهر على المسرح، وتفاصيله الصغيرة فى الكوميديا، مثل حركاته الصغيرة بجسده وبفمه، وتلونه الصوتى، وتقليده لشادية فى أغنية «مكسوفة منك»، وظهر مدى تأثر سعد بروح الممثل جيم كارى، والكوميديا الفارص الذى يقدمها، وظهر كذلك مدى ثقله المسرحى فى الوقوف أمام نجوم مسرحيين، مثل أشرف عبد الباقى وشريف منير.
شريف عرفة لديه هاجس كبير فى حياته ما هو؟، أنه يريد أن يكون ابن زمنه طوال الوقت، عندما يقدم «الدرجة الثالثة» 1988 يكون هو ابن سنة 1988، عندما يقدم «اللعب مع الكبار» عام 1991 يكون هو ابن عام 1991، لكن السينما حالياً تغير حالها تماماً، ولم تعد تستوعب سينما وحيد حامد التى قدمها معه بصحبة النجم عادل إمام فى خمسة أعمال من قبل، والدليل أن فيلمهما الأخير «إضحك الصورة تطلع حلوة» فشل تجارياً أمام «صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، لذلك لا مانع من العمل مع النجوم الشباب، وتحديداً علاء ولى الدين، وتقديمه كنجم وبطل لأول مرة.
هذا كان لسان حال شريف عرفة فى ذلك الوقت، وبالفعل قدم «عبود على الحدود»، وقدم من خلاله وجها جديداً اشتهر بتقديم لقاءات مع الأطفال فى برنامج على الفضائية المصرية، اسمه أحمد حلمى، وقدم مرة أخرى كريم عبد العزيز بعدما قدمه فى «إضحك الصورة تطلع حلوة»، وحقق الفيلم نجاحاً تجارياً محترماً.
ولكن القضية الحقيقية التى يريد شريف عرفة تناولها ومعالجتها سينمائياً هى التعليم، وبالفعل كتب قصة سينمائية لعائلة تمتلك مدرسة كبيرة وتتوارثها جيلاً بعد جيلاً، قدمها للمؤلف أحمد عبد الله، ليصيغ سيناريو فيلم «الناظر»، هذا هو فيلم علاء الجديد، ولن يقدم علاء شخصية صلاح فقط، بل سيقدم الأب والأم جواهر كذلك.
ولأن عقدة شريف الأزلية هى تجسيد الفنانين لدور السيدات فى السينما، قرر أن يحول علاء إلى سيدة بالفعل، وليس ممثلاً يجسد دور سيدة، فأخذه فى معسكر مغلق فى الإسكندرية ليتدربا على شخصية «جواهر»، وعادا من هناك وبالفعل سيدة اسمها «جواهر»، زوجة الناظر عاشور ووالدة صلاح.
لكن الفيلم يحتاج إلى شخصية جديدة، شخصية تدفع البطل للانحراف، شاهد شريف هذه الشخصية فى كواليس تصويره ل«إضحك الصورة تطلع حلوة»، شاب أبله بلطجى غير متوازن عقلياً ولا نفسياً، سأل أحمد عبد الله ليجيبه هناك شخصية بهذا الاسم فى المنطقة التى عاش فيها اسمها «اللمبى»، ليقررا كتابتها بالاسم نفسه، واختيار الممثل صاحب الدور المميز فى مسرحية «رد قرضى» محمد سعد.
كانت مساحة «اللمبى» على الشاشة 5، 6 مشاهد، لكن شريف عرفة معروف عنه أنه يغير فى السيناريو وقت التصوير، وأن السيناريو قابل للإضافات والتغييرات طوال الوقت، فجعل «اللمبى» يدخل فى الكثير من الأوقات، وقت ما يحتاجه يتدخل فى هذا المشهد، وطلب من سعد أن يحضر شنطته ويكون جاهزاً للاستدعاء للتصوير فى أى وقت، وهو ما فعله سعد بالفعل.
