سعر الذهب اليوم الإثنين 20-10-2025 بعد ارتفاعه في الصاغة.. عيار 21 الآن بالمصنعية    الأهلي يحصل على توقيع صفقة جديدة.. إعلامي يكشف    «شغلوا الكشافات».. تحذير من حالة الطقس اليوم: ظاهرة جوية تضرب البلاد    أول تعليق من ميسي على تتويج المغرب بكأس العالم للشباب ضد الأرجنتين    ويتكوف: التقديرات بشأن كلفة إعادة إعمار غزة تبلغ نحو 50 مليار دولار    أسعار الأسماك والخضروات والدواجن اليوم 20 أكتوبر    الكاف يهنئ المغرب على التتويج بمونديال الشباب 2025    هبوط الأخضر الأمريكي.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الإثنين 20-10-2025    صححوا مفاهيم أبنائكم عن أن حب الوطن فرض    «الترحال السياسى».. ظاهرة تثير الجدل فى «الانتخابات البرلمانية»    ارتفاع كبير تجاوز 2000 جنيه.. سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 20-10-2025    ملخص وأهداف مباراة المغرب والأرجنتين في نهائي كأس العالم للشباب    هل ينتقل رمضان صبحي إلى الزمالك؟.. رد حاسم من بيراميدز    عاجل - ترامب يؤكد: وقف إطلاق النار في غزة مازال ساريًا رغم الخروقات    ماكرون: سرقة اللوفر هجوم على تراث فرنسا    كيت بلانشيت: مصر دورها قيادى فى إرساء السلام    ولي العهد السعودي وماكرون يناقشان جهود إحلال الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط    والد ضحية زميله بالإسماعيلية: صورة ابني لا تفارق خيالي بعد تقطيعه لأشلاء    موعد التحقيق مع عمر عصر ونجل رئيس اتحاد تنس الطاولة.. تعرف على التفاصيل    ميلان يقفز لقمة الدوري الإيطالي من بوابة فيورنتينا    هانى شاكر يُشعل دار الأوبرا بحفل ضخم ضمن مهرجان الموسيقى العربية    يسرا تشعل أجواء احتفال مهرجان الجونة بمسيرتها الفنية.. وتغنى جت الحرارة    عاجل - تفاصيل موعد صرف مرتبات شهر أكتوبر 2025 بعد قرار وزارة المالية    وفاة شابة عشرينية بسبب وشم قبل أسبوع من زفافها    مواد غذائية تساعدك على النوم العميق دون الحاجة إلى أدوية    فريق بحث لتحديد المتهم بالتعدي على مدرسة لغات في إمبابة    الذكرى الثامنة لملحمة الواحات.. حين كتب رجال الشرطة بدمائهم صفحة جديدة في تاريخ الشرف المصري    قيادة التغيير    ضربه ب«مفك».. مصرع طالب على يد زميله في الدقهلية    ذكرى الأب تُنهي حياة الابن.. شاب ينهي خياته في الذكرى الخامسة لوفاة والده بالإسماعيلية    أهم العوامل التي تؤثر على سوق العملات الرقمية    ثقافة إطسا تنظم ندوة بعنوان "الدروس المستفادة من حرب أكتوبر".. صور    أمريكا تفضح أكاذيب نتنياهو والبنتاجون يكشف حقيقة انفجار رفح    منصّة صيد مشبوهة قرب مطار بالم بيتش تثير قلقًا حول أمن الرئيس الأمريكي ترامب    6 أبراج «نجمهم ساطع».. غامضون يملكون سحرا خاصا وطاقتهم مفعمة بالحيوية    هشام جمال: «فشلت أوقف ليلى عن العياط خلال الفرح»    «سول» تحتجز جنديا من كوريا الشمالية بعد عبوره الحدود البرية    د. أمل قنديل تكتب: السلوكيات والوعي الثقافي    ليبيا.. حفتر يدعو إلى حراك شعبي واسع لتصحيح المسار السياسي    المغرب يرفع ميزانية الصحة والتعليم بعد موجة الاحتجاجات    مضاعفاته قد تؤدي للوفاة.. أعراض وأسباب مرض «كاواساكي» بعد معاناة ابن حمزة نمرة    نحافة مقلقة أم رشاقة زائدة؟.. جدل واسع حول إطلالات هدى المفتي وتارا عماد في الجونة    