قال الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى، القائم بأعمال وزير الصحة، خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، أمس، إنه تم إصدار قرار إدارى بإغلاق المستشفى الذي تسبب في وفاة مارينا صلاح سركيس. وأضاف، خلال تعقيبه على طلبات الإحاطة والبيانات العاجلة والأسئلة الموجهة إليه من أعضاء مجلس النواب: «انتظرنا نتابع الأزمة حتى الفجر، وتم تشكيل لجنة عليا لمتابعة القضية، وتم صدور قرار إدارى بإغلاق المستشفى، بعد انتهاء اللجنة من عملها». وأشار إلى أن هناك رقابة شديدة على المستشفيات كافة، ويتم اتخاذ جميع الإجراءات ومحاسبة المسؤولين «حسابًا عسيرًا»، لافتًا إلى أن الوزارة لديها ضبطية قضائية في التعامل مع المخالفات. وطالب عدد من أعضاء المجلس، خلال الجلسة، بفتح تحقيق عاجل في الواقعة، وأكد النائب أبانوب عزت ضرورة كشف ملابسات الوفاة وأسبابها، لا سيما في ظل غياب الرقابة على المستشفيات الخاصة، كما وجّه أحمد خليل خير الله، رئيس الهيئة البرلمانبة لحزب النور، انتقادًا كبيرًا للمنظومة الصحية، مؤكدًا أنها تحتاج إلى مراجعة شاملة. وتساءل النائب إيهاب الطماوى، وكيل لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية، عن دور قطاع العلاج الحر في متابعة ورقابة المستشفيات الخاصة، خاصة مع تكرار حالات الأخطاء الطبية الجسيمة، وآخرها حالة مارينا صلاح. وكانت وزارة الصحة أعلنت فتح تحقيق عاجل في القضية وإحالة المتسبب للتحقيق والنيابة العامة، كما باشرت الجهات القضائية بالقاهرة تحقيقاتها، واستدعت جهات التحقيق، الأطباء المشرفين على حالة الضحية ومسؤولى المستشفى لسماع أقوالهم ومعرفة أسباب الوفاة، بالإضافة إلى الاستماع لأقوال زوج المجنى عليها لمعرفة ملابسات الواقعة التي انتهت بوفاة زوجته. خلال التحقيقات، أكد الزوج أن الإهمال الذي حدث من الأطباء في أثناء قيامهم بإسعاف زوجته عقب دخولها المستشفى، هو السبب الحقيقى في وفاتها، وأصرّ على اتهام الأطباء بالتقصير الذي أودى بحياة أم ابنه. وفى السياق ذاته، كشفت مصادر مسؤولة بوزارة الصحة قيام لجنة من إدارة العلاج الحر بالوزارة بالمرور صباح، أمس، على أحد مستشفيات العيون الخاصة، للتحقيق في الواقعة التي شهدت وفاة «مارينا» عقب إجراء أشعة صبغة على العين. وأشار المصدر، ل«المصرى اليوم»، إلى أن اللجنة المكبرة تتكون من خبراء طب العيون، والجودة، وإدارة المستشفيات، بهدف فتح تحقيق موسع في الواقعة التي انتشرت بشكل كبير على صفحات السوشيال ميديا، حيث جرى جرد المستشفى وفحصه فنيًا وبيان مدى سلامته في تقديم الخدمة للجمهور من عدمه. وقال المصدر وثيق الصلة بالملف، إن إدارة العلاج الحر بالوزارة سترفع تقريرًا شاملًا عن الواقعة لتقديمه إلى الدكتور خالد عبدالغفار، القائم بأعمال وزير الصحة، ومن المتوقع أن تُعلن الوزارة، خلال ساعات قليلة، نتيجة التحقيق والإجراءات التي سيتم اتخاذها، والعقوبات الموقعة على المستشفى؛ حال ثبوت التقصير أو حدوث الخطأ الطبى. ونوه المصدر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، بأن المستشفى يواجه في الوقت الحالى مجموعة من الاتهامات، منها التقصير والإهمال في علاج المتوفاة، بالإضافة إلى الاعتماد على التمريض في أداء خدمات طبية؛ يشترط أن يقدمها الأطباء بأنفسهم، وتابع: «اللجنة أجرت جميع التحقيقات مع الفريق الطبى الذي كان يعالج مارينا صلاح وتم الكشف عن تفاصيل ملفها المرضى والعلاجى الذي كان بالمستشفى لحظة دخولها للرعاية الطبية». وأوضحت مصادر أن الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى، القائم بأعمال وزير الصحة، طلب تقريرا مفصلا عن الحالة وملابسات وفاتها، بالإضافة إلى تقرير عن وضع المستشفى، كما وجه بضرورة مراجعة سجلات عمل وأداء المستشفيات الخاصة، لضبط عملها ونشاطها، ضمانًا لتقديم خدمة مميزة للمواطن، وكذا إطلاق مجموعات من المفتشين في 27 محافظة لعمل فحص عشوائى للمستشفيات الخاصة وبيان آليات عملها ونشاطها في خدمة المريض. واتهم أهالى الضحية، المستشفى في وفاة مارينا صلاح سركيس، بعد أن توجّهت لإجراء أشعة صبغة على عينها، وسرعان ما تعرّضت لحالة من الانهيار واستغاثت بزوجها من الألم والوجع، ليتم وضعها على جهاز التنفس الصناعى قبل أن تفارق الحياة، نتيجة عدم عمل «اختبار حساسية» قبل إجراء تلك الأشعة. رامز ناصف، زوج الضحية، أكد عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، أنهما ذهبا لأحد مستشفيات العيون لإجراء أشعة صبغة وفوجئا بممرض يدّعى أنه كبير الممرضين، وكان يتعامل بسرعة وعدم اهتمام مع حالة زوجته، وأثناء الفحص الطبى، رفضت الطبيبة وجوده داخل غرفة الأشعة، مضيفًا: «بعد دقائق، فوجئت بصراخ زوجتى تقول إلحقنى يا رامز هموت، وبسؤال الطبيبة عن الأسباب قالت: حساسية، وبسؤالها مرّة ثانية: ليه معملتيش اختبار، قالت: مش لازم، بعدها انهارت زوجتى وفشلت جميع المحاولات لإنقاذها». وخيّم الحزن قرية قلوصنا مركز شمال سمالوط في المنيا، عقب وصول جثمان «مارينا»، وأقامت الأسرة سرادق عزاء عقب إقامة صلاة الجنازة بكنيسة الملاك ميخائيل والآباء الرسل، وتم دفنها بمقابر الأسرة، ليتهم زوجها القائمين على المستشفى بالإهمال الطبى، ويؤكد اتخاذ الإجراءات القانونية لإحالة المخالفين للمحاكمة، مشيرًا إلى أنها تركت له طفلة صغيرة لا تتجاوز العامين.
