«حسب طلب الزبون»، جملة تشهدها الآن أسواق سلع رمضان، ليس في الإسكندرية وحدها ولكن في كل شوارع مصر المحروسة، حيث شددت الحكومة على التجار عدم استغلال المواطنين من خلال أسعار المواد الغذائية خلال الشهر الكريم. وخلال جولتها داخل محال صناعة الكنافة والقطايف، رصدت «المصرى اليوم» الأسعار، خاصة بعد موجة الغلاء، وسجل سعر كيلو الكنافة والقطايف السادة 20 جنيها، والكنافة بالفاكهة 40 جنيها، فيما سجلت الكنافة بالمكسرات 35 جنيها، وأكد عدد من التجار ومصنعى القطايف والكنافة أنه يتم بيعها حسب طلب الزبون حتى لو كان المطلوب ربع كيلو. وساهم ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية والسلع الأساسية للمواطنين منذ منتصف شعبان الماضى وحتى الآن في التوقف عن بعض العادات المعروف بها الشهر الكريم، كعزومات الأسر المصرية على الولائم، لتحل محلها السهرات الرمضانية على العصائر والمشروبات والمقبلات والكنافة والقطايف باعتبارها أقل تكلفة من اللحوم وتؤدى الغرض. الشيخ سمير زايد، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، قال إن الحالة الاقتصادية الحالية أثرت بشكل كبير على الولائم والعزومات التي اعتادها المصريون طوال شهر رمضان والتى كانت تتنقل من بيت إلى بيت بين الأسر والأقارب والأصدقاء على مدار الشهر، إلا أن هذا الأمر اختفى تماما واقتصر فقط على رب الأسرة وأبنائه وبناته المتزوجين فقط، نظرا لضيق ذات اليد من ناحية والظروف المزاجية بشكل عام من ناحية أخرى. وتابع: «زمان كنا بنعمل كل يوم وجبة (سيد الطعام) على السفرة سواء لحوم أو طيور أو أسماك، إلا أن العام الجارى الأمر مختلف تماما، حيث يظهر سيد الطعام في أول وثانى أيام الشهر الكريم فقط، وباقى الشهر بتبقى العملية (قرديحي) على الآخر، يعنى (مسقعة) مثلًا وسلطات وبطاطس محمرة وخس وبقايا اليوم الأول». وقال سعيد حاتم، معلم بوزارة التربية والتعليم، إن السكندريين كانوا طيلة حياتهم في رمضان يتبادلون الزيارات وتناول الإفطار والولائم مع الأهل والأقارب والأصدقاء، ويشترى الأطفال الفوانيس وتعلق الزينة في جميع أنحاء المدينة، وقبل أذان المغرب بدقائق ينتشر المتطوعون في الطرقات لتوزيع الماء والتمر والعصائر على من تأخروا للذهاب إلى بيوتهم لتناول الإفطار، إلا أنه حتى زينة رمضان تكاد تكون اختفت من الشوارع وواجهات البيوت تمامًا، نظرا للحالة المزاجية التي لم تساعد المسلمين على الاحتفال بهذا الشهر الكريم، وعدم وجود القدرة المالية للوفاء بمتطلبات شهر رمضان وتجهيز العزومات والولائم للأسر والأصدقاء. وأشار إلى أن الإسكندرية تتميز بعادات وتقاليد قديمة يحرص أهلها على الحفاظ عليها وممارستها في شهر رمضان، مثل الإفطار على الكورنيش في الهواء الطلق باعتباره مطعم وبوفيه الغلابة ومحدودى الدخل بديلًا عن المطاعم الراقية التي تحرق أسعارها جيوب الغلابة. ولفت إلى أبرز الأكلات التي يتميز بها السكندريون، مثل الكبدة والسجق الإسكندرانى التي يتناولونها في السحور وأحيانًا في الإفطار على طريقتهم الخاصة، وكذا الأسماك بكافة أنواعها، واللحوم، والدواجن المشوية، والفتة، والرقاق، والمكرونة البشاميل والمحاشى بكافة أنواعها، لتكون الوجبات المميزة لأهل الإسكندرية، وإن كانت الظروف الحالية تحول دون تحقيق ذلك. وأضاف: يتميز أهالى الإسكندرية بقضاء فترات الروحانيات في ساحة العارف بالله سيدى المرسى أبوالعباس في منطقة بحرى، وعقب صلاة التراويح، حيث تسع الساحة مئات المواطنين، فضلًا عن زيارة أضرحة آل البيت في ميدان المساجد والذى يضم قرابة 27 ضريحًا من أولياء الله الصالحين.