بعد عرض «الناظر»، فى أغسطس عام 2000، اكتسح السوق السينمائية وحقق 20 مليون جنيه إيرادات، ولأول مرة يهزم محمد هنيدى فى شباك التذاكر، ويحل فيلمه «بلية ودماغه العالية» المركز الثانى، ولكن الجميع لا يتحدث عن نجاح «الناظر» فقط ولا عن شخصياته وكاراكتراته المميزة مثل «عاطف، إنشراح، زكريا الدرديرى، وبالطبع جواهر وعاشور»، الكل يتحدث هنا عن اللمبى، هذه الشخصية غريبة الأطوار القادمة من العشوائيات، والتى استطاعت أن تدخل لحظات مبهجة بالفعل داخل العمل، ومن هنا تغيرت حياة محمد سعد بالكامل.
الجميع آمن بأن سعد من أهم نجوم الكوميديا الواعدين، وأن شخصية «اللمبى» حراقة، ومناسبة للون الشعبى، وفيها من روح الطبقات الفقيرة والعشوائية، أخذه مجدى الهوارى ليقدم بصحبة أحمد حلمى فيلم «55 إسعاف»، لم يحقق النجاح المأمول، لكنه كان تجربة ل«سعد» على القيام ببطولة سينمائية، ليلتقطه السبكية، ولفظ السبكية هنا مقصود به: «أحمد ومحمد السبك» ويقرران تقديمه فى بطولة سينمائية منفردة بشخصية اللمبى.
أحمد عبد الله يكتب العمل كذلك، فهو صاحب الشخصية الأصلى، ويصنع هنا عالماً شعبياً قريباً من العوالم التى نشأ وتربى فيها، الحارة المصرية لكن عام 2002 بشخصيات طحنتها الحياة مثل فرنسا، عم بخ، ويستعرض رحلة هذا الشاب مع الفشل والإحباط والانكسار من خلال مواقف كوميدية للمبى، وفى نهاية الفيلم ومع زواجه وانحلال مشكلته، تتوفى أمه فرنسا داخل الفرح، ويكون أمامه حل واحد هو استكمال الفرح ووالدته متوفية حتى يحصل «النقطة» وتتغير حالته المادية، ويجسد سعد هذا المشهد بالفعل ووالدته فرنسا متوفية أمامه ويبكى كل الحاضرين فى الاستوديو، لكن يقرر السبكية حذف هذا المشهد، فهم فى فيلم كوميدى، ولا يريدون أن يصدروا الاكتئاب للمتفرجين، لتعيش فرنسا ويحتفل اللمبى بزواجه فى وجودها.
فى موسم صيف 2002، كانت أفلام الثنائيات هى المسيطرة، فهناك ثنائى ضخم محمد هنيدى وأشرف عبد الباقى يقدمان «صاحب صاحبه»، ومحمد فؤاد وأحمد آدم يقدمان «هو فى إيه»، مع تجربة أكشن جديدة على السينما الجميع يتوقع لها عدم النجاح هى «مافيا لأحمد السقا وشريف عرفة، وفيلم اللمبى، ليكتسح اللمبى السوق ويحقق 27 مليون جنيه إيرادات، ويحقق نجاحاً جماهيرياً مدوياً وصدى إعلاميا ونقديا كذلك.
فالنقاد والنخبة الثقافية يهاجمون الفيلم بشدة، من هذا اللمبى؟، فهو يسىء للذوق العام، وكيف يقدم أغنية «حب إيه» لأم كلثوم بهذا الابتذال؟، ويطالبون بمنع الفيلم، ويتعرض سعد لموجة من النقد قاسية جداً، تجعله يظهر فى البرامج ويطلب من النقاد أن يساندوه لأنه فى بدايات خطواته السينمائية، لكن على المستوى الجماهيرى الفيلم يخترق البيوت والحارات المصرية، ويصبح الأطفال والشباب يقلدون اللمبى ولزماته، ويصبح اللمبى هو أول ظهور لبطل عشوائى على السينما.
يتصارع المنتجون بعدها على حقوق الملكية الفكرية للمبى، مجدى الهوارى يرفع قضية ويطلب تعويضاً لأن اللمبى ظهر فى الناظر فيلمه الأصلى، والسبكية يطالبون بعمل جزء ثان مع سعد ويتحدثون على أنهم من أظهروا الشخصية فى عمل سينمائى نجح نجاحاً كبيراً، وسعد يقرر أن يقدم الجزء الثانى مع المنتج سامى العدل لظرف إنسانى أولاً، فسامى ساعده مالياً فى زواجه، ويقرر سعد أن يرد الجميل ويقدم معه «اللى بالى بالك»، وتم تغيير الاسم ليس لمحتوى الفيلم فقط لكن نتيجة لصراع المنتجين على اسم اللمبى كذلك.
