سنن مستحبة في «ربيع الأول» لإحياء ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين

«ربيع الأول» هو شهر الاحتفال بالمولد النبوي، والذي فيه يوم مولد خاتم المرسلين نبي الله محمد صل الله عليه وسلم، حيث يحتفي المسلمون بذكرى مولده في 12 ربيع أول من كل عام، والذي يوافق السبت المقبل، وهناك بعض الأعمال أو السنن التي يحرص عليها المسلمون احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف.
سنن الاحتفال بالمولد النبوي
تنتشر بعض العادات بشأن الاحتفال بالمولد النبوي، بينها ما يقوم به بعضُ الناس من إطعام الطعام وعمل الولائم وذبح الذبائح، وهو الأمر الذي أكدت دار الإفتاء مشروعيته، موضحة أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعظيمٌ واحتفاءٌ وفرح بالحبيب المصطفى، والاحتفاءُ والفرح به أمرٌ مقطوع بمشروعيته؛ لأنه عنوان محبته التي هي ركن الإيمان.
ومن السنن المستحبة في الاحتفال بالمولد النبوي التي نص العلماء على مشروعيتها، الصدقة فرحًا واحتفالًا بمولده، حيث استشهدت «الإفتاء» بما ورد عن الإمام الحافظ أبوشامة المقدسي في كتابه «الباعث على إنكار البدع والحوادث» (1/ 23، ط. دار الهدى) فقال: فالبدع الحسنة متفق على جواز فعلها والاستحباب لها ورجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها، ومن بينها الصدقات والمعروف، وإظهار الزينة والسرور في يوم المولد النبوي.
وأكدت أن هذا ما نص علماء الأمة على مشروعيته؛ نُقل عن الحافظ السخاوي في «الأجوبة المرضية» (1/ 1116، ط. دار الراية) أنه قال: [ما زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن العظام يحتفلون في شهر مولده صل الله عليه وآله وسلم وشرَّف وكرَّم يعملون الولائم البديعة، المشتملة على الأمور البهجة الرفيعة، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور ويزيدون في المبرّات، بل يعتنون بقراءة مولده الكريم، وتظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم، بحيث كان ممَّا جُرب] اه.
ومن السنن المستحبة أيضا الصيام، حيث أوضحت «الإفتاء» أنه سن لنا النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه الشريفة جنس الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف: فقد كان يصوم يوم الإثنين، فلما سأله الصحابة رضي الله عنهم عن ذلك قال: «فيه ولدت وفيه أنزل علي» (اخرجه مسلم).
وأوضحت «الإفتاء» أن السلف وجمهور الأمة احتفلوا بالمولد النبوي الشريف؛ بل ألف في استحباب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف جماعة من العلماء والفقهاء، وأكدت أنه دَرَجَ سلفُنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات؛ من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار، وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله، كما نص على ذلك غيرُ واحد من المؤرخين؛ مثل: الحافظَين ابن الجوزي وابن كثير، والحافظ ابن دحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.