الرئيس خلال الاحتفال ب«يوم الشهيد»: راية مصر لن تنتكس

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر واجهت، خلال السنوات الماضية، الكثير من التحديات غير المسبوقة، على كافة الأصعدة، فعلى المستوى العالمى ظهرت جائحة كورونا واندلعت بعض النزاعات التي أثرت بشكل جذرى على هيكل الاقتصاد الدولى وسلاسل الإمداد العالمية مما أدى إلى زيادة نسب التضخم وارتفاع الأسعار، وقبل ذلك كله اجتاحت موجات الفوضى وعدم الاستقرار السياسى والأمنى سائر أنحاء المنطقة كما حدث انهيار لبعض الدول وتفكك لمجتمعاتها وتفشى خطر الإرهاب، والتى كانت ستطال وطننا لولا عناية الله.
وقال الرئيس السيسى، أمس، خلال الندوة التثقيفية ال 35 للقوات المسلحة بمناسبة «يوم الشهيد»، إن مصر واجهت على المستوى الداخلى ضغوطًا شديدة على الاقتصاد الوطنى، وهو ما تصدينا له باتباع إجراءات هيكلية وإصلاحية شاملة بدأت تؤتى ثمارها في زيادة معدلات النمو التي يحققها الاقتصاد حاليا، وذلك بالتوازى مع جهود القوات المسلحة والشرطة في محاصرة الإرهاب وكسر شوكته.
وأضاف أن العالم بأسره يشهد بما حققناه من إنجازات في مواجهة تلك التحديات لتمضى مصر في تنفيذ رؤية استراتيجية شاملة لبناء وطن قوى متقدم في جميع المجالات.
وتابع الرئيس: «أقول لكم بكل الصدق إنه من خلال وعى هذا الشعب ومخزونه الحضارى الممتد لآلاف السنين والفهم الدقيق لظروف مصر، فإننى على ثقة كاملة من قدرتنا على تحقيق المعجزات وتغيير واقع الحياة في هذا الوطن لما نرضاه ونفخر به وليجد كل مواطن في هذا البلد متسعًا كريمًا له ولأبنائه».
واستطرد الرئيس: «لا يفوتنى في هذه المناسبة، وكما اعتدنا، أن نتوقف معًا لنلقى نظرة شاملة على مسيرتنا، التي بدأناها سويًا، وذلك انطلاقًا من سياستنا الثابتة بعرض الحقائق عليكم، لمواجهة التحديات معًا، من منظور واقعى وحقيقى ومباشر، وذلك سعيًا نحو تحقيق النهضة الحقيقية الشاملة التي نطمح لها جميعًا وللأجيال التي ستأتى من بعدنا نهضة تليق بعظمة وتاريخ بلادنا».
وأضاف الرئيس: إننا نحتفل اليوم، معًا، بذكرى عزيزة على نفوسنا نستحضر فيها بطولات رجال صدقوا الوعد، وبذلوا كل غال ونفيس من أجل أن يحيا هذا الوطن كريمًا، أبيًا مرفوع الرأس، رجال رفضوا الاستسلام وآثروا المقاومة بشرف وبسالة، ضاربين المثل للأجيال من بعدهم ومؤكدين أن مصر الحرة الكريمة تستحق منا كل فداء، وتفانٍ وتضحية.
وأكد الرئيس أن الاحتفال بيوم الشهيد في كل عام يمثل مناسبة متجددة، لتكريم أبناء مصر المخلصين الذين ضحوا من أجل هذا الوطن الخالد ليستمر نابضًا بالحياة مثمرًا بالخير والسلام والنماء، ولنتذكر معًا تلك التضحيات التي قد لا يشعر بحجمها الهائل إلا من قدم لمصر شهيدًا أو مصابًا روى بدمه تراب هذا الوطن.
