هل تفوق ياسر جلال على أحمد زكي؟ نقاد يكشفون الاختلافات

حظى الفنان ياسر جلال، بالكثير من ردود الفعل الإيجابية، وتصدر تريندات مواقع التواصل الاجتماعي، فور اللحظة الأولى لعرض دوره في مسلسل «الاختيار 3: القرار»، حيث يجسد شخصية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وكثير من المشاهدين يتعاملون مع ياسر جلال على أنه نجم رمضان الأول هذا العام، مشيدين بأدائه وتقمصه للشخصية بشكل متقن، من خلال الانفعالات ولغة الجسد ونبرة الصوت، وصولا لشكل المكياج المميز الذي قربه جدا من الشخصية والصوت الذي يبدو متطابقا إلى حد بعيد.
لم يكن ياسر جلال هو الوحيد الذي برع في تجسيد شخصية الرئيس، فسبق أن فعلها أحمد زكي في فيلمي «ناصر 56» و«السادات»، لم يكن أحمد زكي ينافسه أحد في براعة تجسيد الرؤساء حتى بقي هو الأسم الأبرز، رغم أداء أكثر من ممثل أخر لنفس الشخصيات مثل محمد نصر الذي أدى دور الرئيس السادات في أربع مناسبات مختلفة، فهل توفق ياسر جلال على أحمد زكي في أداء شخصية الرئيس؟
طارق الشناوي: دور ياسر جلال أصعب بكثير من أحمد زكي
يرى الناقد الفني طارق الشناوي في تصريحاته الخاصة ل«المصري اليوم»: «برغم أن ياسر جلال كان متطابقا مع الرئيس على المستوى الصوتي والحركي، إلا أن الأهم هو نقل ياسر جلال وجدان الرئيس عبدالفتاح السيسي للجمهور وليس مجرد إطار شكلي، بل تجاوزت الصوت والحركة والملامح إلى الوجدان، للدرجة التي تجعل المشاهد في لحظات كثيرة من المسلسل يختلط عليه الأمر: هل هذا هو الرئيس عبدالفتاح السيسي أم الممثل ياسرجلال؟ لقد قدم ياسر جلال الشخصية بصدق استثنائي كما لو كانت شخصية الرئيس عبدالفتاح السيسي قد تلبسته».
وعن أداء أحمد زكي لشخصية الرئيس يضيف طارق الشناوي: «أحمد زكي حريف فن أداء بلا شك، واختلفت معه في لحظات حول أداء الشخصية: هل هي كاميرا فوتوغرافية أم فنان يرسم (بورتريه) لوحته الخاصة؟، على المبدع أن يتعمق أكثر وأكثر في الوجدان عند أداء الشخصيات ذات التواجد الواقعي، والتي تملك رصيدا كبيرا أو مرجعية عند الجمهور».
أما عن المقارنة بين أداء ياسر جلال لشخصية الرئيس عبدالفتاح السيسي وأداء أحمد زكي لشخصيتي الرئيسين أنور السادات وجمال عبدالناصر فيقول: «المقارنة غير قائمة بين أحمد زكي وياسر جلال لسبب وهو أن فيلمي عبدالناصر والسادات لم يكونا على قيد الحياة، وكذا مرجعية الشخصيات اختلفت أيضا بين الزمنين، أضف إلى ذلك أنه برغم الفترة الزمنية القليلة التي تواجد فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي مقارنة بعبدالناصر والسادات إلا أن الرصيد المرئي له أكبر، لأن الحياة المرئية من خلال السوشيال ميديا ازدادت في هذا الزمن ربما لأكثر من مئة مرة مقارنة بمرحلة السبعينات للسادات والستينات للسادات، وبالتالي دور ياسر جلال أصعب بكثير جدا من أحمد زكي لكن لا توجد مقارنة بين أداء كل منهما».
