عزوز: نصدر منتجاتنا لأكثر من 22 دولة عربية وأوروبية.. «بنخلى الخشب يتكلم».. 90 عامًا فى صناعة «العود»

فى إحدى حارات حى المرج بالقاهرة، تبدأ سماع صوت المطارق والأخشاب وغليان الشمع الأسود، وعندما تنقطع تلك الأصوات وينتهى بك الأمر بسماع صوت أوتار مهتزة تترك فى مسمعك صوت دندنة رقيقة، تدرك أنك وصلت مصنع خالد عزوز لصناعة آلة العود الشرقية.
«إحنا بنخلى الخشب يتكلم».. هكذا وصف خالد عزوز، واحد من أرباب صناعة العود فى مصر، مهنته، إذ يمتلك مصنعًا لصناعة العود فى منطقة المرج، والصانع الرسمى ل«بيت العود».
يتكون مصنع عزوز من 4 ورش متجاورة، لكل ورشة مرحلة معينة من مراحل صناعة آلة العود، ليُنتج بالنهاية فى صورته النهائية كما يؤكد، «إحنا بنصنع العود من الألف للياء».
مهنة صناعة العود مستمرة فى عائلته منذ 90 عامًا من أيام جده الذى بدأ المهنة فى العائلة «إخواتى كلهم صناع عود وأعمامى وأولادهم، إحنا العيلة بتاعتنا مبتخرجش منها المهنة لأنه جيل بيسلم جيل»، مشيرًا إلى أن الأطفال فى عائلتهم يخرجون من سن 7 سنوات ليجدوا أنفسهم فى وسط الأعواد والآلات الموسيقية.
مصنع عزوز خلية نحل لا تهدأ، حيث يعمل فيه العديد من الشباب من مختلف الأعمار، بالإضافة لعمل أبنائه معه، فى فترة العطلات الرسمية، إذ يحرص على أن يعلم الجميع أصول الصنعة ويورثها لهم، كما ورثها من والده الذى ورثها بدوره من جده.
بدأ عزوز عمله فى المهنة من سن 12 عامًا، وتعلم صناعة العود مرحلة مرحلة على مر السنوات حتى أنتج أول عود صالح للاستخدام فى عامه ال16.
يصنع عزوز أكثر من 600 عود فى الشهر الواحد، ويصدر منتجاته لأكثر من 22 دولة عربية وأوروبية، منها عمان والسعودية والسودان وألمانيا والسويد وإسبانيا والتشيك، بالإضافة لأمريكا، وبسبب عدم توافر غابات فى مصر تمده بالخامات التى يعتمد عليها فى صناعة آلة العود يُضطر عزوز لاستيراد تلك المواد من الدول الأجنبية مثل روسيا وأمريكا والسودان.