علماء يلتقطون أول صورة للثقب الأسود في مجرة درب التبانة

كشف فريق دولي من علماء الفلك، الخميس، النقاب عن أول صورة لثقب أسود هائل في مركز مجرة درب التبانة، وهو أول تأكيد مرئي مباشر لوجود هذا الجسم غير المرئي، ويأتي بعد ثلاث سنوات من أول صورة لثقب أسود من مجرة أخرى بعيدة.
وتشكل هذه الصورة الدليل المباشر على وجود هذا الثقب الهائل بالفعل، والمعروف باسم «*Sagittarius A».
ورجح العلماء في أن مجرتنا تحتوي على مثل هذا الجسم الضخم، فقد لوحظ أن النجوم تدور حول شيء مضغوط وهائل في مركز مجرة درب التبانة، لكنه كان غير مرئي ومن المستحيل تأكيده.
لكن الثقوب السوداء هي مناطق في الفضاء تكون فيها سحب الجاذبية شديدة لدرجة أنه لا يمكن لأي شيء الهروب، بما في ذلك الضوء.
وفي الصورة الجديدة، يظل الثقب الأسود نفسه غير مرئي، لأنه مظلم تماما. لكن الصورة تُظهر الحلقة المتوهجة الساطعة التي تدور حوله، كما تكشف الطريقة التي ينحني بها الضوء نحوه.
ويصف العلماء الثقب الأسود بأنه «الصمغ الذي يحافظ على ترابط مجرتنا»، ويشكل «المفتاح لمعرفة كيفية تشكل مجرة درب التبانة ومسار تطورها في المستقبل».
ويتطلب التقاط صور لمثل هذا الجسم البعيد ربط ثمانية مراصد راديوية عملاقة عبر الكوكب لتشكيل تلسكوب افتراضي واحد «بحجم الأرض» يسمى «EHT».
واستغرق تشكيل هذه الصورة خمس سنوات من العمل من قبل أكثر من 300 باحث من جميع أنحاء العالم. ورغم أن «*Sagittarius A» يبعد فقط 27000 سنة ضوئية، فإن التقاط صورة له كان عملا شاقا.
في تسعينيات القرن الماضي، رسم علماء الفلك خرائط لمدارات ألمع النجوم بالقرب من مركز مجرة درب التبانة، ما يؤكد وجود جسم مضغوط فائق الكتلة هناك، وهو العمل الذي أدى إلى الحصول على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2020.
يذكر أن أول صورة لثقب أسود بشكل مطلق كانت عام 2019 وأظهرت الثقب «*M87» الأكبر بكثير من ثقب مجرتنا والذي بعد حوالي 55 مليون سنة ضوئية.