الداخلية السورية: القبض على عصابة متورطة بالسطو على البنك العربي في دمشق    محافظ الغربية يجوب طنطا سيرًا على الأقدام لمتابعة أعمال النظافة ورفع الإشغالات    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2025 في القاهرة والمحافظات    سهام فودة تكتب: اللعب بالنار    محمد رياض يتصدر التريند بعد إعلان نجله عن نية تقديم جزء ثانٍ من «لن أعيش في جلباب أبي» والجمهور بين الصدمة والحنين    طارق العشرى: حرس الحدود خلال فترة قيادتى كان يشبه بيراميدز    الذكاء الاصطناعي ضيفًا وحفلًا في جامعة القاهرة.. ختام مؤتمر مناقشة مستقبل التعليم العالي وتوصيات للدراسة والبحث العلمي    تألق لافت لنجوم السينما فى العرض الخاص لفيلم «فرانكشتاين» بمهرجان الجونة    ميلاد هلال شهر رجب 2025.. موعد غرة رجب 1447 هجريًا فلكيًا يوم الأحد 21 ديسمبر    لدغات عمر الأيوبى.. بيراميدز "يغرد" والقطبين كمان    «المؤسسة العلاجية» تنظم برنامجًا تدريبيًا حول التسويق الإلكتروني لخدمات المستشفيات    لجنة تطوير الإعلام تتلقى توصيات المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين    نادي قضاة مصر يهنئ المستشار عصام الدين فريد بمناسبة اختياره رئيسًا لمجلس الشيوخ    ندب المستشار أحمد محمد عبد الغنى لمنصب الأمين العام لمجلس الشيوخ    هل زكاة الزروع على المستأجر أم المؤجر؟ عضو «الأزهر العالمي للفتوى» توضح    محافظ الشرقية يترأس اجتماع اللجنة العامة لحماية الطفل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد فضح مأساة تشيرنوبل.. أفضل 5 كتب للقراءة حول جذور الحرب الروسية الأوكرانية (ملف خاص)

لقى آلاف الأشخاص حتفهم منذ 2014 فى صراع مرير مستمر بين روسيا وأوكرانيا، انعكس فى حرب ظلت مفعمة بالمعلومات المشوهة والروايات المضللة والعمليات التى ترفع أعلامًا زائفة، ومن هذا المنطلق يرشح أستاذ التاريخ الأوكرانى بجامعة هارفارد الأمريكية سيرهى بولخى، قراءة خمسة كتب اعتبرها الأفضل لفتح آفاق فهم الصراع وطبيعة الحرب القائمة، والتى بدأها من عمل تمهيدى كتبه أحد المؤرخين البارزين، انتهاء بآخر عمل قدمه روائى أوكرانى كبير.
وبلوخى يعمل، إلى جانب منصبه الأكاديمى بالجامعة، مديرًا لمعهد الأبحاث الأوكرانى، وفاز كتابه «تشيرنوبل: تاريخ مأساة» بجائزة باليى جيفورد لعام 2018، والتى تعتبر من أرقى الجوائز البريطانية على الأعمال الفكرية، كما فاز بجائزة الكتاب من دار بوشكين مرتين، الأولى عن كتابه «تشيرنوبل» والثانية عن كتاب «الإمبراطورية الأخيرة» وهو عن الشهور الأخيرة من حياة الاتحاد السوفيتى، ولكن كتابه «بوابات أوروبا: تاريخ أوكرانيا» يعد انطلاقة رائعة للقارئ الذى يبحث عن الإلمام بالتاريخ الأوكرانى.
ويرشح بولخى خمسة كتب للقراءة، من خلال «فايف بوكس» الأمريكى المتخصص فى عرض الكتب فى شتى المجالات الثقافية والعلمية، حيث يرى أنها تستوفى المعلومات الأساسية إلى جانب التحليل العميق فيما يتعلق بتاريخ أوكرانيا وروسيا والصراع بينهما.
وبدأ المؤرخ بكتاب «أوكرانيا وروسيا من الطلاق المتحضر إلى الحرب الهمجية»، ثم كتاب «أوكرانيا.. كل ما يحتاج الجميع معرفته»، ويليه كتاب «نزع السلاح النووى الأوكرانى: تاريخ» وكتاب «أوكرانيا فى كتب التاريخ والقصص.. مقالات لنخبة من المفكرين الأوكرانيين»، وأخيرا رواية «دار الأيتام».
