روسيا تعتزم تشكيل 12 قاعدة عسكرية على حدود فنلندا والسويد

قال وزير الدفاع الروسى، سيرجى شويجو، إن بلاده عازمة على تشكيل 12 قاعدة عسكرية فى الجزء الغربى من البلاد ردًّا على مساعى كل من فنلندا والسويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسى «الناتو»، مشيرا إلى أن عملية تحرير أراضى جمهورية لوهانسك الشعبية شارفت على الانتهاء.. جاء ذلك خلال كلمة له فى مقر الوزارة بأن القوات الروسية جنبا إلى جنب مع وحدات من الشرطة الشعبية من جمهوريتى لوهانسك ودونيتسك الشعبيتين تواصل توسيع رقعة سيطرتها على أراضى دونباس.
وأضاف شويجو أن القوات الأوكرانية التى تحاول تأخير تقدم القوات الروسية لا تسمح للسكان المحليين بالخروج من المدن والبلدات وتستخدمهم دروعا بشرية. وأشار إلى أن النظام الأوكرانى بعد هزيمته «على الأرض» يسعى إلى تحقيق نجاحات قصيرة الأمد، على الأقل فى بعض المناطق، لتصويرها على أنها «نجاحات كبرى- حسب قوله.
وأوضح الوزير الروسى أن القوات المسلحة الروسية تبذل قصارى جهدها لتجنب سقوط ضحايا بين السكان المدنيين، ولهذا الغرض يتم تشغيل الممرات الإنسانية على أساس دائم. ولفت إلى أنه منذ بداية العملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا، تم إجلاء أكثر من مليون و377 ألف شخص إلى روسيا من المناطق المعرضة للخطر فى لوهانسك ودونيتسك، وكذلك من أوكرانيا.
من جانبه، اتهم الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، روسيا، بتحويل منطقة «دونباس» الشرقية إلى «جحيم» مع احتدام القتال هناك، جاء ذلك خلال كلمة له فى العاصمة «كييف»، قائلا: «لقوات الروسية سَوّت المنطقة بالأرض».
وأضاف أن هناك ضربات مستمرة على منطقة أوديسا، وعلى مدن وسط أوكرانيا، فى حين أن منطقة «دونباس» دُمرت بالكامل.. جاء ذلك فى الوقت الذى اتهمت فيه وزارة الدفاع الأوكرانية، روسيا، بتكثيف هجماتها فى دونباس ومنع المدنيين من الهرب.
ووجه «زيلينسكى» الشكر لمجلس الشيوخ الأمريكى على موافقته على حزمة من المساعدات الإنسانية والأمنية بقيمة 40 مليار دولار لأوكرانيا، ووصفها بأنها مساهمة كبيرة فى استعادة السلام والأمن فى أوكرانيا والعالم. من جانبه، قال النائب الأول للممثل الدائم الروسى لدى الأمم المتحدة، دميترى بوليانسكى، إن دول الغرب لم تتمكن بمجلس الأمن الدولى من دحض احتمال اتفاقها مع أوكرانيا على مبدأ «الحبوب مقابل السلاح»، وتابع: «لقد طلبنا من زملائنا الغربيين فى الاجتماع مباشرة دحض هذه الرواية علنا، والتى يميل العديد من الخبراء نحوها».
وقال نائب رئيس مجلس الأمن الروسى، دميترى مدفيديف، إن روسيا لن تصدّر المنتجات الغذائية على حساب سوقها الخاصة، وأكد أن بلاده مستعدة للوفاء بالتزاماتها بالكامل، لكنها تتوقع أيضا التعاون من الشركاء التجاريين، بما فى ذلك على المنصات الدولية. وأضاف «مدفيديف»: «يتم فرض عقوبات مجنونة علينا، ومن ناحية أخرى يطلبون توفير الغذاء»، موضحا أن «هذا غير ممكن»، قائلا: «نحن لسنا أغبياء».
وقال ممثل روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلى نيبينزيا، إن الحبوب الأوكرانية المصدرة لا تذهب إلى البلدان المحتاجة، بل يتم ضخها فى مرافق تخزين الاتحاد الأوروبى، ربما كدفعات مقابل إمدادات الأسلحة. ونقلت صحيفة «ليزيكوس» عن محللين أن روسيا من المتوقع أن تحصل على إيرادات قياسية تقدر بنحو 100 مليار دولار من مبيعات الغاز إلى الدول الأوروبية هذا العام، وهو ضعف ما كان عليه العام الماضى.
وأشار تقرير الصحيفة إلى أنه على الرغم من العقوبات، فإن 27 دولة من دول الاتحاد الأوروبى تحول 200 مليون دولار إلى شركة «غازبروم» الروسية بشكل يومى. وبموجب مرسوم رئاسى روسى، يتوجب على الشركات- بما فى ذلك الأوروبية من الدول غير الصديقة- فتح حسابين فى بنك «غازبروم بنك»: الأول ب«اليورو»، والثانى بالعملة الروسية «الروبل»، وستقوم الشركات الأوروبية بتحويل ثمن الغاز الروسى باليورو، فيما سيقوم «غازبروم بنك» بتحويل أموال اليورو فى بورصة موسكو إلى الروبل الروسى ومن ثم إرسالها إلى شركة «غازبروم».
وميدانيًا، أعلنت رئاسة هيئة الأركان الأوكرانية، فى بيان، مقتل 200 جندى روسى فى ال 24 ساعة الماضية لترتفع الحصيلة إلى نحو 28 ألفا و700. وأضافت أن الجيش الأوكرانى تمكن من تدمير 204 طائرات روسية، و168 مروحية، و1263 دبابة، و3090 عربة مدرعة، و596 مدفعًا، و200 قاذفة صواريخ، و93 منظومة دفاع جوى.
ولفت البيان إلى أن الجيش الروسى خسر أيضا 2162 سيارة عسكرية، و13 سفينة وقاربا، و460 طائرة مسيرة منذ بداية الحرب.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف، أن أنظمة الدفاع الجوى الروسية أسقطت 10 طائرات مسيرة أوكرانية فى منطقتى خيرسون وخاركوف، مشيرا إلى أن الصواريخ الروسية المطلقة من الجو أصابت 45 منطقة تمركز للقوات و7 مستودعات ذخيرة ووقود فى أوكرانيا، وأنه تم تحييد أكثر من 280 نازيًا نتيجة للضربات الجوية وتعطيل 59 وحدة من المعدات العسكرية الأوكرانية. وأكد «كوناشينكوف» أن الطيران الروسى أصاب 3 مواقع قيادة و47 منطقة تمركز للقوات والمعدات العسكرية للجيش الأوكرانى.
وقال وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكن، إن «روسيا نفسها كانت قد رفضت عرضًا بالانضمام إلى الناتو فى تسعينيات القرن الماضى».. جاء ذلك فى لقاء له مع ستيفين كولبيرت مقدم البرنامج التلفزيونى الشهير (ذا ليت شو)، وقال بلينكن: «لقد تمت مناقشة هذه القضية من قبل فى تسعينيات القرن الماضى، ثم قرر الروس أن ذلك لم يكن ما يريدون فعله».
وأكد وزير الخارجية الأمريكى أن الحلف «لم يهاجم روسيا قط ولن يهاجمها وليس لديه خطط لمهاجمتها»، فيما اتهم روسيا باستخدام الغذاء سلاحا فى أوكرانيا، «ليس فقط ضد الملايين من سكانها، ولكن أيضا ضد الملايين حول العالم الذين يعتمدون على الصادرات الأوكرانية، وذلك من خلال احتجاز إمدادات الغذاء (رهينة)».