وأضاف أن هذا اليوم المشهود هو يوم نكرم فيه ليس فقط أرواح من استشهدوا من أبطالنا الأبرار، من رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل، أو أي مواطن يؤدى دوره بتفان وإخلاص على اتساع الوطن، وإنما نكرم فيه، أيضًا، عطاء الصامدين الذين يحملون مسؤولية هذا الوطن، ويصلون الليل بالنهار، ليحيا شعب مصر العظيم في سلام وأمان واستقرار، ولتؤكد مصر أنها غنية بأبنائها الأوفياء جيلًا بعد جيل يسلمون راية الوطن مرفوعة خفاقة ومنتصرة بعزة وكرامة، مؤكدا أن هذه الراية لن تنتكس أبدًا، بإذن الله، ثم بفضل عزيمة هذا الشعب وأصالته وتضحياته.
ونقل الرئيس السيسى تقديره وتقدير شعب مصر العظيم لأسر شهدائنا الأبرار على صبرهم وتحملهم واحتسابهم، متوجها إلى الله العلى القدير بالدعاء بأن «يحفظ مصر وشعبها من كل مكروه وسوء ويديم على هذا الوطن نعمة الأمن والأمان».
وقال الرئيس السيسى، في ختام كلمته: «ونحن نحتفل بيوم الشهيد، إننى أعلم جيدًا أن أقسى لحظات تمر بها النفس هي لحظات الوداع، وأدرك كذلك أن القلوب تعتصر ألمًا حينما يشتد الحنين لرؤية الأحباب، لكننى أوقن، أيضًا، أن تلك الآلام والأحزان سرعان ما تتبدل وتتغير إلى مشاعر من الفخر والعزة بما حققه شهداؤنا الأبرار الذين جادوا بأرواحهم وأنفسهم من أجل مصر».
وخلال مداخلته عقب عرض عمل درامى عن الشهيد، أكد الرئيس أن القصص الحقيقية لكل شهيد عبارة عن كنز من الوفاء والإنسانية، وأن أسر الشهداء دفعوا ثمنا غاليا في تقديم أبنائهم فداء للوطن، مشددا على ضرورة أن نحافظ على ما قدمه خيرة شباب مصر من أجل الوطن، وأن أقل ثمن ندفعه هو أن نحافظ على ما ضحى هؤلاء من أجله.
وأضاف أن العمل الدرامى جسد الحقيقة التي تعيشها أسر كثيرة قدموا أبناءهم كشهداء، مشيرا إلى أن العمل الدرامى يعطى لنا الفرصة لتسجيل وقائع لم نعشها جميعا، لكن تلك الأعمال تنقل الأحداث الحقيقية وتدخل كل منزل ليرى الناس الثمن الذي تدفعه كل أسرة «ربت وكبرت وعلمت وضحت وقدمت شهيدا أو مصابا» بعد أن كانت تراه ملء السمع والبصر، لافتا إلى أن فراق الابن أو الزوج أو الأب مسألة صعبة بالنسبة للأسرة.
ووجه الرئيس السيسى الشكر للمشاركين في العمل الدرامى، الذي أظهر الثمن الكبير الذي دُفع لكى نعيش، مشيرا إلى أن بيوتا مصرية كثيرة قدمت شهداء حيث لم يكن لديهم إلا أنفسهم لتقديمها فداء للوطن.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن هذا العرض المسرحى الذي قُدم في إطار فعالية الاحتفال بيوم الشهيد أظهر أن هناك ثمنا كبيرا تم دفعه لكى نعيش جميعا، مضيفا أن «أقل ثمن ندفعه هو أن نحافظ على من ضحوا من أجله، وهم شبابنا من كل مكان، من الجيش والشرطة والقضاء والمواطنين».
ولفت الرئيس إلى أن ضباط الجيش والشرطة وصف الضباط والجنود يعيشون حالة محتملة للشهادة، ويعيشون فكرة الشهادة ويرددون «مقبل غير مدبر، والسلاح في يدى، وأموت وهى تعيش».
واستطرد الرئيس قائلا: «لو أن الشؤون المعنوية في الجيش أو الشرطة عرضت القصص الحقيقية لكل شهيد، سنجد كنزا من الوفاء والإنسانية، الذي يمكن تقديمه للناس ولنقول لهم إن هذه بيوت مصرية عادية، متوسطة أو حتى أقل من المتوسطة، ليس لديهم غير أنفسهم لكى يقدموها فداء للوطن، وهى أغلى ما يملكونه».