وقال إن أوكرانيا «مهمة»لأنها ثانى أكبر جمهورية فيما بعد الاتحاد السوفيتى، فإذا قاومت بنجاح، فإنها تضع المطمع الروسى، فى باقى حيز ما بعد الاتحاد السوفيتى، ومحاولات موسكو لإعادة إنشاء اتحاد سوفيتى جديد موضع الشك، رغم أن أحدا لا يرغب فى ذلك، فقد كان مشروعًا إمبرياليًّا مكلفًا، لكنه أقام منطقة نفوذ مؤثرة، فبدون ثانى أكبر جزء، يكون لديك فجوة ضخمة فى البناء كله.
تحدث بلوخى قبل استعراضه لمحتوى المؤلفات التى يرشحها للقراءة، عن رأيه فى الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا، قائلًا إنه تم «تأطيره» مرارا وتكرارا فيما يتعلق بروسيا وحلف شمال الأطلنطى، وبعض عناصر الصراع بشأن موسكو والحلف.
وأشار إلى أن هناك جذورًا أعمق، فهو وضع ربما يمكن الاعتراف به فى أى مكان فى العالم، لأن ما نراه هو عملية تفكك لواحدة من آخر الإمبراطوريات.
وأضاف أن الإمبراطورية الروسية بدأت فى التفسخ والسقوط عندما كانت تتداعى إمبراطورية النمسا والمجر، والإمبراطورية العثمانية، وغيرها من الإمبراطوريات.
ولفت إلى أن البلاشفة أمسكوا بتلابيبها، وعلى الرغم من محاولة تجميعها إلا أنها تفككت فى 1991 بين عشية وضحاها، مما أصاب الجميع بالدهشة، فقد كانت معجزة فى ظل عدم اندلاع حرب كبرى أو سفك للدماء.
وقال: أما الآن فنحن ندرك أن الحرب تأجلت فحسب، ومن هذا المنطلق فإنها تبدو فظيعة، ولكنه أيضًا وضع مألوف للغاية عند كثير من دول العالم التى خاضت حروبا من أجل الاستقلال.
وأشار إلى أن هذا الصراع معقد فيما يتعلق بالروس والأوكرانيين، موضحًا أن هناك قضايا لم تحل وتخص الهوية وتكوين الأمة والتاريخ المتنازع عليه، فعلى سبيل المثال يعتقد الروس بأنهم ينحدرون من كييف، والذى حدث أنها صارت اليوم عاصمة لدولة مستقلة، وهى أوكرانيا، فى حين كتب فلاديمير بوتن مقالًا حول الوحدة التاريخية للروس والأوكرانيين.
وتساءل بلوخى: «كم عدد الرؤساء الذين يخوضون الحرب ممن يكتبون هذا النوع من المقالات ويخرجون بتلك الحجج؟»، لافتا إلى أنها محاولة لنزع الشرعية عن مطالبة الأوكرانيين بحق إقامة دولة.
وأضاف: «إذا كنا تاريخيًا الشعب نفسه، فما الحق الذى تملكه كى يكون لديك دولة؟ ليس لديك، وهذا ما يحدث بشكل طبيعى من تفكك الإمبراطوريات، فالبريطانيون لم يزعموا أنهم جاءوا من دلهى أو العكس، ولكنك ترى ذلك يحدث مع روسيا وأوكرانيا.
وتابع أنه مع نهاية الحرب الباردة، انهار الاتحاد السوفيتى، لكنها لم تكن حربًا ساخنة، ولكنها كانت حربًا خسرتها موسكو اقتصاديًا وجيواستراتيجيًا، أما الآن فهناك محاولة لاستعادة الإمبراطورية كحزام من الدول التابعة، فقد حاولت روسيا عبر الوسائل الاقتصادية والسياسية، وها نحن فى ساحة الحرب التى تعتبر الأداة الأخيرة التى تمسك بها روسيا بأيديها.
