شيرين.. سيرة فنانة مُتأرجحة بين «الأمل» و«الألم» (بروفايل)

امرأة تقِف في وسط طريق مُظلم، يظهر رجلًا ليعطيها وردةً حمراء، يصبّ عليها من «الأمل» أكوابًا طازجة، فتغني لهُ مقطع من أغنية أم كلثوم الخالدة «أمل حياتي»: «نفسي اندهلك بكلمة متقالتش لحدّ تاني، كلمة قد هواك ده كله، قد أشواقي وحناني، كلمة زيك واللّي زيك فين، ده أنت زيك ماتخلقش اتنين».
هل حاولت أن تُبالغ في الأمل يومًا؟، يحدث أحيانًا أن يتشبثّ الإنسان منا بالأمل، يشعُر وكأنه صعد للسماء، وفي لحظة ما، يسقط إلى أسفل سافلين أو كما نقول «يقع على جدور رقبته». ببساطة هذا ما حدث مع شيرين عبدالوهاب، تعاملت مع طليقها حسام حبيب ب«كل أمل»، فانتهى بها الأمر إلى أعماق «خيبات الأمل الخشِنة».
على أطراف حي القلعة، وُلدت شيرين لأبٍ يعمل ك«مصمم» وأم «ربة منزل»، تعرّف شيرين «الحارة» التي نشأت بها، كالآتي: «الحارة يعني طفولتي، ريحة أهلي، الناس الطيبين اللّي ربوني، كنت باكل في كل البيوت وبنام على كل السراير، لازم أروح كل فترة، ورُحت بعد وفاة والدي، ارتاحت أوي». هكذا قالت أثناء لقاءها في «مجموعة إنسان».
ظهرت موهبة شيرين الغنائية في المدرسة، أقنعها معلمها آنذاك أن تذهب إلى سليم سحاب، قائد الأوركسترا في دار الأوبرا، أُعجب بصوتها فغنّت في كورال الأوبرا، كما «لفّت ودارت» في الأفراح الشعبية، تدرّجت مع مرور الأيام والخيبات، لتُصبح شيرين التي نعرفها الآن، أحد أهم مطربي مصر والوطن العربي، رحلة شيرين خلال 20 عامًا وربما أكثر من «القلعة» إلى الساحة الغنائية، علّمتها الأمل.
في بداية حياتها، تزوّجت شيرين من الموزع الموسيقي مدحت خميس، وتحدثت عن تجربتها، قائلة: «أنا كان عندي 20 سنة لما اتجوزته، مكناش ناضجين كفاية، الحياة كانت صعبة علينا، وبعد ما انفصلت عنه، حسيت أني بحبه، وافتقدته»، حسبْ تصريحاتها خلال ظهورها مع نيشان على قناة «الجديد».
وتحدّثت أيضًا عن الرجل الثاني من عصام محمود، إذ اكتفت بوصفه «كان طيب أوي وماما كانت بتحبه أوي».
كانت فرص شيرين الخاسرة متعددة أيضًا، لم تكُن خسارة أشخاص فقط، لكن «خسارة الأمل»، كما تقول: «اللّي بيصعب عليَّ أني أحب حد ويبقى مفيش نصيب أكمل معاه، افقد الأمل، وساعتها افشل».
وفي 2007، تزوجت من الملحن والموزع الموسيقي محمد مصطفى، الزواج الذي أثمر عن ابنتيها «مريم» و«هنا». خلال اللقاءات التي ظهرت بها شيرين بعد انفصالها عن محمد مصطفى، كان تتألم أيضًا، لم ترتدي أي أقنعة، كانت تبكي وتغني لفضل شاكر، مرثيّة حزينة: «أنا اشتقتلك.. أنا بحنّ لك».
في 7 إبريل 2018، تزوجت شيرين من حسام حبيب، أعلنت حُبها للعالم كله، لكنها أخطأت حين بالغت في الأمل، كعادتها، أخذت تصفِه بحماس: «هو بالنسبة لي الدنيا كلها»، «مهري من حسام كان 25 قرش»، «ربنا كرمني براجل زي الألماظة كل ما تطلع لبرا بتنور»، «دنجوان.. إيه الجمال ده؟ إيه العين دي؟».
كما كانت تقول: «حسام بنالي شخصيتي في وقت كنت مدمرة فيه ورجعلي لنفسي تاني وبقيت بقدر أتكلم، ومكنتش منتظرة كمية القسوة دي، وحسام بيحبني جدًا، وبيعشق بناتي، ولم يستفيد بأي شيء مني، ومعايا عشان يحميني أنا وبناتي».
