تقديم رواية لنجيب محفوظ شرف لى.. دنيا عبدالعزيز: الرقص والغناء فى «زقاق المدق»حقق أحد أحلامى (حوار)

بشخصية «حميدة»، إحدى بطلات نجيب محفوظ التي قدمتها نجمات سابقات منهن شادية ومعالى زايد وميمى جمال والمكسيكية سلمى حايك على شاشة السينما، تقف الفنانة دنيا عبدالعزيز أمام الجمهور لتواجه عالم «زقاق المدق»، بأداء استعراضى وغنائى وضعها في تحد كبير، خاصة مع تقديمها مسرحيًا، إلا أن «دنيا» حققت من خلالها نجاحًا كبيرًا دفع بتقديم موسمين من المسرحية.. بدأت «دنيا» تقديم الموسم الثالث منها خلال عيد الفطر وتواصل عروضها حتى 20 مايو الجارى.
«دنيا» تحدثت عن تحديات «حميدة»، كما كشفت عن كواليس مشاركتها في مسلسلى «المداح- أسطورة الوادى» و«ملف سرى»، اللذين عرضا في رمضان.. وإلى نص الحوار:
■ ما الذي تمثله لك مسرحية «زقاق المدق»؟
- مسرحية «زقاق المدق» بالنسبة لى عندما عرضت علىّ للمرة الأولى تحمست لها جدًا، وحاليًا الموسم الثالث بسبب تحقيقها نجاحا بعد موسمين، فالمسرحية حققت لى أشياء كثيرة جدًا في حياتى، وطوال الوقت كنت عندما أسأل عن الذي أرغب في تقديمه أقول لهم عملا استعراضيا غنائيا، وعندما عُرضت علىَّ من المخرج عادل عبده وقال إننا سنقدم زقاق المدق كعمل استعراضى، فأى منا يسمع جملة «زقاق المدق» سيأتى في ذهنه الأديب العالمى نجيب محفوظ، وهى رواية مهمة له، وستحسب في تاريخ أي فنان يقدمها، وهذا أسعدنى للغاية أن أقدم عملا للأديب الكبير نجيب محفوظ ويشرفنى تقديمها، والشىء الآخر فكرة تقديمها ميوزيكال، وأن أرقص وأغنى في العرض من ضمن أحلامى أن أمثل في عمل، لذلك كنت في حالة من التوتر والرعب أن أقدم عملا مهما فيه عمق وفى الوقت نفسه مستمتعة لأننى أقدم عملا أحبه وفيه استعراض، فالمسرحية حققت لى ما تمنيته.
■ هل هي المرة الأولى التي تقدمين فيها استعراضا على خشبة المسرح؟
- طبعا لا، قدمت من قبل في أكثر من عرض مسرحى، ولكن من سوء الحظ على المسرح أن الأعمال التي كنت فيها لم يتم تصويرها، أو أعمال تم تصويرها ولكن بزميلات أخريات، لأننى غادرت العمل قبل تصويرها، أو حضرت بها بعد تصويرها، لذلك لم يعرف الناس أننى قدمت استعراضا من قبل.
■ هل هناك خطة لتصوير مسرحية «زقاق المدق»؟
- إن شاء الله ربنا يكرمنا ويستمر عرضها مواسم كثيرة على المسرح، ويتم تصويرها خلال الفترة المقبلة. والعرض مستمر في موسمه الجديد حتى 20 مايو الجارى.
■ دور «حميدة» في «زقاق المدق» قُدم من قبل أكثر من مرة، من قِبل شادية وأيضا سلمى حايك.. فهل تأثرتِ بهما في تقديمه؟
- الفنانة شادية في الستينيات، والفنانة معالى زايد أيضا قدمت دور «حميدة» في الثمانينيات، وميمى جمال مسرحيا في الخمسينيات، وسلمى حايك بفيلم في التسعينيات، ولكن لم أقلق نهائيًا أو أتأثر بتقديم الشخصية لأن كل واحد منا له رؤيته في تقديم الشخصية، فهى رواية، و«مادة خام» تصلح لتقديمها في كل الأزمان، وتصدر برؤية مختلفة مع كل وقت، مع الحفاظ على أساسيات الموضوع الذي كتبه نجيب محفوظ، ولكن بمعالجة مختلفة تتناسب مع الوقت والعصر الحالى وحتى المتلقى الذي يشاهد العرض حاليًا هو غير الذي قدمت له منذ 70 سنة أو حتى 30 سنة، كل يوم هناك اختلاف في الجمهور وفهمه للعمل.
