«أكساد» تبحث إنشاء أول قاعدة لحصر أعداد الإبل بالدول العربية

اختتم المركز العربى لدراسات المناطق الجافة والأراضى القاحلة «أكساد» برئاسة الدكتور نصرالدين العبيد مدير عام المنظمة فعاليات ورشة العمل «واقع الإبل وآفاق تطويرها في الدول العربية» والتى استمرت يومين بمشاركة أكثر من 57 باحثًا وخبيراً من 16 دولة عربية، فيما أكد المشاركون أهمية إنشاء قاعدة بيانات دقيقة لحصر الإبل بالمنطقة.
وناقش المشاركون في ورشة العمل من الدول العربية واقع تربية الإبل في الدول العربية، وأهم المعوقات التى تعترض هذا القطاع الهام من الثروة الحيوانية، وتقديم المقترحات التى تساهم في تحسين هذا القطاع، مشيرين إلى أهمية تنفيذ مشروعات عربية فى مجال إنتاج الإبل للتخفيف من مخاطر الإنتاج بسبب الآثار السلبية للتغيرات المناخية على هذا القطاع الذى يخدم المناطق الأكثر هشاشة بالدول العربية.
فيما أشاد ممثلو الفرق العربية المشاركة بدور منظمة «أكساد» في تشجيع المشروعات العربية للنهوض بالثروة الحيوانية وتربية الإبل في ظل المجهودات الاستثنائية من المركز العربى لدراسات المناطق الجافة والأراضى القاحلة لصالح تطوير الزراعة والتنمية المستدامة في الدول العربية وخاصة في مجال تنمية الثروة الحيوانية.
وقال «العبيد»، في تصريحات صحفية الأحد إن ورشة العمل العربية، تناولت أهم الأمراض التى تهدد النهوض بتربية الإبل وتحديات زيادة الإنتاج وتلبية احتياجات التربية ومنها تأمين مياه الشرب للإبل بصورة دائمة وتطبيق التقانات الحديثة في تربية ورعاية الإبل باستخدام تقنيات التلقيح الاصطناعى ونقل الأجنة، والحلب الآلى، والتنشئة الاصطناعية لمواليد الإبل، مشيرا إلى أن خبراء «أكساد»، استعرضوا هذه المطالب والتحديات التي تواجه مستقبل إنتاج الإبل بالمنطقة العربية وأهم الأمراض التي تهددها وتؤثر على الإنتاج الكلى من اللحوم والألبان لهذه الحيوانات التي تشكل البيئة العربية أحد مصادر تطورها.
وأكد مدير «أكساد»، أهمية هذه الورشة عبر المحاضرات وأوراق العمل المقدمة من خبراء أكساد وفرق الدول العربية حيث تم تقديم المعلومات العلمية والتقنية لتكون دافعاً لتطوير وتحسين قطاع الإبل الذي لم يلق الرعاية والعناية الكافية مقارنةً مع الحيوانات الزراعية الأخرى التى حققت أرقام كبيرة فى إنتاج الحليب واللحم والتي تستجيب إلى أهداف الورشة المتمثلة في توصيف الوضع الحالي عبر التركيز على المعوقات والصعوبات التى يعانى منها القطاع.
وأوضح «العبيد» أن البحوث والدراسات التي أجريت ضمن برنامج بحوث وتطوير الإبل في الدول العربية من قبل «أكساد» أظهرت نتائج هامة لابد من نقلها إلى مربي الإبل لتحسين مستوى إنتاجهم ودخلهم، وأفضل طريقة هي تدريب الكوادر العاملة في هذا المجال ليكون همزة الوصل بين الباحثين والمربين.
وشدد مدير «أكساد»، على أن من أهم أهداف الورشة هو وضع استراتيجيات وخطط لتطوير القطاع بالمنطقة العربية عبر برامج ومشاريع بحثية تنموية وتبادل الخبرات ودورات تدريبية لرفع القدرات في مختلف مجالات قطاع الإبل حيوان الماضى الحاضر والمستقبل لمواجهة التغيرات المناخية وتحسين حياة السكان في المناطق الجافة والأراضى القاحلة، ودعا مختلف الجهات المعنية لتضافر كل الجهود لتمويل وتطوير قطاع الإبل فى إطار منظومات إنتاج لضمان الاستدامة.
ولفت «العبيد»، إلى أن ورشة العمل انتهت لعدد من التوصيات الهامة سيتم عرضها على متخذى القرار بالدول العربية منها تبنى المركز العربى إنشاء قاعدة بيانات دقيقة للإبل لحصر أعداد فى الوطن العربى وتشجيع التحول التدريجى لتكثيف تربية الإبل ضمن مجمعات رعوية خاصة بها فى مناطق انتشارها لتنظيم الرعى ولتسهيل تقديم الخدمات لها وتصريف منتجاتها.
وشدد مدير «أكساد»، على أهمية تأهيل المراعى الطبيعية المتدهورة فى الدول العربية واستزراع النباتات المتحملة للجفاف والملوحة، وتأمين مياه الشرب للإبل بصورة دائمة وتطبيق التقانات الحديثة فى تربية ورعاية الإبل ( التلقيح الاصطناعى ونقل الأجنة، الحلابة الآلية، والتنشئة الاصطناعية لمواليد الإبل).
ولفت «العبيد»، إلى أهمية رفع قدرات الكوادر الفنية والمربين وخاصة الشباب ودعمهم للعمل فى قطاع الإبل فى مختلف مجالات تربية ورعاية وتغذية وصحة الإبل وتصنيع منتجاتها وإنشاء شبكات أو جمعيات للمربين من أجل تسهيل نقل الخدمات وتسويق منتجاتهم وتبادل المادة الوراثية فيما بينهم.
وشدد مدير «أكساد»، على ضرورة الاهتمام برصد ومعالجة الأمراض التى تصيب الإبل ومواليدها، وتصنيع اللقاحات اللازمة لها وإقامة موقع إلكترونى عربى تحت إشراف المركز العربى أكساد لتقديم كافة المنشورات والأبحاث الخاصة بالإبل وتشجيع إقامة معارض ومهرجانات دورية ودولية خاصة بالإبل (مزاين الإبل، سباقات الهجن).
والجدير بالذكر أن الدول العربية المشاركة في هذه الورشة هى (سلطنة عمان، الإمارات العربية، فلسطين، تونس، السودان، البحرين، سورية، الصومال، مصر، الجزائر،العراق، لبنان، الكويت، السعودية، اليمن، ليبيا)، وعدد من المنظمات العربية والدولية ومراكز البحوث.