ولأنّ المبالغة في الأمل، تُسقط الإنسان في بحر الآلام أحيانًا، دخلت الفنانة شيرين عبدالوهاب في وصلة بكاء على الهواء مباشرة خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، مقدم برنامج الحكاية، على أم بي سي مصر للرد على التسجيل الصوتي المنسوب لوالد حسام حبيب، يتحدث فيه في حوار صحفي عن علاقة شيرين وحسام حبيب ورغبة نجله حسام حبيب في الزواج مرة أخرى وأنه متحكم في أموال شيرين.
وقالت الفنانة شيرين عبدالوهاب: «بعد التسريب أنا تعبانة بحاول أمشى جوه الحيط، وقت ما موضوع الاتهامات الغريبة كنت في أمريكا كان عندي مشكلة، والحمد الله، وليا 27 سنة تعبت فيهم جدا بتأذي نفسيا عشان أنا شخص حساس، وهناك ناس كتير جدا وقفت جنبي زيك يا عمرو».
بعد انفصالها عن حسام حبيب، حلقت شيرين رأسها، وخرجت على الناس تقول: «الناس فاهمه كويس إني كنت بكدب عليهم، كنت عايشه مع راجل مش بيشتغل وكل همه حب الامتلاك، حسام حبيب خسرني أمي وأصحابي والسواق بتاعي، شايف كل الناس متآمرة عليا، أنا صدقته لكن الحقيقة مش كده، هو لازم يتعالج نفسيًا».
وصفت شيرين حسام بأن حُبه «سام توكسيك مثل السرطان لابد من التخلص منه.. حسام شوّهني»، وأضافت: «لو كنت أدمنت الأدوية وتعبت ده علشان عشتي وحياتي معاه، وكنت زي البدر، وهو أخد أكتر من حقه بكتير، وأقول له فوق يابني، وخرجت من العلاقة دي بالوكسة والحسرة والندم، وعملت محضر بعدم التعرض ليا ولأولادي لأنه إنسان خطر عاطل عن العمل، وهو سرق السيارة وأنا عايزة حقي».
تعريف «الألم» في المعجم، أنه الوجع، أما عند الفلاسفة فهو «حالة نفسية يصعب تعريفها، وتتميز بإحساس مادي أو معنوي بعدم الراحة أو بالضيق أو بالمضض»، ويرجع السر في تعريف حالة الألم إلى كون الألم إحساسًا شخصيًا إلى حد كبير، فالإصابة مثلًا التي تسبب ألماً حاداً لأحد الأشخاص قد تسبب ألماً أخف لشخص آخر.
بعد كل الألم الذي عانت منه شيرين، قررت أخذ حقها، لكنها لم تفعل ذلك، إذ أصدر محاميها صدر ياسر قنطوش محامي الفنانة شيرين عبدالوهاب بيانًا صحفيًا منذ قليل، أعلن خلاله التصالح بينها وبين طليقها الفنان حسام حبيب.
وقال ياسر قنطوش في بيانه: إن الفنانة شيرين عبدالوهاب تكن كل تقدير واحترام ل حسام حبيب، حرصًا منها على استمرار العلاقة الطيبة بينهما كأصدقاء وزملاء في الوسط الفني، فإنها تعلن أنها تصالحت معه بشأن القضايا التي كانت متداولة بينهما في الفترة الأخيرة
وأضاف: «وقام حسام حبيب برد كافة المتعلقات الخاصة بالفنانة وتسوية جميع الخلافات بينهما، وتم التصالح في النيابة العامة، وأصبحت ذمته بريئة تمامًا من أي التزام تجاه الفنانة».
واختتم «قنطوش» بيانه قائلًا: «نهيب بالسادة الصحفيين تحري الدقة في نقل الأخبار والاقتصار على ما جاء في بيان الفنانة وفي النهاية تكن كل الاحترام والتقدير لحسام حبيب.
رغم كل ما حدَث، تتمسك شيرين بالأمل، لأنّ «عُمر ما كان الأمل ضنين»، كما يقول فؤاد حداد. وفي آخر لقاءاتها مع «صاحبة السعادة»، تمنّت شيرين «أتمنى أن أعيش حياة السيدة فيروز وأن يعمل أبنائي في الفن وخاصة ابنتي هنا فهي ذكية للغاية وأتمنى أن تعمل مهندسة صوت كي تسجل لي أغنياتي عندما أكبر في العمر».