تشييع جثمان رئيس الوزراء اليابانى السابق الثلاثاء فى مسقط رأسه

أعلنت طوكيو أن مراسم تشييع جثمان رئيس الوزراء اليابانى السابق شينزو آبى، الثلاثاء المقبل، فى مسقط رأسه شيمونوسيكى فى محافظة ياماجوتشى، ولا يزال الآلاف من اليابانيين يتوافدون إلى موقع الهجوم فى مدينة نارا لوضع الزهور والصلاة من أجله، وفقًا لما نقلت وكالة «كيودو».
واغتيل شينزو آبى، أمس الأول، إثر إطلاق النار عليه من الخلف؛ ما تسبب فى إصابته ووفاته، أثناء أدائه خطابًا لفعاليات انتخابية، وأطلق المهاجم تيتسويا ياماجامى البالغ من العمر 41 عامًا رصاصتين من خلف السياسى اليابانى، من مسافة حوالى 10 أمتار، وبعد الطلقة الثانية سقط آبى.
ووصل جثمان شينزو آبى، أمس، إلى العاصمة اليابانية، طوكيو من نارا، المدينة الواقعة فى غرب اليابان والتى قُتل فيها خلال تجمع انتخابى، وقال قائد شرطة منطقة نارا، تومواكى أونيزوكا، إن هناك ثغرات «لا يمكن إنكارها» فى الإجراءات الأمنية الخاصة برئيس الوزراء اليابانى السابق، متعهدًا «بكشف المشاكل بشكل كامل واتخاذ الإجراءات التى تترتب على ذلك».
وتابع: «من الملح أن نجرى تحقيقًا معمقًا لتوضيح ما حدث دون التوسع فى أوجه القصور فى الترتيبات الأمنية»، وأضاف «منذ أن أصبحت ضابط شرطة فى عام 1995 وطوال مسيرتى المهنية الممتدة لأكثر من 27 عامًا لم أشعر بندم أكبر ولا بأسف أكبر مما أشعر به بعد عملية اغتيال شينزو».
وأقرّ منفذ الهجوم الذى أوقف فى مكان الواقعة بأنه استهدف آبى عمدًا، موضحًا للشرطة أنه كان حاقدًا على منظمة اعتقد أن رئيس الوزراء السابق على ارتباط بها، وذكر عدد من وسائل الإعلام اليابانية أن الأمر يتعلق بمجموعة دينية.
وأضاف أنه خطط فى البداية لمهاجمة زعيم جماعة دينية معينة، وإطلاق النار على رؤوس مجموعة دينية سياسية، ولكنه لاحقًا اعتبر رئيس وزراء اليابان السابق متورطًا فى هذه المنظمة وقرر اغتياله، وفقًا لما نقلت وكالة «كيودو» للأنباء.
واحتشد اليابانيون بطوابير امتدت لمئات الأمتار فى المكان الذى اغتيل فيه رئيس الوزراء السابق شينزو آبى، وتوافد المئات لوضع باقات الزهور، وسط حزن وصدمة شديدين، على مكان الهجوم تخليدًا لذكراه، وكان من بين المحتشدين نواب وشخصيات عامة.
ورصدت الوكالة اليابانية، عن أحد المواطنين فى كيوتو، يبلغ من العمر 86 عامًا، والذى جاء إلى نارا خصيصًا لوضع الزهور، قوله: من الصعب تصديق أن هذا يمكن أن يحدث فى اليابان! كان آبى سياسيًا هادئًا، لقد تغيرت اليابان كثيرا.
من جانبها قامت السلطات المحلية فى العاصمة طوكيو بإغلاق بعض الطرقات المؤدية إلى منزل آبى عند وصول موكب الجنازة، حيث حضر أقرباء وأصدقاء شينزو إلى منزله لإلقاء النظرة الأخيرة عليه.
ولا تزال ردود الفعل الدولية متواصلة فى أعقاب حادثة الاغتيال، وبعث الرئيس الصينى، شى جين بينج، برقية تعزية لرئيس الوزراء اليابانى، فوميو كيشيدا، بمقتل رئيس الوزراء السابق، شينزو، مضيفًا وفقًا لما جاء فى البرقية أنه حزين جدًّا لهذه الوفاة المفاجئة.
ونقلت البرقية عن الرئيس شى قوله إنه بعث وزوجته، بينج لييوان، ببرقية تعزية منفصلة إلى آكى آبى، أرملة رئيس الوزراء اليابانى السابق الراحل، وقال شى: «لقد توصلت معه فى الماضى إلى توافق مهم حول بناء العلاقات الصينية اليابانية».
وأدانت السعودية حادثة الاغتيال ووصفتها ب«العمل الجبان»، وعبرت عن تقديرها «الأدوار المهمة» التى قام بها «كقائد مؤثر على الساحة الدولية».
وقدمت الخارجية السعودية تعازيها لأسرة آبى، ولحكومة اليابان وشعبها، ونوّهت «بدوره المحورى كصديق للسعودية فى تعزيز أواصر علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين»، كما أعربت الخارجية السعودية «عن إدانتها واستنكارها للعمل الجبان الذى يتنافى مع القيم الأخلاقية والإنسانية وأكدت تضامن المملكة مع اليابان حكومة وشعبًا.
من جانبه أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميترى بيسكوف، أن الرئيس فلاديمير بوتين لن يحضر مراسم وداع رئيس الوزراء اليابانى الأسبق شينزو آبى، مضيفًا أنه سيتم اعتماد البروتوكول من خلال إرسال وفد دبلوماسى يمثل الرئيس فى المناسبة، وفقًا لما نقلت وكالة «سبوتنيك».
وأعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن اعتزامه زيارة السفارة اليابانية فى واشنطن، للتوقيع فى دفتر التعازى بوفاة شينزو آبى، مضيفًا أن «اليابان حليف مستقر جدًّا جدًّا»، كما أمر بتنكيس الأعلام الأمريكية حتى، اليوم، حدادًا على رئيس وزراء اليابان السابق.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن حزنه الشديد، وأضاف: «تشرفت بمعرفته لسنوات، وسأتذكر دائمًا روح الزمالة لديه والتزامه بالتعددية».
وأعربت إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، عن حزنها الشديد على اغتيال شينزو آبى، واعتبرته زعيمًا وشخصية تاريخية، فيما نشرت صورًا جمعتها بالراحل عبر حسابها فى «إنستجرام»، وعلقت: «أشعر بحزن عميق لوفاة رئيس الوزراء السابق شينزو آبى»، وأضافت: «كان لنصيحة آبى وحكمته ودفئه تأثير عميق علىَّ أثناء خدمتى الحكومية». وتابعت: «قلبى مع عائلته والشعب اليابانى، كما ينعى العالم رحيل رجل عظيم».