الحكومة تؤكد تحمل تداعيات «التضخم» مع المواطنين

تحركات موسعة على مدار الأيام الماضية من جانب الحكومة لضبط تداعيات التضخم وزيادة الأسعار، تأثرًا بالحرب الروسية الأوكرانية، ففضلًا على مراقبة الأسواق للتصدى للاحتكار والتلاعب فى الأسعار، اتخذت الحكومة إجراءات صارمة لوقف تصدير بعض المحاصيل وكذا السلع الغذائية المهمة، وآخرها قرار وقف تصدير الزيوت بكافة أنواعها لمدة 3 أشهر، إذ شددت الحكومة على الالتزام بتحمل تبعات الأزمة جنبًا إلى جنب مع المواطن.
الدكتور محمد معيط، وزير المالية، قال إن الحكومة حريصة على تحمل تداعيات الموجة التضخمية العالمية الناتجة عن الأزمة الروسية الأوكرانية مع المواطنين؛ لتخفيف العبء عنهم، وإن المخزون الاستراتيجى من القمح يكفى احتياجاتنا حتى نهاية العام، خاصة أن موسم الحصاد المحلى يبدأ منتصف إبريل المقبل.
وأضاف خلال لقائه مع فرانك هارتمان، سفير ألمانيا بالقاهرة، أن الدولة حريصة على استمرار تدفق السائحين من مختلف الوجهات إلى مصر، وذلك فى أعقاب ما شهدته حركة السياحة العالمية من تباطؤ بسب جائحة «كورونا».
واستعرض الوزير، حسب بيان للوزارة، أمس، استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر «COP 27»، مؤكدًا حرص مصر من موقع رئاستها للمؤتمر على التوافق بين مختلف الأطراف لتحقيق المصلحة المشتركة.
من جانبه، قال السفير الألمانى بالقاهرة، فرانك هارتمان، إن بلاده حريصة على تطوير العلاقات الثنائية مع مصر، باعتبارها شريكًا مهمًا، وهناك مشروعات كبرى تنفذها شركات ألمانية بمصر فى مجالات الطاقة والمواصلات؛ بما يعكس تعدد الروابط بين البلدين.
وأشار إلى معاناة الدول الأوروبية من تبعات الحرب فى أوكرانيا، التى أدت إلى ارتفاع أسعار الوقود فى ألمانيا لمستويات غير مسبوقة، على نحو ينعكس فى كل أوجه النشاط الاقتصادى ببلاده، مؤكدًا مساندة بلاده لجهود مصر لاستضافة قمة المناخ للوصول إلى نتائج إيجابية.
فى سياق متصل، قالت الحكومة، ممثلة فى المركز الإعلامى لمجلس الوزراء، إن السلع التموينية متوفرة بشكل طبيعى دون نقص، وإنه انتشر فى بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعى أنباء تتردد بشأن تغيير السلع الأساسية المدرجة على البطاقات التموينية نتيجة لنقص المعروض، وبعد تواصل المركز الإعلامى لمجلس الوزراء مع وزارة التموين والتجارة الداخلية، نفت تلك الأنباء، مُؤكدة أنه لا صحة لتغيير السلع الأساسية المدرجة على البطاقات التموينية، مُشددة على توافر كافة السلع التموينية بشكل طبيعى دون تغييرها، مع انتظام ضخ كميات وفيرة منها يوميًّا بجميع المنافذ التموينية والمجمعات الاستهلاكية، وفروع مشروع «جمعيتى»، وكذلك توافر مخزون استراتيجى لها يكفى لعدة أشهر مقبلة، كما سيتم إطلاق معارض «أهلًا رمضان» فى نهاية الأسبوع المقبل بالمحافظات، ثم بالقاهرة الكبرى، وذلك لتوفير السلع بأسعار مخفضة تصل إلى 25%، على أن تستمر بعض تلك المعارض طوال شهر رمضان، مُشيرة إلى شن حملات تفتيش يومية على كافة المنافذ والمخازن للتأكد من توافر جميع السلع ومنع أى تلاعب فى أسعارها أو احتكارها.
ووصلت نسب صرف السلع التموينية إلى 40% عن شهر مارس الجارى، حيث تتوافر 27 سلعة ‏بمخازن شركتى الجملة العامة والمصرية، والتى تصل إلى حوالى 1500 مخزن، مع ضخ يومى من السلع الاستراتيجية لمنافذ الصرف التى يصل ‏عددها إلى 40 ألف منفذ بحوالى 4 آلاف طن سكر / يوم، و3 ‏آلاف طن زيت / يوم مناصفة بين العبوة زنة ال1 لتر والعبوة ‏زنة ال800 جرام، وألف طن مكرونة يوميًّا، وكذلك الأرز بالإضافة إلى ‏السلع الأخرى التى تتنوع بين مساحيق الغسيل والسمن النباتى ‏وأغلب احتياجات الأسر المصرية من السلع.
من جهة أخرى، أصدرت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، قرارًا بوقف تصدير الزيوت بكافة أنواعها والفريك والذرة لمدة 3 أشهر.
وقالت الوزيرة إن هذا القرار صدر بعد التنسيق مع وزير التموين، فى إطار خطة الدولة لتوفير احتياجات المواطنين من السلع وبصفة خاصة السلع الأساسية، لا سيما فى ظل الاستعداد لاستقبال شهر رمضان الكريم والذى يزيد خلاله معدل استهلاك المنتجات الغذائية بنسبة كبيرة.
وفى إطار حملات منع التلاعب فى الأسعار والتصدى لجشع التجار، أسفرت الحملات فى الإسكندرية والتى شملت 8 إدارات عن تحرير 376 محضرًا متنوعًا.
وفى القليوبية، حررت مباحث ومديرية التموين، خلال حملة على الأسواق فى شبين القناطر 12 محضرًا مخالفات تموينية، و11 محضرًا مخالفات صحية، وتحرير 11 محضر طب بيطرى عبارة عن لحوم ولانشون ودواجن غير صالحة للاستخدام الآدمى.
وفى المنيا، أسفرت حملة للوحدة المحلية لمركز ومدينة بنى مزار بالتعاون مع جهاز حماية المستهلك والتموين والطب البيطرى والصحة والزراعة ومباحث التموين، عن تحرير 7 محاضر للمخالفين، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.