«انتصار »: معظم أدوارى مؤخرًا تعبير عن المرأة الكادحة التى تعيش ظروفًا صعبة

للمرة الأولى فى مشوارها تجسد الفنانة انتصار شخصية كفيفة، صاحبة حضور مميز، وتتمتع بخفة دم، وربت معظم أبناء الحارة فى مسلسل «توبة»، الذى عرض مؤخرا فى رمضان، «انتصار» تحدثت، ل«المصرى اليوم»، عن كواليس شخصية «أم سيحا»، ووصفتها بأنها «سيدة جدعة، عصامية، قوية، صاحبة جميل على كل الموجودين فى الحارة»، وكانت صعبة فى تجسيدها، وأكدت أنها بمجرد أن قرأت المعالجة والحلقات الأولى من المسلسل لم تتردد فى قبولها، لأنها «ربنا كاشف عنها لتعويضها عن إعاقتها»، وأوضحت «انتصار» أنها اقتربت من شخصية حقيقية لإحدى صديقاتها المقربات وهى «كفيفة»، لتتابع تصرفاتها وردود فعلها، حتى تستطيع تجسيد «أم سيحا»، كما تحدثت «انتصار» عن صعوبات وكواليس التصوير، إذ واجهت صعوبة بالغة بسبب تغيرات الطقس فى بيروت، حيث كانت الأمطار تعوق التصوير بشكل متواصل، وأشارت «انتصار» إلى أن الأدوار التى تعرض عليها مؤخرا وتقدمها هى لنماذج مكافحة للمرأة المصرية، وإلى نص الحوار:
■ لنبدأ من مسلسل «توبة» وتجسيدك لشخصية الضريرة «أم سيحا»، كيف حضّرتِ للدور؟
- كان لدى صديقة «كفيفة» مقربة منى، كنت أتابع تصرفاتها وردود فعلها، وإحساسها بكل من حولها، تتحرك وكأنها ترى بروحها وجوه أسرتها، حتى إن أحد أبنائها دخل عليها وهو حزين سألته عن سبب حزنه وتغيير وجهه، حركة عين «أم سيحا» فى مسلسل توبة كانت تشبهها بدرجة كبيرة بدون مبالغة.
■ حركة عين «أم سيحا» كانت مختلفة وثابتة، أين كانت صعوبتها؟
- تدربت كثيرًا عليها واحتاجت منى مجهودا كبيرا، وساعدنى المخرج أحمد صالح حتى لا أنسى أو أقدمها بشكل مختلف، ومع أى تغيير كان يقول لى «انتصار مش دى نظرة عين أم سيحا»، وكان بمثابة «المنبه» بالنسبة لى، وصعوبة المسلسل بشكل عام فى تصويره على فترات طويلة، وكان يحتاج بعد كل فترة توقف تحضيرا للشخصيات.
■ هل سبق أن قدمتِ كاركتر الضريرة من قبل؟
- كانت المرة الأولى التى أجسد فيها شخصية سيدة كفيفة، وكانت صعبة فى كل تفاصيلها صراحة، وبمجرد أن قرأت المعالجة والحلقات الأولى لم أتردد فى قبولها، لأنها صاحبة حضور مميز، وتتمتع بخفة دم، سيدة جدعة، عصامية، قوية، ربنا كاشف عنها لتعويضها عن إعاقتها، قامت بتربية معظم شباب الحارة التى تسكنها، صاحبة جميل على كل الموجودين فى الحارة، قامت بتربية أولادها بنفسها رغم الإعاقة، حتى توبة - عمرو سعد- الغريب عن الحارة كانت مؤمنة به ولم تغير رأيها تجاهه حتى بعد الأزمات التى تعرض لها، أحببت الشخصية ودخلت قلبى، وأنا أختار أدوارى بهذه الطريقة، ومؤخرًا معظم الأدوار التى تعرض على تكون للمرأة المصرية، الكادحة التى تعيش ظروفا صعبة.
■ ما الذى أضافته انتصار للشخصية ولم يكن موجودا على الورق؟
- أضفت لها الشجن والحزن، تشعر بأنها سيدة كبيرة سنًا بشكل واقعى، ومرادفات فى الكلام، وأخذت منها الكثير صراحة، على سبيل المثال أنه قد يكون هناك غريب أحن على سيدة أكثر وأعز من ابنها الحقيقى، وهو ما حدث ما إن فتحت «أم سيحا» أبوابها وقلبها ل«توبة» - عمرو سعد- وقدمت له الحنان والرعاية كونه يفتقد عائلته وأمه، ومنحها فى النهاية كل شيئا مقابل هذا الحب، رأت فى عينيه الطيبة والبحث عن الأسرة، وأن الدنيا مازال فيها خير، وكانت دائمًا تردد «توبة ابنى اللى مش من بطنى اللى جابته الأيام، وواجهت الحارة كلها وقالت لهم انتوا عُمى، أنا قلبى يقول لى توبة مظلوم».
