أكد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية اللواء أركان حرب وليد حسين، اليوم الأربعاء، أن مشروع استخلاص المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء يعد أحد المشروعات التعدينية الجديدة الواعدة الذي أعيد اكتشافه مرة أخرى بإرادة سياسية واعية، مؤمنة بمقدرات بلدها وقدرات أبنائها ورؤية وطنية ثاقبة نحو استشراف المستقبل. وقال اللواء حسين، في كلمة له خلال افتتاح مجمع مصانع الرمال السوداء في محافظة كفر الشيخ بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي إن مسيرة التنمية تتوالي مع إشراقة كل شمس في كافة ربوع الوطن بتحقيق انجاز تلو إنجاز، وقد تسارعت وتيرتها خلال السنوات الماضية ولن تتوقف لان لدينا عزيمة على تقوية دعائم اقتصادنا، وإرادة في الاستفادة بما لدينا من موارد. وأضاف أن ما يجري اليوم على أرض مصر من تطور وتقدم في شتى مناحي الحياة لا تخطئه عين، معربا عن فخره بأن يتواكب افتتاح اليوم مع احتفالات شهر أكتوبر الذي شهد أعظم انتصارات مصر في العصر الحديث وهي حرب أكتوبر المجيدة؛ التي أعادت لمصر بل وللأمة العربية عزتها وكرامتها وللعسكرية المصرية كبريائها وشموخها. وأعرب اللواء أركان حرب وليد حسين عن سعادته بتشريف الرئيس السيسي، اليوم لإعطاء إشارة البدء لتدشين مشروع تركيز، وفصل المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء. ولفت إلى أن هذا المشروع هو أحد المشروعات التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، والذي سيكون قيمة مضافة في مجال الصناعات التعدينية مما يساهم في رفع معدلات النمو الاقتصادي ارتباطا باتجاه الدولة الداعم للاستثمار بالقطاع الصناعي في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي يمر بها العالم أجمع. وأوضح أن الرمال السوداء عبارة عن رواسب شاطئية تكونت عند مصبات الأنهار بفعل ظاهرة المد والجزر على مر العصور، وهي تحتوي على نسب عالية من المعادن الاقتصادية التي تدخل في العديد من الصناعات الاستراتيجية الهامة. ونوه اللواء أركان حرب وليد حسين إلى أن مصر تمتلك أحد أكبر الاحتياطيات من الرمال السوداء على مستوى العالم، يتركز وجودها في محافظات: البحيرة، كفر الشيخ، دمياط، بورسعيد، شمال سيناء، البحر الأحمر وأسوان. وأشار إلى أنه من المخطط أن يستخرج ما يقرب من 76 مليون طن معادن اقتصادية؛ وذلك وفقا لدراسات الجدوى التي أجرتها هيئة المواد النووية، وأكدتها شركات ومكاتب استشارية عالمية تكفي للتشغيل ما يزيد على 200 عام بالإضافة إلى الاستكشافات الجديدة الواعدة الجاري تحديد حجمها وتركيز المعادن الاقتصادية بها، فضلا عن العائد الاقتصادي الهائل والمردود الاستراتيجي بهدف سد الفجوة بين متطلبات السوق المحلي والاستيراد وتصدير الفائض منها للسوق الأوروبي والآسيوي. وأكد مدير عام جهاز مشروعات الخدمة الوطنية أن هذا المشروع العملاق يتكون من العديد من وحدات ومصانع تركيز وفصل المعادن أهمها مصنع التركيز العائم بالبرلس، والذي يضم الكراكة العائمة «تحيا مصر»؛ لتكون باكورة إنتاج أول كراكة صديقة للبيئة في العالم تعمل بالكهرباء حيث تقوم بتكريك الرمال السوداء ودفعها إلى مصنع التركيز العائم الملحق بها لاستخلاص ركائز المعادن الاقتصادية وإعادة الرمال المتبقية لاماكانها مرة أخرى حفاظا على المناسيب دون إحداث أي تغيرات بيئية بالمكان بالإضافة إلى مجمع مصانع الفصل على مساحة 80 فدانا والذى يتكون من 6 مصانع لإنتاج المعادن الاقتصادية ومبنى للمعامل التخصصية ووحدة للبحوث والتطوير. وأشار إلى أنه في إطار استراتيجية استغلال الخام بامتداد الشاطئ تم إنشاء مصنعين لفصل المعادن و17 وحدة تركيز على شواطئ مناطق غليون ورشيد ودمياط وبحيرة المنزلة. وتابع:«إيماء بتوجيهات الرئيس السيسي لتعظيم القيمة المضافة من المعادن المستخرجة من هذا المشروع تم التجهيز لإنشاء مشروعات جديدة تتمثل في الآتي: مشروع انتاج معدن الزنك المطحون فائق النعومة، الذي تم التعاقد بالفعل على توريد معداته من إحدى الشركات الألمانية، وجار الانتهاء من الدراسات الفنية والتعاقدية لمشروعي انتاج ثاني اكسيد التيتانيوم وفلذ التيتانيوم وسبائكه من معدن الالمانيت ومشروع انتاج العناصر الأرضية النادرة من خام المونازيت وذلك بالتعاون مع كبري الشركات الأوروبية والاسترالية والأمريكية والصينية العاملة في هذا المجال».