فجّر شقيق ووالدة الفنانة شيرين عبدالوهاب، مفاجأة مدوية بقيامهم باحتجاز شيرين في مصحة نفسية لتلقيها العلاج من الإدمان، إذ قال «عبدالوهاب» في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الحكاية»: «شيرين قابلت حسام حبيب في منزلها، وظلا يتعاطيان المخدرات 3 أيام، أختي بتتعرض لعصابة، حاطين برنامج تجسس على الموبايل، وواحدة صاحبتها جابتلها شيخة، والشيخة دي بتاخد آلافات، وأنا مش هسيب أختي غير لما أرجعها لجمهورها وأهلها، لازم تقفوا جنبنا». أكد ما جاء في حديث شقيق شيرين عبدالوهاب تصريحات المستشار، ياسر قنطوش، المحامي الخاص بها، إذ أقر بوجود تقرير طبي يؤكد ضرورة مكوث «شيرين» في المستشفى لتلقي العلاج، لافتا إلى أنه بحسب ما جاء في تقرير المصحة النفسية فإن يلزم وجوده داخل أسوار المستشفى النفسي فترة تقترب من شهرا كاملا، ومن ثم لها الحق في الخروج منها. فور تداول القصة بشكل كبير، بدأت التساؤلات في طرح نفسها بقوة، هل يحق لشقيق الفنانة شيرين عبدالوهاب احتجازها رغم إرادتها في مصحة نفسية؟ فضلًا عن تساؤلا حول العلاج الإلازمي وجدواه؟. ماذا يعني العلاج الاجباري؟ يشتمل العلاج الإلزامي أو الإجباري بشكل عام على حبس الأفراد في منشآت متخصصة للعلاج من تعاطي المخدرات أو في مستشفيات السجون، إذ ينطوي على أقصى قدر من الحرمان من الحرية، لذا فهو يتطلب تبريرًا أخلاقيًا وقانونيًا أكبر من الأشكال الأخرى للمعاملة القسرية. ووفقا لكتاب «التدخلات العلاجية المطلوبة» يمكن القول أن العلاج الاجباري يجب أن يتضمن أدلة أقوى على أن هذا النوع من العلاج فعال وأن عواقب عدم علاج الشخص كبيرة ومن المحتمل أن تحدث، بالنظر إلى النتائج السيئة للعلاج الإجباري، من الصعب تبرير استخدامه لأسباب أبوية أو لأسباب عامة. وأضاف مؤلفوا الكتاب «أدريان كارتر، وواين هال»، أن برامج العلاج الإجباري تتجاوز الاستقلال الذاتي للفرد ويمكن القول إنها تشكل انتهاكًا للحريات المدنية بطريقة تتعارض مع إعلان الأممالمتحدة لحقوق الإنسان. لا علاج إلزامي للمدمنين؟ وفي هذا الصدد قال الدكتور إيهاب الخراط، استشارى الطب النفسى وعلاج، إن الإلزام بالعلاج النفسي في مركز طب نفسي وعلاج إدمان مبرره باختصار وجود خطر جسيم وواضح على حياة وسلامة المريض أو حياة وسلامة من حوله. كأن يهدد المريض أو يحاول الانتحار أو أيذاء الآخرين. أو يعتدي على من حوله أو يجبرهم على إعطائه أموال لصرفها على الإدمان أو يقوم بتبذير أكثر من نصف دخل الأسرة مثلا شهريا بسبب نزواته أو اندفاعاته. وأشار الخراط في تصريح ل«المصري اليوم»، إلى أن الدراسات العالمية تشير إلى أن الإلزام بعلاج الإدمان يأتي على المدى البعيد بنتائج مساوية للعلاج الإرادي. وهذا عكس ماكنت أنا عن نفسي أتوقعه. النتائج الأولية لدراستنا التتبعية ل2500 مدمن دخلوا إعادة التأهيل لدينا نشير إلى أن نتائج الإلزام بالعلاج ثم التأهيل أقل قليلا من نتائج الدخول الإرادي. مختتما حديثه: «تفسير هذا هو في بناء الرغبة والنية والاستعداد لدى المدمنين بعد إلزامه بالعلاج». لا أزمة قانونية في احتجاز شيرين قسريا ومن جانبه يقول المحامي والباحث القانوني، يحيى عبدالله، أنه لا يوجد أي مخالفة قانونية في أن يتم احتجاز الفنانة شيرين عبدالوهاب من قبل أسرتها في منصحة صحية، إذ يحق لهم أن يتخذوا ما يروونه لازما لإنقاذ حياتها. وأضاف عبدالله في تصريح ل«المصري اليوم»، أن الأزمة هنا إعلامية أكثر منها قانونية، إذ يحق من الناحية القانونية لشقيق الفنانة شيرين عبدالوهاب اقتيادها إلى المستشفى وتقييد حريتها دون أي مساءلة جنائية تذكر، وذلك بالطبع في حال ثبت تعاطيها للمخدرات وإدمانها مما يفقدها أهليتها، وعلى آثره يحق لشقيقها اتخاذ ما يلزم لحمايتها.