لم يحقق اللى بالى بالك نفس رقم اللمبى، ليقدم سعد شخصية أخرى وهى عوكل ومعها شخصية أطاطا ويحقق الفيلم نجاحاً مدوياً، ويظهر للجميع مدى قدرة وبراعة سعد على تجسيد الشخصيات متنوعة ومختلفة من قلب الحارة المصرية، وهو ما تكرر فى فيلم «بوحة»، الذى حافظ على نفس الصدارة فى شباك التذاكر، وأصبح الأطفال يقلدون فى الحارات «بوحة وعوكل واللمبى» من شدة تأثرهم بهذه الشخصيات.
لكن البعض يتحدث فى البرامج التلفزيونية ويوجه سؤالا إلى سعد، إلى متى ستقدم هذه الشخصيات غير المتوازنة وستقدم ضحكاً قائماً عليك فقط، وليس على الموضوع أو كوميديا الموقف؟، فالجمهور ستأتى عليه لحظة وسيمل من هذا القالب، لا يستجيب سعد لهذه الأصوات ويقدم كتكوت فى عام 2006 وينجح لكن نجاحاً ليس كنجاح الأعمال السابقة.
ويقدم سعد «كركر» عام 2007، وهنا يذوق الفشل الجماهيرى لأول مرة، ويخفق الفيلم تماماً، ويسلخ سعد نقدياً وإعلامياً ويتم اتهامه بأنه استنزف كل أدواته وشخصياته، ويخوض سعد تجربة جديدة فى حياته هى الإخفاق والفشل الجماهيرى.
فى العام التالى كان من المفترض أن يقدم عملاً بصحبة الفنان يوسف شعبان والفنانة نور والمخرج عمرو عرفة اسمه بوشكاش، ليعتذر هذا الثلاثى بسبب طريقة سعد وتدخله فى الكتابة والإخراج، ويقدم سعد بوشكاش بفريق عمل آخر وينجح لكن نجاحاً متوسطاً ليس النجاح المدوى الذى اعتاد عليه سعد.
يعود سعد للمبى مرة أخرى ويقدم فيلم «اللمبى 8 جيجا» ويحقق نجاحا متوسطاً، وفى 2011 ووسط الأحداث السياسية التى تمر بها البلاد يقدم سعد فيلم «تك تك بوم» ويستعين بشخصية قديمة ناجحة هى رياض المنفلوطى ولا يحقق الفيلم النجاح المرجو.
يعمل فى الدراما التلفزيونية فى مسلسل اسمه «شمس الأنصارى» ولا يحقق نجاحاً، يقدم عام 2013 فيلم «تتح» وهنا يتنفس سعد سينمائياً مرة أخرى مع نجاح الفيلم فى دور العرض واستقبال الجمهور الجيد له وقت عرضه تلفزيونيا، يعود للدراما ويقدم مسلسل «فيفا أطاطا» ويستعين بشخصية أطاطا، واللمبى ويسافر به فى أزمان مختلفة، وتكون تجربة تلفزيونية جديدة لكن نجاحاً عادياً ومتوسطاً لم يعتد عليه سعد فى بدايات أعماله.
وفى عام 2015، عالم «المضحكين الجدد» تغير تماماً ظهرت أسماء مثل أحمد مكى والثلاثى هشام ماجد، أحمد فهمى، شيكو، وممثلى مسرح مصر، على ربيع، مصطفى خاطر، محمد عبد الرحمن، وبقايا جيل المضحكين الجدد موجودون، على رأسهم سعد، لكن ليس فى الصدارة كما اعتاد دائماً.
بعدها يقدم سعد عدة تجارب سينمائية لا تحقق أى نجاح يذكر، ويقدم برنامج اسمه وش السعد بشخصية «بوحة»، ويتم الهجوم عليه من رداءة هذه التجربة التلفزيونية، ليحتار سعد ماذا يفعل حتى يعود لبوصلته الأولى مرة أخرى، وتكون الإجابة مرة أخرى عند المخرج شريف عرفة.
يقدمه شريف فى فيلم ملحمى بعنوان «الكنز»، ويقدم أعقد شخصيات الفيلم وأكثرها درامية، ويقدم سعد الدور باقتدار شديد جداً، ويظهر للجمهور قدرته على تقديم الأدوار المعقدة والدرامية، ويأمل الجميع من سعد أن تكون هذه انطلاقة جديدة له.