■ تقدمين تجربة الغناء في المسرحية.. فكيف اختلفت التجربة عما قدمتِه من قبل؟
- قمت بالغناء من قبل مرتين، وكان أكثر ما جذبنى في المسرحية هو موضوع الغناء والرقص، وهو سبب موافقتى عليها، وكان كل همّى تقديم دور «حميدة» بشكل لم يقدم من قبل، فمثلا على الرغم من أننى أقدم استعراضا ورقصا وغناء إلا أننى لا أحب تقديم الفوازير مثلا، لأن الفوزاير عبارة عن «فطوطة ونيللى وشيريهان»، وأى شخص آخر، مع احترامى له، لن يصل أو يأخذ المكانة التي وصل لها هؤلاء النجوم، لأنهم حُفروا في قلوبنا من صغرنا.
■ دائمًا أبطال عروض مسرح الدولة يشكون قلة الإمكانيات وعدم وفرتها وضعف ميزانية العروض.. مع تقديمكم لرواية ضخمة مثل «زقاق المدق» كيف تغلبتم على ذلك؟
- العرض فيه مجهود فعلا كبير من رقص واستعراضات وديكور وموسيقى وألحان وملابس، والمسرحية كل عناصرها بها عمل كبير وحقيقى ومشرفة جدًا ولم أجد هناك أي تقصير من أي جهة، وعندما شاهدت ذلك أحسست أننى أقدم العمل في قطاع خاص ومصروفة عليه أموال كثيرة جدًا، على عكس المتعارف عليه. حقيقة، «زقاق المدق» تقدم توليفة كبيرة أبهرت الجمهور، وهذا قليل ما يحدث للناس على المسرح هذه الفترة أو السنوات الأخيرة، لذلك لم أجد أي تقصير، بل وجدت كل ما نريده من أجل ظهور المسرحية بشكل يليق بها وبتقديم مسرحية للأديب العالمى نجيب محفوظ وللدكتور عادل عبده.
■ قدمتِ في مسلسل «المداح 2» مع حمادة هلال شخصية «منال»، ولكن الجمهور تعرض لصدمة نتيجة تغيير جذرى في الشخصية من قوية وشريرة إلى طيبة ومنكسرة.. فما السبب؟
- شخصية منال وما حدث لها مبرر وله أسبابه، فكان لابد أن يكون هناك تحول في الموضوع ككل، ليس على شخصيتى فقط، ولكن على شخصيات العمل كلها وعلى المسلسل، حتى يكون الجزء الثانى مختلفا وفكرة أخرى، وهذا ما كان يقلقنى، تقديم عمل مختلف وليس سرد أحداث.. والحمد لله قدمنا فكرة جديدة وقوية وأعجبت الناس واتبسطوا به جدًا. والجديد في «منال» حتى أختها رحاب (هبة مجدي) هو أن الطيّبة أصبحت شريرة والشريرة تحولت تمامًا للطيبة، و«منال» حدثت لها مشكلتان وسببتا لها أزمة كبيرة، الأولى كسرها بعد وفاة والدها وقد قالت ذلك في أحد المشاهد، والأخرى إحساسها طوال الوقت بأنها لا تستطيع الإنجاب وتتعرض للإجهاض المتكرر، فشعرت بأنها ناقصة وعاجزة وتختلف عن النساء الأخريات، إضافة إلى أنها أحبت أن تبنى أسرة وتتزوج فتزوجت «حسن» الذي صبر على عيبها.
■ هل تؤمنين بالجن والسحر الذي قُدم في «المداح»؟
- أؤمن بكل ما أنزل في القرآن طبعًا، وبطبيعة الحال السحر، ولكنى غير مهتمة به ولا يعنينى ذلك، لأنى لست من الشخصيات التي تخاف وتحب قراءة الفنجان والكف ولديها هوس بهذا، فأنا بعيدة تمامًا عن هذا العالم، ودائما أترك كل شىء على الله، وأحب قراءة القرآن.
■ قدمتِ دور «أمنية» في مسلسل «ملف سرى»، فكيف رأيتِ ردود الفعل عليه؟ وما سبب حماسك له؟
- «ملف سرى» عمل متكامل وكبير بالفعل بكل نجومه، والسيناريو منذ بداية قراءته «حسسنى بالنهجان» بسبب قوة إيقاعه، والشخصيات كلها دسمة، وكان يهمنى أن تكون شخصية «أمنية» ظاهرة ولها تواجد قوى، فوجدتها ثرية وغامضة، وطوال الوقت عليها علامات استفهام، شخصية ليست بها صراعات أو صعود وهبوط، كانت شخصية مستفزة، وهو ما تسبب في رد الفعل عليها بسؤال: «هى مظلومة ولالأ.. شريرة أم طيبة؟»، وعمق الشخصية جعلنى أستمتع بالتجربة.