أكد عدد من الخبراء العسكريين أن التدخل الروسي في أوكرانيا وقع لعدة أسباب، تتمثل فى التوترات التي وقعت في شرق أوكرانيا فور قيام الأخيرة بقصف مناطق لوجانسك ودونيتسك الانفصاليتين، اللتين اعترفت بهما روسيا، ما هدد بخطورة تفجر الأوضاع على روسيا مع تدفق اللاجئين إليها، خاصة أنها تقع على خط التماس مع هذه الأحداث. وأضافوا فى تصريحات ل«المصرى ليوم» أن أوكرانيا بدأت الحرب من خلال قصف هاتين المنطقتين، فضلًا عن توجهها إلى التسلح النووى ورغبتها فى الانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبى. ولفتوا إلى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وجَّه بتنفيذ عملية عسكرية محددة الأهداف وأراد أن يُثبت من خلالها القوة الروسية، إلى جانب القضاء على ما يُعرف بالأحادية القطبية فى العالم، والتى تنفرد بها الولاياتالمتحدة. أكد لواء طيار الدكتور هشام الحلبى، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن الهجوم الذى شنته روسيا على أوكرانيا يدخل فى إطار عملية عسكرية محدودة وليست حربًا. وحول تأثير هذه العملية على مصر، أكد أن تأثيرها اقتصادى ويتمثل فى ارتفاع الأسعار، خاصة فيما يتعلق بالقمح الذى تستورده مصر من روسياوأوكرانيا، وكذا ارتفاع أسعار السلع الغذائية التى نستوردها من الخارج وسعر البترول، والنقل الذى يعتمد على البترول، فضلًا عن توقف السياحة، خاصة بعدما تم إغلاق المجال الجوى الأوكرانى. وقال اللواء سمير فرج، الخبير العسكرى والمفكر الاستراتيجى، إن الحرب التى اندلعت بعد شن روسيا هجومًا على أوكرانيا، هى «حرب تقليدية» بين دولتين، موضحًا أن نطاق الحرب لن يتسع على نطاق عالمى، لأن حلف شمال الأطلنطى «الناتو» وأمريكا أعلنا أنهما لن يتدخلا وقالوا إنه ستكون هناك عقوبات. وأشار إلى أن روسيا بدأت غزوها للأراضى الأوكرانية من خلال قصف البنية التحتية العسكرية، ودمرت مواقع الصواريخ والطائرات والرادار ومخازن الذخيرة ومعدات الحرب الإلكترونية لشل أوكرانيا من هذا الاتجاه. ولفت إلى أن ما تم يعد عملية قصف لهذه المواقع وأن هذه الحرب محدودة وأن أهدافها تتعلق بتوجه بوتين، وما إذا كان ينوى ضم أوكرانيا أو المضى قدمًا فى الحرب. وفيما يتعلق بتأثير الحرب على مصر، أكد أن هناك تأثيرا كبيرا جدا لأن أوكرانياوروسيا من أكبر الدول التى تصدر القمح إلى مصر، موضحا أن أسعار القمح سوف ترتفع، ولن تؤثر على مصر فقط بل سترتفع فى العالم. وقال إن الحكومة أعلنت أن لدينا احتياطيا من القمح يكفى لأربعة أشهر، كما أنها فكرت فى بدائل وبدأت فى إبرام عقود لاستيراد القمح من دول أخرى. واعتبر اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن التدخل الروسى فى أوكرانيا «خطوة محسومة» ومعروفة مسبقًا، مشيرًا إلى أن روسيا تعلم جيدًا أن أحدًا لن يواجهها. ولفت إلى أن العقوبات لن تؤثر على روسيا فقد اعتادت عليها، مشيرا إلى أن أمريكا والغرب استعملوا لغة حنجورية فى هذه الأزمة واكتفوا بتصريحات وإدانات إنشائية كلامية. وقال إن رئيس أوكرانيا خُدع «اتضحك عليه» ما جعل بوتين يقلب الطاولة عليهم، فأحبط قدرات أوكرانيا ومراكز القيادة والسيطرة، مستغلا التجاوزات التى حدثت فى حق الانفصاليين فى «لوجانسك» و«دونيتسك»، وكان ذلك مبررًا لتدخله لأنهما تعرضتا للهجوم. وأكد أن هذا ليس السبب الوحيد للتدخل الروسى، ولكن هناك عوامل أخرى تتمثل فى توجه أوكرانيا للتسلح النووى، ومحاولة الدخول فى الاتحاد الأوروبى وحلف الناتو، مما يشكل وضعا خطيرا على موسكو. من جانبه، قال اللواء نصر سالم، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية: «إن روسيا تدافع عن أمنها القومى، وعن جوارها، فالعملية التى قامت بها روسيا جاءت لحماية إقليم دونباس بعد الإعلان عن جمهوريتين به».