مصادر: «الإخوان» تخطط لاحتواء شباب «التحرير»

بدأت جماعة الإخوان المسلمين سلسلة تحركات تشمل العمل على احتواء الأزمات الناتجة عن اعتصامات ميدان التحرير ومحاولة استيعاب شباب الثورة فى العملية السياسية والسيناريو الخاص بإعداد دستور جديد للبلاد استعداداً لمرحلة ما بعد انتهاء الانتخابات. وقالت مصادر بالجماعة إن الجماعة انتهت من عملية التحضير لمبادرة إخوانية هدفها احتواء القوى الفاعلة الشبابية والثورية فى ميادن التحرير لإفساح الطريق للإجراءات والخطوات السياسية المطلوبة لاحقاً.
وأضافت المصادر أن الجماعة وحزب «الحرية والعدالة» يجريان اتصالات حالياً بمختلف القوى والتكتلات السياسية والحزبية فى مقدمتها أعضاء بارزون فى المجلس العسكرى والمجلس الاستشارى والأحزاب الدينية وأحزاب الكتلة المصرية وحزب الوفد وباقى الأحزاب ومرشحون محتملون لرئاسة الجمهورية بهدف التحرك لتفعيل مبادرتها، التى تتضمن احتواء القوى الفاعلة الشبابية والثورية فى ميدان التحرير ومحاولة إقناع كل التيارات بما فيها المجلسان العسكرى والاستشارى بزيادة عدد المعينين فى مجلسى الشعب والشورى إلى 20 عضواً، مع إفساح المجال لتعيين مجموعة من المثقفين والمفكرين والشخصيات البارزة وضمان تمثيل مقبول لما يطلق عليه الأغلبية الصامتة أو «حزب الكنبة».
وأشارت المصادر إلى أن مبادرة الحزب والجماعة تتضمن السيناريو الخاص باختيار أعضاء الجمعية التأسيسية التى يفترض تكليفها بإعداد دستور جديد للبلاد، باعتباره مطلباً ملحاً قبل الانتخابات الرئاسية المقررة منتصف العام، خاصة أن الجماعة وحزب «الحرية والعدالة» يفضلان الانتهاء من إعداد الدستور الجديد شاملاً صلاحيات ووضع رئيس الجمهورية القادم، ولفت إلى أن الجماعة والحزب يميلان إلى بقاء الأوضاع على ما هى عليه حتى الانتهاء من إعداد الدستور والانتخابات الرئاسية، على أن يتم نقل الصلاحيات والمهام التشريعية من المجلس العسكرى إلى البرلمان مع انتهاء انتخابات مجلسى الشعب والشورى، على أن يظل دور المجلس الاستشارى مسانداً للعسكرى فيما يتعلق بالمهام والصلاحيات التى ستظل فى حوزته حتى تسليم السلطة إلى الرئيس المنتخب.
من ناحية أخرى، قالت المصادر إن الجماعة والحزب سيسعيان خلال المرحلة المقبلة، إلى طمأنة مختلف القوى السياسية والشبابية تجاه حصولها على وضعية قوية فى البرلمان، لافتاً إلى أنهما سيسعيان إلى التنسيق مع القوى السياسية، فيما يتعلق باسم الرئيس الجديد للبرلمان ورؤساء اللجان وهيئات مكاتبها ووكيلى مجلسى الشعب والشورى.
وأشارت المصادر إلى حرص الجماعة على استبعاد بعض أعضائها المعروفين بتصريحاتهم التى تحتوى على قدر من الرعونة والتشدد والإثارة للجدل مع باقى التيارات السياسية، عن المناصب القيادية فى البرلمان، لأنها قد تسبب أضراراً للجماعة، وتنال من سمعة البلاد لدى الأوساط الدولية بمختلف اهتماماتها وتوجهاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأكدت أن الحزب والجماعة استبعدا بالفعل بعض أعضائهما من الانتخابات البرلمانية للأسباب نفسها. وقالت المصادر إن الجماعة والحزب بدأ عمليات تثقيف وتأهيل معلوماتى شاملة لأعضائهما سواء البرلمانيين أو بعض الكوادر، خاصة فيما يتعلق بالمصطلحات والمفاهيم المرتبطة بملفات الاقتصاد والتعليم والصحة والبطالة والمالية العامة والعمل داخل البرلمان، وأشارت إلى أن هذه العملية تتم عن طريق كوادر خبراء محليين أو مقربين من الجماعة والحزب وفى مقدمتهم عميد سابق بكلية التجارة جامعة الأزهر.
وأوضحت المصادر أن الحزب والجماعة يسعيان إلى زيادة نفوذهما داخل تنظيمات المجتمع المدنى ومنظمات القطاع الخاص، لافتة إلى محاولات الدفع بأسماء وعناصر جديدة من المنتمين لها داخل منظمات القطاع الخاص، مثل الغرف التجارية والصناعية وجمعية رجال الأعمال واتحاد المستثمرين.