ماذا يعني اتجاه «منظمة الصحة» لتصنيف جدري القردة كحالة طارئة عالميًا؟

لا يزال مرض جدري القرود يثير حالة من القلق على مستوى العالم، بعد رصد إصابات به في نحو 29 دولة، حيث تعقد منظمة الصحة العالمية، اجتماعا على مستوى الخبراء اليوم، لتقييم وضع انتشار المرض، حيث سيناقش الاجتماع تقييم إن كان هذا التفشي يمثل حالة طوارئ صحية تثير القلق دوليًا أم لا.
ووفقا لما أعلنته المنظمة في وقت سابق، فإن الدول الأعضاء بالمنظمة أبلغوا عن تسجيل 2013 حالة إصابة بجدري القرود، وذلك حتى 15 يونيو الجاري، في 42 دولة، وبموجب الاجتماع الذي يعقد اليوم، ستحدد المنظمة مدى الحاجة إلى تصنيف تفشي جدري القرود عالميا على أنه «حالة ‏طوارئ صحية عامة تستدعي قلقا دوليا» كإنذار أعلى ‏يمكن أن تطلقه.‏
وهذه الحالة ليست لها عواقب فورية لكنها تجعل الحكومات والشعوب أكثر يقظة وحذرا بشأن المرضي الذي بدأ ينتشر خلال ال3 أشهر الماضية في مناطق خارج أماكن توطنه المعتاد، ما أثار حالة من القلق.
وفي تصريحات له أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن «تفشي جدري القرود غير عادي ومقلق، لهذا السبب، قررت عقد اجتماع للجنة الطوارئ بموجب القواعد الصحية الدولية لتقييم إن كان هذا التفشي يمثل حالة طوارئ صحية تثير القلق دوليًا»، معلنا عن الاتجاد لتغيير اسم فيروس جدري القرود والمرض الذي يسببه.
ما هي حالة الطوارئ الصحية؟
وعن دلالات ذلك، قال الدكتور فايد عطية، أستاذ الفيروسات الطبية والمناعة بجامعة شانتو بالصين، إن منظمة الصحة العالمية في الغالب ما تعلن حالة طوارئ بالنسبة لمرض معين في حالة زيادة عدد الإصابات به، وجدري القرود حتى الآن لم يصل عدد الإصابات به إلى مستوى أن يصبح حالة طوارئ أو وباء فإجمالي الإصابات به في 22 دولة في حدود المئات.
وأوضح «عطية»، في تصريح ل«المصري اليوم»، أن هذا ليس وباءا متفشيا أو حالة طارئة عالمية، لكن من الممكن أن تكون منظمة الصحة العالمية تنوي إعلانه حالة طارئة دولية من باب الحذر والاحتياط مع حلول فصل الصيف، مشيرا إلى أن هذا النوع من الفيروسات تزداد فرص العدوى به في الصيف أكثر من الشتاء بعكس فيروس كورونا.
وأضاف أن الإصابات لا تستدعي أن تكون حالة طوارئ عالمية ولا يمكن وصفها كوباء حتى الآن، وليس شرطان أن تعلن المنظمة تلك الحالة بالفعل، موضحا أن إعلان جدري القرود كحالة طارئة يمكن أن يكون مجرد اقتراح أو تخمين أو احتمال ليس من المؤكد إعلانه، لكن في الوقت نفسه في حالة إعلانه فهو لا يعني الذعر أو القلق.
وأكد أستاذ الفيروسات أن «الحالة الطارئة» تعني إنذار أو تنبيه أو تحذير للدول أن هناك خطرا ما يجب الحذر بشأنه، وتختلف عن إعلان المرض ك«وباء»، فجائحة كورونا بدأت في ديسمبر 2019 وأعلنتها منظمة الصحة كوباء في مارس 2020، وكانت معدلات الإصابات وصلت لمئات الآلاف على مستوى العالم وعدد الوفيات تجاوزت 50 ألفا وانتشرت الإصابات في أكثر من 190 دولة وهو ما استدعى إعلانها كوباء.
ولفت فايد عطية إلى أن حالة الطوارئ أعلنت من قبل في العديد من الأمراض منها الكوليرا والإيبولا وغيرها من الأمراض التي كانت إصابتها خفيفة وفي مناطق معينة، موضحا أن الأمر لا يستدعي أي رعب أو خوف، وخاصة أن إعلان المرض كحالة طارئة سيكون بشكل أكبر على الدول التي رصدت بها إصابات أثناء السفر إليها أو منها حيث سيكون هناك إجراءات احترازية معينة وتحاليل للأشخاص فيها.
وتابع: الدول التي لم تسجل أية إصابات بجدري القرود لن تتأثر، وفي كل الأحوال لن يصل الأمر كما حدث في جائحة كورونا أو اتخاذ إجراءات بالحظر الكلي أو الجزئي أو إجراءات الغلق، لأن عدد الإصابات لا تذكر فهناك دول بها 10 إصابات، موضحا أن حالات الإصابة تشفى منه بمعدلات جيدة لأن 95% من حالات إصابات جدري القرود تتعافى بشكل طبيعي، ولا يوجد ما يدعو للقلق.