تراجع ثروات أغنى 50 شخصًا في العالم بأكثر من نصف تريليون دولار منذ بداية 2022

أفاد تقرير صادر عن مجلة «فوربس» الأمريكية، بأن ثروة أغنى 50 شخصًا في العالم تراجعت بأكثر من نصف تريليون دولار منذ بداية العام الجاري، موضحا: أن أكبر الخسارين: إيلون ماسك رئيس شركة تسلا، و جيف بيزوس، مؤسس أمازون، اللذين انهارت ثروتهما الصافية بمبلغ إجمالي قدره 123.6 مليار دولار في الفترة بين 31 ديسمبر حتى الجمعة 20 مايو 2022.
وأضاف التقرير: «يشهد على ذلك التراجع الذي يهيمن على سوق الأسهم الأميركية هذا العام، حيث خسرت الشركات العامة الكثير من قيمتها، وتواجه أسواق الأسهم أسوأ بداية عام في التاريخ مع ارتفاع التضخم وزيادة مستويات الفائدة طوال النصف الأول من عام 2022، حيث سجل مؤشر S&P 500 سبع أسابيع على التوالي من الخسائر، وهي أطول فترة من الهبوط منذ مارس 2001، وأنهى مؤشر «ناسداك»، للتو أسوأ شهر له، وهو شهر أبريل، منذ أكتوبر 2008.
وأشار التقرير إلي خسارة بيزوس، صاحب الثروة البالغة قيمتها 133.3 مليار دولار، نحو 59.3 مليار دولار منذ 31 ديسمبر، حيث انخفضت أسهم أمازون بنسبة 35% خلال تلك الفترة، متجاوزة انخفاض مؤشر ناسداك التكنولوجي التي بلغت 27% خلال الفترة نفسها.
وبالمقارنة مع منافسه ماسك، يعد بيزوس ضحية للظروف بسيطرة أقل على ثروته المتدهورة، وهو الذي كان قد تنحى عن منصب الرئيس التنفيذي للشركة.
وأوضح المحلل في ويدبوش «Wedbush»، دان آيفز: «ازدهرت أمازون خلال فترة العمل من المنزل، وقد تراجع سهم الشركة لأن المستهلك العادي يعود الآن إلى طريقة التسوق التقليدية أكثر من السنوات القليلة الماضية، بينما تعرضت أمازون وأسهم شركات التكنولوجيا الأخرى لضغط هائل في الفترة الأخيرة».
أما إيلون ماسك، الذي أصبح لفترة وجيزة أول شخص على الإطلاق تبلغ ثروته 300 مليار دولار أو أكثر عندما تجاوزت القيمة السوقية لشركة تيسلا تريليون دولار مرتين في نوفمبر ويناير، واجه أيضًا رياحًا معاكسة خارجة عن سيطرته، كمشكلات الإنتاج في الصين الناتجة عن عمليات الإغلاق للقضاء على «كوفيد-19».
لكنه أدى أيضًا دورًا أكثر نشاطًا في خفض ثروته عشرات المليارات إلى 207.3 مليار دولار، حيث انخفضت ثروة ماسك 113 مليار دولار عن ذروتها في 4 نوفمبر، أي أقل ب64.3 مليار دولار من نهاية ديسمبر.
وجاء معظم الانخفاض البالغ 37% في سهم تيسلا هذا العام حتى 20 مايو في الأسابيع الستة الماضية، حيث انخفض سهم شركة صناعة السيارات الكهربائية بنسبة 35% منذ 13 أبريل، أي في اليوم السابق لإعلان ماسك عن استحواذه على تويتر بقيمة 44 مليار دولار. تعد هذه الخسارة ضعف خسارة ناسداك البالغة 17% خلال الفترة نفسه.
ولخص المحلل في ويدبش Wedbush، في وقت سابق مخاوف مستثمري تيسلا بشأن الاستحواذ على «تويتر»، مشيرًا إلى أن المخاوف بشأن قيام ماسك ببيع أسهم تيسلا لدفع ثمن صفقة تويتر وتشتت تركيز ماسك تسبب توتر بين صفوف المستثمرين.
ومن المؤكد أن صفقة الاستحواذ على «تويتر» تشتت الانتباه، حيث ابتهج مستثمرو تيسلا لفترة وجيزة في 13 مايو، عندما غرد ماسك بأن عملية الاستحواذ معلقة بسبب مخاوف بشأن عدد الحسابات المزيفة على منصة التواصل الاجتماعي، مما دفع الكثيرين إلى التكهن بأنه يبحث عن مخرج لأن أسهم التكنولوجيا تراجعت منذ تقديمه عرضه البالغ 44 مليار دولار، لكن الاحتفال انتهى سريعًا، عندما رد مجلس إدارة تويتر في بيان لصحيفة نيويورك تايمز بأنه يعتزم "إغلاق الصفقة ومتابعة اتفاقية الاندماج بين الشركة وماسك.
ولا يزال مستثمرو «تيسلا»، يتسألون عن كيفية تمويل ماسك لرأس المال بقيمة 27.3 مليار دولار الذي قدمه لمجلس إدارة تويتر، مع ما يزيد قليلاً عن 8 مليارات دولار من السيولة المالية، وفقًا لتقديرات «فوربس».
وتعهد بعدم بيع المزيد من أسهم تيسلا، بعد بيع أكثر من 8 مليارات دولار «قبل اقتطاع الضرائب»، الشهر الماضي، ولكن قد لا يكون لديه أي خيار آخر. بالنظر إلى تدفقات السيولة المالية المتاحة في تويتر والقيمة المنخفضة لأسهم تيسلا التي من المحتمل أن تكون مطلوبة كضمان، قد يتردد مصرفيو ماسك في إقراضه أي أموال أخرى (لقد تعهد بالفعل بأكثر من نصف حصته في تيسلا كضمان لقروض أخرى قبل عرض الاستحواذ على «تويتر».