انطلاق المؤتمر الدولى ال18 حول سوريا فى كازاخستان

انطلقت فى العاصمة الكازاخستانية نور سلطان، أمس، أعمال المؤتمر الدولى الثامن عشر حول سوريا بموجب صيغة أستانا، والذى يستمر على مدى يومين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الكازاخستانية، إيبك سمادياروف، إن جميع الوفود المشاركة فى الجولة الحالية من المحادثات حول سوريا وصلت إلى نور سلطان، وأضاف: «جميع الوفود المشاركة بدأت المفاوضات الثنائية والثلاثية».
وتناقش الأطراف قضايا مثل الوضع الميدانى فى سوريا، بما فى ذلك الوضع الإنسانى والاجتماعى والاقتصادى، وآفاق استئناف عمل اللجنة الدستورية السورية فى جنيف، وتدابير بناء الثقة، وإطلاق سراح الرهائن والبحث عن المفقودين، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
فى سياق متصل، عُقدت جلسة مشاورات رسمية، قبل بدء المباحثات، بين معاون وزير الخارجية السورى، أيمن سوسان، والمبعوث الخاص للرئيس الروسى لشؤون التسوية فى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، حيث تم استعراض تطورات الأوضاع فى سوريا من مختلف جوانبها. كما تمت مناقشة «التهديدات التى يطلقها النظام التركى بشن عدوان على الأراضى السورية».
بدوره، أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسى، ألكسندر لافرينتيف، أن الولايات المتحدة وبذريعة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابى تواصل أنشطتها العدوانية فى شمال شرق سوريا، وتسرق وتنهب الموارد السورية هناك، حسب قوله.
وقال لافرينتيف فى تصريحات على هامش الاجتماع: «سننظر فى موضوع الوجود الأمريكى غير الشرعى فى شمال شرق سوريا. فى الواقع القوات الأمريكية الموجودة هناك تعمل بشكل أساسى على السيطرة على حقول النفط ونهب الثروات والموارد السورية».
وشدد لافرينتيف على أن الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضى السورية غير مقبولة، وقال: «سننظر فى هذه الاعتداءات المتزايدة على الأراضى السورية. ونعتقد أنه سيكون من الضرورى التركيز على ذلك، فمن غير المقبول استمرارها».
وحول نية النظام التركى شن عدوان جديد على الأراضى السورية، قال لافرينتيف إن «احتمال قيام تركيا بعملية عسكرية فى الشمال السورى سيكون غير منطقى وغير عقلانى، وذلك سيقود إلى تصعيد التوتر وإلى شوط جديد للمجابهة العسكرية فى تلك المناطق».
وجدد التأكيد على أن حل الأزمة فى سوريا لايزال يشكل أولوية بالنسبة لروسيا رغم العملية العسكرية الخاصة التى تخوضها فى أوكرانيا. مشددًا على أن موسكو ستواصل تقديم المساعدة للجانب السورى.
من جهته، أكد سوسان رفض سوريا المطلق للحجج التى يسوقها النظام التركى للعدوان على بلاده تحقيقًا لأطماعه التوسعية، مجددًا تصميم السوريين على الدفاع عن أرضهم والتمسك بوحدة وسيادة واستقلال الأراضى السورية. وأضاف أن التهديدات التركية تشكل انتهاكًا سافرًا للقانون الدولى، وتتناقض مع تفاهمات مسار أستانا، كما تشكل تهديدًا للسلم والأمن فى المنطقة.
وفى الوقت نفسه، التقى سوسان وفد الأمم المتحدة برئاسة كبير موظفى مكتب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ورئيس الوفد الأممى إلى اجتماعات أستانا، روبرت دان، على هامش الاجتماع.
وأشار دان إلى موقف الأمم المتحدة الذى عبَّر عنه المتحدث الرسمى باسم أمينها العام حول ضرورة احترام سيادة سوريا وتجنب أى أعمال من شأنها تصعيد الأوضاع فى المنطقة.