■ البعض انتقد المسلسل كون أحداثه فى بورسعيد ومعظم الحارة لا تتحدث اللهجة البورسعيدية؟
- هو أمر مقصود، وكم من عائلات استقرت فى بورسعيد وهى ليست لديها أصول فى تلك المدينة، وافدين من الشرقية، عدا الأستاذ يوسف إسماعيل الذى جسد والد «لُقى» فى الأحداث، لأنه من أصول بورسعيدية، لكن «أم سيحا» ليست من بورسعيد وتنتمى للوجه البحرى، ومعظم الأجيال الجديدة فى بورسعيد لا تتحدث اللهجة الشهيرة.
■ كنت مع أم ضد فكرة ورشة الكتابة، وما هو تقييمك لتلك التجربة؟
- عمرو سعد هو من آمن بالورشة التى تضم محمد فوزى، أحمد بكر، أحمد حلبة، لكن المسلسل قصة عمرو سعد، وكان مشرفًا على كتابة كل الحلقات بل ومشاركًا فى الكتابة أيضًا، وهى مسؤولية كبيرة أدين له بها، إنها حمل عبء الكتابة مع الورشة، وكل الخطوط الدرامية من وحى خياله حتى وإن لم يصرح بذلك.
■ ماذا عن ظروف تصوير العمل بالكامل فى لبنان؟
- واجهت صعوبة بالغة بسبب تغيرات الطقس فى بيروت، الأمطار كانت غزيرة، وتعوق التصوير بشكل متواصل، وكنا نتوقف كثيرًا بسبب العواصف، تشعر بأن الجو فى لبنان قريب من الدول الأوروبية، ولهذا السبب تعطل التصوير كثيرًا، واستمر قرابة 3 شهور متواصلة وهو أمر صعب جدًا.
■ أين كان التحدى من وجهة نظرك؟
- الطبيعة المصرية تحتاج مجهودا كبيرا جدًا من المخرج ومهندس الديكور، وهنا كان التحدى فى مسلسل «توبة»، لأننا رفضنا التصوير داخل استوديو، وأصررنا على التصوير فى حارة حقيقية، رصد الحارة المصرية صعب جدًا خاصة فى التصوير الخارجى، السماء والأماكن والمواصلات وغيرها من التفاصيل.
■ كيف كانت تجربتك مع المخرج أحمد صالح؟
- مخرج مبدع، مجتهد، ملم بأدواته جدًا، كان أمينا علينا جميعًا، يركز فى أدق وأصغر التفاصيل، رصد الحارة الشعبية وهى مختلفة تمامًا عن حارة الجدعنة، وصور خارج الاستوديو، و50% من مشاهد العمل خارجية، قيادة كرو ضخم خارج مصر لم تكن سهلة على الإطلاق، والجمهور المصرى لا يعلم أن الحارة وكل الأحداث مصورة فى بيروت.
■ أيضًا انتقد المسلسل بأنه يسىء للحارة المصرية بوجود بعض الألفاظ الخارجة والشخصيات السلبية؟
- الحارة كما فيها الشخصيات الطيبة، فيها الشريرة أيضًا، «أم سيحا» فى مواجهة سيد الأجنبى- ماجد المصرى- الذى يطارد «توبة»، و«لقى»- أسماء أبو اليزيد- فى مقابل شخصية سماح - رحاب الجمل- وقتل البنت الطيبة والبقاء على الشر لخلق الدراما ضمن الأحداث، طبيعى وجود بعض الانتقادات لأن الاتفاق على شىء من الجميع أمر صعب.
■ هل توقعت أن يحقق المسلسل ردود فعل قوية كما حدث؟
- صراحة لأ، توقعت أن يكون ضمن منافسة قوية، لكن أن يتصدر نسب المشاهدة كان خارج توقعاتى، ومع عرض الحلقات الأولى كانت هناك ردود فعل جيدة جدًا من كل المحيطين بى.
■ هل يمكن أن تكرر انتصار تجسيد شخصية الكفيفة؟
- بالتأكيد وسيكون من زوايا مختلفة وتفاصيل جديدة تمامًا.
■ متى تعود انتصار لخشبة المسرح؟
- بالفعل أحضر حاليًا لخوض تجربة مسرحية جديدة فى موسم الصيف، ومازالت فى مرحلة الكتابة وستكون من إخراج حسام الدين صلاح، وتدور فى إطار كوميدى وستكون مفاجأة لكل جمهورى.