خلال الأسابيع الماضية تحدثت باختصار عن تجربة EQE 53 AMG، سيارة مهمة جدا، فهى تمثل بداية مرحلة جديدة تماما لشتوتجارت، بداية عصر السيارات الكهربائية الحقيقية، بالأداء الا محدود، مرسيدس قدمت منذ عدد سنوات EQC، ولكنها لم تكن البداية الحقيقية لأن السيارة كانت مبنية على قاعدة مكونات GLC، أى بشكل أو بأخر كانت تعتبر نسخة كهربائية منها. مرسيدس EQE مختلفة كما هو الحال ل EQS، هى سيارات تم تصميمها من البداية كسيارات كهربائية، مما انعكس بشكل مباشر على قاعدة المكونات، وتوزيع الوزن وأيضا المساحات الداخلية. أريد أن أكون محددا جدا فى هذا التقرير، لأن النسخة التى كنت اختبرها -كما كتبت مسبقا- تحمل علامة AMG، وهنا يظهر تحدى كبير أمام مرسيدس فما عهدناه من قطاع AMG، هو أنه يقدم سيارات تتميز بمحركاتها الكبيرة، وأصواتها العالية ونسب التعشيق المثالية، كل ذلك اختفى فى لحظة وبقيت العلامة على سيارة كهربائية، سريعة جدا بالتأكيد ولكن هل تحمل فعلا الجينات الحقيقية للأداء الرياضى؟ هذا هو السؤال الذى أريد أن أجيب عليه تحديدا. الجينات الرياضية لا ترتبط بالضرورة بالسرعة المدهشة، وعدد الأحصنة المرعب، ولكن المنظومة بالكامل، التحكم ومتعة القيادة، وقدرة السيارة على الاستحواذ على حواسك أثناء القيادة الرياضية السريعة، قدرتها على حمل سرعات ضخمة داخل المنعطفات، الأمر مثل صورة كبيرة جدا ولا يتعلق فقط بتسجيل ثوانى معدودة للتسارع فى خط مستقيم. مع 617 حصان وعزم 950 نيوتن متر، لا يوجد بالتأكيد أى ملاحظة على قوة السيارة، نسخة AMG من EQE سريعة جدا، ربما اعتدنا على التسارع المرعب للسيارات الكهربائية الرياضية بعد تجربة عدد منها، ولكن مع سيارة بحجم EQE ووزنها الذى يبلغ 2600 كجم فإن الأمر كان شيقا، السيارة تسجل 3٫4 ثانية للتسارع من الثبات إلى 100 كم/س، ومع إضافة باقة AMG Dynamic plus تحصل على زمن تسارع 3٫2 ثانية، مما يعنى أن هذه السيارة الكهربائية التى تحمل علامة AMG هى بالفعل واحدة من أسرع السيارات السيدان التى قدمتها مرسيدس فى تاريخها، وهنا تحديدا أصل المعادلة، فعند قيادة سيارة رياضية مثل بورشه Taycan مثلا، تصبح مؤهل نفسيا بشكل تلقائى للقدرة الرياضية، نظرا للعديد من العوامل أهمها الحجم الصغير والتصميم الرياضى، سيارة مرسيدس تأتى من الحجم الكبير، لذلك سوف تترك عندك انطباع قوى جدا عند ضبطها على Sport Plus وإطلاق العنان لهذا الوحش الكهربائى بالكامل، الخلطة مثيرة جدا، حجم كبير ووزن ثقيل وتسارع صاروخى بوتيرة أداء مستمر بدون أى Lag، هذه الفوارق لا تعرفها السيارات الكهربائية. التحكم أيضا كان مدهش وأعنى مدهش بدون أى مبالغة، بفضل نظام التعليق الهوائى ونظام الاندفاع الرباعى ونظام التوجيه الخلفى يمكنك أن تلقى ب 2600 كجم داخل أى منعطف مهما كانت زاويته ومهما كانت سرعتك وسوف تجد براعة هندسية كاملة فى تنفيذ تعليماتك. البراعة الهندسية فى الفرامل أيضا، مرسيدس تجهز EQE 53 AMG بفرامل كاربون سيراميك بشكل اختيارى والمثير أنه يمكن من خلالها إعادة توليد قوة تبلغ 260 كيلو واط وهو رقم كبير يحملنا تلقائيا لأرقام البطارية وهى العنصر الأهم بالتأكيد فى السيارات الكهربائية، مدى البطارية يتراوح بين 440 و 516 كم السحنة الواحدة. بعد ساعات من القيادة على الطرق الريفية فى أوروبا، يمكننى أن أسجل انطباعات واضحة جدا، الأداء الرياضى مدهش من كل الجوانب، السرعة والتحكم، ولكن العنصر الغريب بالنسبة لى كان الصوت، AMG أضافت صوت خاص للمحرك أشبه بصوت المكوك الفضائى، وهو بشكل أو بأخر كلما اقتربت عناصر القيادة من حواسك واندمجت فى القيادة الرياضية، تشعر بأن الصوت مجرد خدعة، لا أدرى ربما كنت أحتاج لوقت أطول للاعتياد عليه. من الداخل عجلة القيادة الخاصة ب AMG بوحدات التحكم المدمجة سوف تضعك فى بيئة رياضية كما أنها توفر قبضة رائعة وتحكم كامل، العنصر الأخير الذي يجب أن أتحدث عنه هو Hyper screen الشاشة العملاقة التى تغطى 141 سم بعرض السيارة، وتضم ثلاثة شاشات لتجعل السيارة -بلا مبالغة- وكأنها قادمة من المستقبل، المدهش أن استخدامها ليس معقدا أو صعبا على الإطلاق، سوف تتعامل معها بتلقائية شديدة بعد دقائق من الاستخدام. فى النهاية سوف أقول بأن السيارة مدهشة شكل ومضمونا، سريعة بقدرات رياضية فائقة بالرغم من حجمها ووزنها، لكن ماذا عن الإحساس ومتعة القيادة؟ السيارة ممتعة والتحكم رائع، ولكن يجب أن نسجل أمر مهم جدا، وهو أننا مازلنا فى بداية عصر السيارات الكهربائية، وعندما يتعلق الأمر بمتعة القيادة، فمازال هناك المزيد لتحقيقه.