وبعدها يختفى سعد سينمائياً حتى اليوم، ويقدم أعمالا مسرحية فى موسم الرياض، ويظل سعد متواجداً على الساحة بقيمته الكوميدية الكبيرة فى أذهان المشاهدين حتى لو لم يعد متصدراً المشهد السينمائى.
ويعلق الناقد طارق الشناوى على مشوار محمد سعد: «محمد سعد من أكثر أفراد جيله موهبة، فهو نفس جيل هنيدى وعلاء وآدم وأشرف مع فروق عمرية بسيطة بينهم، فسعد هو الكوميديان الإيجابى، فالكوميديان من وقت نجيب الريحانى شخصية سلبية لا يشترك أو يشتبك فى معركة، سعد كوميديان إيجابى لو هناك معركة سيدخلها ويقتحمها».
وتابع: «كما أن لديه لياقة حركية، يستطيع أن يستخدم الجسد فى إثارة الضحك، فاللمبى حقق ذروة رقمية فى عام 2002، فهذا العمل كان نقطة الانطلاق لتجاوز سقف رقم محمد هنيدى فى صعيدى فى الجامعة الأمريكية، فسعد اخترق ذروة هنيدى فى اللمبى وانطلق انطلاقا رقميا قويا جداً من خلال هذا العمل».
واستطرد: «أكبر مشكلة حدثت فى السينما المصرية كانت بين مجموعة إسعاد يونس الإنتاجية ومجموعة محمد حسن رمزى، وكانت فى التوزيع، وبدأ التحالفان فى مشكلة حقيقية بينهما وصلت للقضاء، وسبب هذا المعركة الحقيقى هو محاولة الاستحواذ على محمد سعد، وهذا مثال على قوة سعد الجماهيرية التى دفعت الوسط الإنتاجى لخلافات شديدة فى محاولة للاستحواذ عليه، فسعد كان يشكل الخريطة السينمائية وبناءً على قوته توضع خريطة الأفلام الأخرى».
وأردف: «بعد سنوات، تراجع سعد رقمياً، ولم يستطع أن يجدد من نفسه، وأتذكر أن حسن حسنى قال لى إنه نصحه بأن يكون مثل إسماعيل ياسين يقدم نفس شخصيته ولكن فى عوالم مختلفة، ولكن سعد لم يغير وحدث تشبع وهذه أسوأ تفصيلة تواجه الممثل، وهى الإصابة بحالة التشبع».
وأضاف: «حاول شريف عرفة فى الكنز أن يخرجه من شخصية اللمبى، فهو من حضر العفريت وهو الذى يستطيع أن يصرفه، ولا يزال سعد حائراً حتى الآن ولا يعرف أين الطريق، ورأيى أن يعمل على نفسه، وينسى نجاحه الجماهيرى الذى حققه، والتأثير الذى كان يحدثه فى التحالفات الإنتاجية، ويبدأ كأنه يبدأ لأول مرة».
فى النهاية يظل محمد سعد قيمة كوميدية كبيرة فى حياتنا، تستخدم شخصياته وكاراكتراته كمادة خام للكوميكس والمميز على السوشيال ميديا، ويظل سعد مربياً لأجيال كاملة بضحكه الأصلى النابع من الحارة المصرية، ويظل عنواناً لمرحلة مهمة عاشتها السينما المصرية كان سعد هو المتحكم الأول فيها.
إفيهات لازم تضحكك
هتقولهملى نيللى نيللى.. هقولهملك شيرهان شيرهان «الناظر».
على الطلاق بالتلاتة أنت إتخضيت «كتكوت».
تصدق سلخت قبل ما أدبح «بوحة».
أبو صلاح ابن الناظر اللى أبوه إستكتر يجيلى فرحى «الناظر».
صبح صبح يا عم الحاج «بوحة».
نأخذ من كل رجل قبيييلة «عوكل».
أنت مذاكرتش ليه طول حياتك؟ جاى تاخد محو الأمية وأنت بتخلص «اللمبى».
مش عايز ديفيدى ده عند أمه يا أدهم «اللى بالى بالك».
ماشى يا عم بخ جايبنى أنظم المرور «اللمبى».
إنت مين ياض «الناظر».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.