■ الطلاق المتحضر
كتبه عالم السياسة «بول دانيرى»، وهو أول من عالج مسألة العلاقة بين أوكرانيا وروسيا، كما درس قبل ذلك العمليات الداخلية فى أوكرانيا، وإلى درجة ما فى روسيا، وهذا هو ما يطرحه على الطاولة، كتاب يعتبر أكثر من مجرد نظرية فى العلاقات الدولية أو التاريخ الدبلوماسى، فالمؤلف يعرف الكثير حول البلدين.
ويبدأ فى أواخر الثمانينيات ويسير متصاعدا مع الأحداث حتى عام 2019، وقت نشر الكتاب، أى عندما بدأت الحرب بالفعل ومضت المرحلة الأولى منها، فحجته مزدوجة بشكل أساسى، أولًا أن جذور هذه القصة تكمن فى تاريخ تفكك الاتحاد السوفيتى، وكيف انهار، ثانيًا يؤكد على أهمية أوكرانيا فى هذه العملية.
وله حجة كبرى أخرى تقول إن الحرب صارت محتومة بسبب الطريق السياسى المختلف الذى اختارته كل من أوكرانيا وروسيا، خصوصًا فى قضية بناء الأمة وإنشاء وتقوية الدولة فى أوكرانيا التى صارت دولة ديمقراطية، بينما تتحرك روسيا فى اتجاه سلطوى، مما يضع علاقات روسيا مع أوروبا، تلقائيًا، فى موقف صعب، ومن ثم تصبح قضايا الأمن بالغة الأهمية.
برع المؤلف فى توثيق وتقديم التسلسل التاريخى للأحداث وكيف أثرت على العلاقات الروسية- الأوكرانية منذ التسعينيات، وصولًا إلى سنوات القرن الحالى وتبوؤ بوتين الحكم وما بعد ذلك، فهو يعطى تفسيرا جيدا للحرب وخلفيتها، ولا يبحث أثناء عرضه عن تفسيرات عاطفية أو لا ينظر إلى الشخصيات، ولكن إلى المبررات والأسباب الهيكلية، فهو عالم سياسى والكتاب منظم جيدا ومحكم الكتابة ومترابط، ويشرح الكثير حول البلدين وتطورهما السياسى والخيارات التى طرحت فى الحالتين، وكيف أدت إلى ذلك الصدام، والمواجهة الحالية.
أوكرانيا: ما يحتاج الجميع معرفته
الكتاب لمؤلفه سيرهى يكيلتشيك، وهو جزء من سلسلة مطبعة جامعة أوكسفورد، ظهرت الطبعة الأولى منه فى 2015 وكانت تحت عنوان »الصراع فى أوكرانيا«، وكانت عبارة عن سرد معلوماتى، فقد جمع المؤلف كل هذه الأسئلة المثارة وشرح ماذا كانت تعنى.
الكتاب مهم على نحو استثنائى بالنظر إلى أن الحرب التى اندلعت فى أوكرانيا ولا تزال مستمرة، هى »حرب هجين«، فهى تنطوى على معلومات مشوهة وروايات زائفة وعمليات إعلام »كاذبة«، وهكذا.
هذا الكتاب أنجز مهمة بالغة الروعة فيما يتعلق بشرح شتى المزاعم والأقوال فى وسائل الإعلام، مثل: هل كانت المظاهرة الأوكرانية فى «الميدان» فاشية؟ ماذا كان يحدث فى شبه جزيرة القرم؟ ما موقف السكان فى إقليم دونباس؟
وأصدر طبعة جديدة منقحة من الكتاب، فهو كتاب أكثر شمولا، وفقا للعنوان، يعتبر نقطة بداية لفهم ما يحدث فى أوكرانيا إذا ما كان الناس مهتمين بالموضوع.
وتتعارض حجته فى شرح الحرب مع رواية الكرملين الروسى، ففى وسائل الإعلام، يمكن للمرء أن يقرأ أن أوكرانيا تخوض حربًا أهلية، وأن البلاد منقسمة بين الشرق والغرب، وأن الشعب يتحدث اللغة الروسية، وأن هؤلاء الناس يتحدثون الأوكرانية، ومن ثم يقول إن هذه ليست هى القضية، ومع ذلك فاللغات مختلفة، لكن الأوكرانيين قاموا بحراك عبر الحدود اللغوية.
كثير من الجنود الذين يقاتلون اليوم على الجبهة يتحدثون الروسية، واللغة الروسية لا تعنى الهوية والولاء بشكل آلى لروسيا.