علا الشافعي: المقارنة غير واجبة لاختلاف الظرف.. وياسر بذل مجهود خرفي
فيما ترى الناقدة الفنية علا الشافعي في تصريحاتها ل«المصري اليوم»: «مبدئيا ياسر جلال يواجه تحدي كبير في أداء شخصية الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو على قيد الحياة، أمر نادر الحدوث في الدراما، صحيح أن الفنان نور الشريف قام بأداء دور مبارك في مسلسل إذاعي، إلا أن العبء الواقع على نور الشريف كان على (الصوت)، أما ياسر جلال فالوضع أصعب، ففي لقطات يؤدي دور الرئيس ولقطات أخرى أرشيفية للرئيس نفسه، وبالتالي المشاهد طوال الوقت يقارن ويقيم أداء ياسر».
تركز الناقدة علا الشافعي حديثها على «تكنيك» الممثل لتقييم أداء ياسر جلال: «على مستوى التكنيك، ياسر بذل مجهود خرفي، لا أتحدث هنا عن المكياج ولا الصوت، أتحدث عن الأداء من طريقة المشي إلى شكل الكتاف وتوضيف لغة الجسد، تقطيعه للجُمل، انفعالاته، نظراته، حركة اليدين، إلى أخره».
أما عن المقارنة بين أداء ياسر جلال وبين أداء أحمد زكي فتقول: «ناصر 56 كان حدثا تاريخيا منتهيا منذ فترة طويلة جدا، ويتحدث عن فترة زمنية معينة من تاريخ مصر، لا أستطيع المقارنة بين أداء كل منهما، زكي جسد شخصيات رؤساء توفاهم الله، وكانت لديه مساحة مواد أرشيفية، واستطاع الحديث مع أهلهم وأقاربهم، وتجسيد شخصية السادات منذ الطفولة إلى وصوله لرئاسة الجمهورية تعطي مساحة أكبر، أما ما يقدمه ياسر فهو عن فترة قصيرة تتعرض ال96 ساعة الأخطر في تاريخ مصر، المقارنة غير واجبة لأن عمل»الاختيار3«له ظرف مختلف تماما عن»ناصر 56«و»السادات«.
رامي المتولي: «الاختيار3» ذات طبيعة خاصة.. والمقارنة غير جائزة
يؤمن الناقد الفني رامي المتولي في تصريحاته الخاصة ل«المصري اليوم» بأن: «المسلسل ذات طبيعة خاصة جدا، نتيجة للظرف السياسي، ونتيجة لاعتبار المسلسل موجه من الدولة، حيث يقدم وجهة النظر الرسمية للدولة، بعد سنوات من إدعاءات الجماعة الإرهابية، وهذا ما يجعل أداء الممثلين مختلف وذات طبيعة خاصة أيضا، في الموسم الأول تحدث الممثل عن الشهيد منسي، وقتها لم يكن الكثيرين يعرفونه، أما اآن فالوضع مختلف، الجزء الثالث يقدم شخصيات معروفة للمشاهد، الميزة الشديدة أنهم لم يعتمدوا ممثل متقارب شكليا مع الرئيس، وإنما ممثل موهوب، قدم حالة إيهام كبيرة، ياسر جلال أثبت إنه اختيار جيد جدا، الأدوار السابقة لم تكن بحجم موهبته ولم تظهر الأداء القوي الذي أظهره في مسلسل»الاختيار 3«، المسؤلية صعبة للغاية على ياسر جلال بحكم أنه يقدم شخصية معروفة ورئيس جمهورية حالي».
أما عن المقارنة بين أداء ياسر جلال وأداء أحمد زكي، فلا يعتقد الناقد رامي لمتولي أنها جائزة، وذلك «لاختلاف المدة الزمنية بين أعمال زكي ومسلسل الاختيار 3، ولاختلاف طبيعة الحدث ما بين تأميم قناة السويس ورصده بعد مرور العديد من السنوات عليه، وبين ما يقدمه المسلسل لأحداث لم يمر عليها سوى سنوات تعد على أصابع اليد الواحدة».