«طالبان» تحتفل بمرور عام على عودتها لحكم أفغانستان

أعلنت حركة طالبان، أمس، يوم عطلة رسمية، احتفاء بالذكرى السنوية الأولى لسيطرتها على كابول وعودتها لحكم أفغانستان، فى 15 أغسطس 2021، بعد الانسحاب الفوضوى والمتسرع للقوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة، إثر عقدين من الغزو الأمريكى للبلاد، ورغم تراجع أعمال العنف منذ وصول الحركة الإسلامية المتشددة للحكم، إلا أن حقوق الإنسان تدهورت، كما تفاقمت الأزمة الإنسانية، وسط مخاوف من عودة قوية لتنظيم «داعش» و«القاعدة» بعد اغتيال زعيمه السابق أيمن الظواهرى فى غارة أمريكية بدون طيار على منزله فى كابول.
ورغم وعود طالبان، لكنها عادت إلى فرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية، وهو ما قيد حقوق المرأة بشدة، فقد استبعدت طالبان النساء إلى حد كبير من الوظائف الحكومية وقيّدت حقهن فى السفر بمفردهن خارج المدن التى يعشن فيها، ومنعت الفتيات من الالتحاق بالمدارس الإعدادية والثانوية، وأمر المرشد الأعلى الأفغانى، هبة الله أخوند زادة، النساء بارتداء النقاب فى الأماكن العامة، وأوضحت طالبان أنها تفضل أن ترتدى النساء البرقع، لكنها ستتسامح مع أشكال أخرى من الحجاب لا تكشف سوى العينين.
وقاومت الآلاف من النساء الأفغانيات القيود التى وضعتها طالبان وخرجن فى مظاهرات للمطالبة بالحق فى التعليم والعمل، لكن مسلحى الحركة قمعوا التجمعات وأوقفوا قادتها واحتجزوهن سرا. وشدد المجتمع الدولى والحكومات الغربية على أن سجل طالبان فى حقوق الإنسان، وخصوصا المتعلقة بالمرأة، سيلعب دورا محوريا فى تحديد إمكانية الاعتراف بحكومة الحركة.
وحذر المقرر الأممى الخاص فى أفغانستان، ريتشارد بينيت، من أن إجراءات طالبان تهدف إلى «تغييب» النساء، وقال إن هذه السياسة تعكس «نمطا قائما على الفصل التام بين الجنسين وتهدف لتغييب النساء فى المجتمع»، وأضاف أن «السلطات فشلت فى إدراك خطورة الانتهاكات التى ارتكبتها».
ويواصل فرع تنظيم «داعش» عملياته فى ضرب استقرار البلاد، مستغلا الأزمة الإنسانية والتوترات العرقية والخلافات الداخلية فى صفوف طالبان، وأسفرت الهجمات التى طالت أقليات عرقية عن مقتل 700 شخص وجرح 140 آخرين منذ العام الأول لحكم طالبان.
وأعلن البيت الأبيض أنه يعتزم توزيع مذكرة تدافع عن قرار الرئيس الأمريكى، جو بايدن، بشأن سحب القوات من أفغانستان، وتقول المذكرة إن قرار بايدن عزز الأمن القومى بإطلاق سراح عسكريين وأفراد مخابرات مهمين، فى حين حذر نواب جمهوريون، فى تقرير، من إمكانية استفادة روسيا والصين وإيران من جهود أفراد سابقين فى أجهزة الأمن الأفغانية لديهم معرفة حساسة بكيفية سير العمليات الأمريكية، ولا يزالون فى أفغانستان بعد انتهاء عمليات الإجلاء الأمريكية.
وأضاف التقرير الجمهورى أن إدارة بايدن أخفقت فى إعطاء الأولوية لإجلاء أفراد القوات الخاصة الأفغانية الذين دربتهم الولايات المتحدة وغيرهم من عناصر وحدات النخبة الأخرى أثناء الانسحاب، موضحا أن العسكريين السابقين «يمكن تجنيدهم أو إجبارهم على العمل لدى أحد خصوم أمريكا الذين يحتفظون بوجود فى أفغانستان، مثل روسيا أو الصين أو إيران».