أما فى طبعة 2020، فيحشد المؤلف مزيدًا من التطورات الأخيرة، والتى تشمل محاكمة ترامب، وتتحدث عن بول مانافورت والمزاعم الخاصة بتدخل أوكرانيا فى الانتخابات الأمريكية، إنه كتاب يتعامل مع كل هذه القضايا والحجج التى ظهرت فى وسائل الإعلام منذ نشوب الحرب، إنه كتاب لقطاع عريض من القراء.
■ نزع السلاح النووى الأوكرانى
ألفه السياسى الأوكرانى، يوروى كوستنكو، تحت عنوان «نزع سلاح أوكرانيا النووى: تاريخ»، والذى شارك فى المفاوضات التى أفضت إلى مذكرة بودابست، عندما تخلت أوكرانيا عن ثالث أكبر ترسانة نووية فى العالم.
انتهكت روسيا فى بداية الحرب كثيرًا من المعاهدات، وكانت مذكرة بودابست واحدة أساسية منها، والتى أبرمت فى ديسمبر 1994 بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وروسيا وأوكرانيا.
وكانت هناك اتفاقات أخرى منفصلة أبرمت مع قازقستان وبيلاروسيا، اللتان تخلتا بمقتضاها عن ترساناتهما النووية التى ورثتاها عن الاتحاد السوفيتى فى مقابل «تطمينات» وليس ضمانات من جانب القوى الثلاث الأخرى بشأن السيادة وعدم انتهاك الحدود وغيرهما.
وفى 2014، قامت روسيا، إحدى الدول التى منحت هذه التطمينات والتى حولت إليها أوكرانيا ترسانتها النووية، بانتهاك سلامتها الإقليمية واحتلت شبه جزيرة القرم.
ويعمد الكاتب فى سياقه السردى إلى الذكريات ويؤسس نصف كتابه على كل الوثائق التى جمعها، فهى قصة شائقة حقًا، ومجهولة تقريبًا فى الغرب.
وأحجمت أوكرانيا عن التخلى عن ترسانتها النووية، التى تتمتع بسيطرة مادية عليها وليست سيطرة »تشغيلية«، غير أن قازقستان وبيلاروسيا أكثر ميلًا للموافقة منها، ومرة أخرى كانت أوكرانيا مثيرة للمتاعب، إذا ما نظرت إليها من منظور روسى، غير أن الجميع اتخذوا موقفا بأن ذلك كان شيئا جيدا، ونجاحا عظيما فى تصفية المركزية.
فقد كان عدم اندلاع حرب كبرى أو سفك للدماء معجزة، ومن ثم يقدم الكاتب منظورا مختلفا، فهو أول كتاب باللغة الإنجليزية يحتشد بكثير من التفاصيل التى تسير ضد التيار، والتفسير الغربى للتاريخ لم تكن حجته تتركز على ضرورة احتفاظ أوكرانيا بالأسلحة النووية، ولكن يقول إن الأوكرانيين اضطروا إلى تسليمها دون ضمانات ملائمة لاستقلال البلاد أو تعويض مالى مناسب، فالأسلحة النووية كانت تشكل أمن أوكرانيا، وتخلت عنها لأن الولايات المتحدة وروسيا كانتا تعملان معًا لتحقيق ذلك الهدف.
أوكرانيا فى كتب التاريخ
وهو عبارة عن عدة مقالات كتبتها نخبة من المفكرين الأوكرانيين ويشمل مقدمة لأوكرانيا، ولكنها فى الحقيقة مقدمة لاستخدام الآراء والأصوات الأوكرانية، بينما كتب مفتتح الكتاب بيتر بوميرانتسيف، وهناك مقالات عدديدة كتبها خبراء آخرون ولكن معظمها كانت من قبل مفكرين أوكرانيين يعيشون فى أوكرانيا، فهم يتحدثون عن بلادهم وعن القوالب النمطية التى تحيط بها والأساطير والتاريخ والأدب، فالكتاب هو بمثابة مقدمة عن أوكرانيا لأولئك الذين لا تقتصر قراءتهم على قراءة الأعمال القصصية الخيالية، ولكن يقرأون الأعمال الفكرية الواقعية، ويهتمون بما يبدو عليه المشهد الثقافى المحلى والأكاديمى.
