«المصري اليوم» ترصد طرق رؤية هلال العيد على المذاهب الأربعة وتحذير من السراب القطبي

ساعات قليلة وينتهي موعد صيام شهر رمضان، مع حلول شهر شوال المقبل له، ليبشر ببدء أول أيام عيد الفطر المبارك، فيما تبدأ مرحلة الترصد من اليوم التاسع والعشرون من شهر رمضان، حيث تُحدد بدايات الأشهر من هذا اليوم، لأن هذا هو اليوم الذي يبدأ فيه الهلال بتحديد مدة الشهر، فإذا ظهر في السماء، ورأته عيون المسلمين، فهو بدايةً للشهر الجديد، وانتهاء للحالي بمجمل 29 يوما فقط، أما إذا لم يُرصد الهلال في السماء، فهو إذًا شهر قمري كامل من 30 يوما، ولكن هذا لا يعني المبالغة أو التقصير في الأمر، وإذا لم يرصد الهلال وقتها، وهي حالة نادرة، قد يكون ذلك بسبب بعض الأخطاء غير المقصودة في الرصد، أو خارجة عن الارادة .
السراب القطبي من المؤثرات على رؤية هلال شوال فهو ظاهرة انعكاس الأشكال في السماء الصافية، ونادراً ما تظهر لدى بعض الدول، ولكن في العام 2004، حدث ما لم يكن متوقعاً، عندما أعلنت سبع دول عربية من دول الخليج، رؤية الهلال قبل يوم واحد من الموعد الممكن علمياً، وفي العام التالي خرجت ليبيا على العالم ببدء أولى أيام عيد الفطر يوم 2 نوفمبر، وهو ما كان من الصعب تصديقه وقتها فسرت تلك الواقعتان وقتها بأنهما ضحية للسراب القطبي الذي ظهر في السماء في ذلك الوقت.
الاعتماد على الرؤية البصرية للهلال هي الطريقة المقررة شرعًا لدى المسلمين، ولكن مع تطورالأجهزة والطرق الجديدة للحساب، فأصبح من المتعارف عليه رؤية الهلال بالإضافة للحساب الفلكي، لكي يتم تحديد بدايات الأشهر ونهاياتها، ولكن مع الأخذ في أعتبار أن الحساب الفلكي وحده لا يمكنه إثبات ظهور القمر أم لا، إنما في استطاعته نفي التوقعات الخاطئة لمواعيد ظهور القمر في السماء، وشائعات ظهوره في أوقات من المستحيل ظهوره فيها، فهو يعتمد على سير القمر في منازله لإثبات وقت اجتماعه بالشمس، ومواعيد سكونه في الآفاق والبعد بينه وبين الشمس، ويتم كل ذلك بمعادلات حسابية لموعد غروب الشمس والقمر، لتحديد إحداثيات ظهور الهلال.
وفي العام 2020 أعلنت بعض الدول الإفريقية بينها دولة عربية، عن تمكنها من رؤية هلال شوال مساء الجمعة، واحتفلت بعيد الفطر المبارك يوم السبت، ولكن اتضح بعدها أن ما ظهر في السماء لم يكن هلال شوال، بل أُشير إلى أن «كوكبي الزهرة وعطارد كانا متواجدين فوق الأفق الغربي وبشكل متقارب جدا ولافت للنظر»، كما أوضح مركز الفلك الدولي وقتها.
وقد تتأثر بعض الدول الإسلامية بعقبات تمنع رؤية الهلال في السماء في ميعاده المحدد، وذلك نتيجة ظهوره في بعض مناطق بها كميات كبيرة من الأتربة والعوالق، مما يعيق رؤية الهلال.
اختلفت طرق تحديد هلال شوال تبعاً للمذاهب الإسلامية الأربعة، فالحنابلة للحنابلة، رؤية الهلال تعتمد على رؤية شاهدان عيان، فهم يتبعوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم (فإنْ شَهِدَ شاهِدانِ مُسلِمانِ فصُومُوا وأفْطِرُوا)، مثلهم كمثل المالكية في حالة إن كانت قريتهم صغيرة، أما إن كان البلد كبيراً، فإن الرؤية تثبت بشاهدَين في السماء الغائمة، ولكن بشرط أن يكون الشاهدين من الرجال فإنه لا تثبت عندهم الرؤية من النساء، ولو كانت السماء صافيةً، فالأصل أنها تثبت بعددٍ كبيرٍ من الشهود.
أما الشافعية فهي تعتمد الشاهدان، وقد تقبل بشهادة الواحد ولكن لهلال شهر رمضان فقط، أما شهر العيد فلا يتم قبوله بأقل من شاهدين عيان، تبعاً لما ورد عن ابن عباس وابن عمر -رضي الله عنهما- من أنّهما قالا إنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كان يصوم بشهادة الواحد، بينما لم يكن يفطر إلّا بشاهدَين، وعند الحنفية ففي حالة تغييم السماء يتم قبول شهادة رجلين أو رجل وأمرأتين، ولكن عند صفاء السماء فلا يتم بدء عيد الفطر إلا بشهادة عدد كبير من أهل القرية.