ماذا يعتقد الكتّاب والفلاسفة الأوكرانيون بشأن بلادهم؟ كثير من المشاركين فى الكتاب هم كُتاب، مثل أندرى كوركف، وفلودمير رافينكو، وهو من أفضل الكُتاب الأوكرانيين الجدد، كما يضم الكتاب مقالًا ليورى أندروخوفيتش، وهو من أشهر الأسماء فى الأدب الأوكرانى، كما يوجد موضوع كتبه أليم ألييف حول أوكرانيا وتتار القرم، وهى قضية أخرى مهمة.
فهذا الكتاب للقراء الذين لا يهتمون بالسياسة فحسب، بل بالمشهد الثقافى، والذين ربما قرأوا أعمالًا مترجمة لبعض المؤلفين الأوكرانيين، ويرغبون فى معرفة المزيد عن هذا البلد.
كما يتناول الهوية الأوكرانية وما تعنيه والفرق بينها وبين الهوية الروسية، فالكُتّاب يمتلكون ناصية اللغتين، فمنهم من يتحدث الروسية ويكتب بالأوكرانية والعكس أو يكتب ويتحدث بالاثنين معًا.
■ دار الأيتام
وهو رواية كتبها سيرهى جادان، وهو من أشهر الروائيين الأوكرانيين، إن لم يكن رائدهم خارج أوكرانيا.
وتعتبر هذه الرواية كتابا «مشوقا للغاية»، فى حين أن مؤلفها ينحدر من شرق أوكرانيا وشارك فى مظاهرات «الميدان» التى كانت تشوبها المصادمات فى «خاركيف» ثانى أكبر مدينة أوكرانية، والتى تتعرض للهجوم حاليا، فهو شخص متعدد المواهب، كما أن لديه فرقة موسيقية خاصة به ويغنى ويؤلف الرويات وينظم القصائد ويرسم.
وتتسم الرواية بالجرأة لأنه يتناول الأمور التى كان لا يفترض التحدث بشأنها أثناء الحرب التى تقول: «ها نحن على حق، نحن الأبطال وكل ما عدانا ضدنا، نحن بالتأكيد الأوكرانيين، والمواطنين الأوكرانيين».
وتدور الرواية حول شخصية محورية، وهى «الباشا» الذى يتمتع بهوية ما بعد الحقبة السوفيتية، فهو أوكرانى من الناحية العِرقية، غير أنه ليس فى حقيقة الأمر أوكرانيًا أو روسيًا، فهو لا يملك هوية حصرية، وهذه هى قصة إقليم «دونباس» التى خرجت عن نطاق السيطرة الأوكرانية ومعها عديد من المناطق التى تقع فى شرق أوكرانيا. وشخصية «الباشا» هى عبارة عن مدرس لا ينحاز إلى طرف فى الصراع والحرب، ولكن له ابن أخ الذى يؤيد أحد طرفى الانقسام فى المنطقة التى تخضع لسيطرة الانفصاليين، ومن هنا يشعر «الباشا» بضرورة الذهاب هناك لإعادة ابن أخيه لأسرته، ومن ثم يدرك فى رحلة الذهاب والعودة أين يوجد وطنه، وهو شىء كبير ومهم، فالحرب تشكل أوكرانيا والهوية الأوكرانية، وتؤدى إلى الارتباط بأمة ربما كانت هناك من قبل فى المناطق الشرقية من أوكرانيا.
الرواية باختصار هى قصة اكتشاف المكان الذى تنتمى إليه والطرف الذى تنحاز إليه فى ذلك الصراع، ولا يسعك إلا أن تتعاطف مع بطل الرواية التى تعتبر نوعا من تفسير الهوية «الباهتة» التى لا يعرف لها مكان، سواء هنا أو هناك، وتفتح الباب على مصراعيه لجميع احتمالات التلاعب، ولكنها، أى الرواية، محكمة ومترابطة للغاية، وهى وصف تصويرى، إذا جاز التعبير، وعرض تقدمى لمجتمع تكتنفه الحرب، دون محاولة رسمه من الناحية الأيديولوجية بشكل أو بآخر، أو الادعاء بما ليس فيه، ومن ثم فهى رواية صادقة تتحرى أمانة العرض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.