«أبنائى ألهمونى الفكرة».. «شيماء» تصمم كتبًا تفاعلية لتعليم الأطفال

بمرور الوقت ومع تطور أساليب التعليم، بدأ البعض فى ابتكار أدوات جديدة لمواكبة العصر التكنولوجى وجذب الأطفال إلى العملية التعليمية.
من هذا المنطلق، بدأت أم مصرية تدعى «شيماء أبو العلا» فى تصميم كتب تفاعلية للأطفال من سن شهور حتى 11 سنة.
تخرجت شيماء فى كلية التربية قسم اللغة الإنجليزية، ومن خلال أولادها، بحثت عن طريقة جديدة لتعليمهم بشكل مختلف بعيدا عن الكتب التقليدية والحفظ، حتى تعرفت على فكرة الكتاب التفاعلى عن طريق البحث على الإنترنت.
تقول شيماء: «وجدتُ أن الكتاب التفاعلى هو منتج مصنوع يدويًا من القماش، وتتم إضافة الأنشطة المناسبة لإكساب الطفل مهارات معينة، ورغم أننى بدأتُ متخبطة لا أعلم الأنشطة المناسبة لكل سن، إلا أننى مع الوقت وجدت أولادى يتعلمون بشكل أسرع».
بدأت «أبوالعلا» فكرتها من داخل منزلها بمفردها؛ ثم كونت فريق عمل بسيطا، مشيرة إلى أنها «بعد تنفيذ الكتب لأطفالى، أُعجب بها الأقارب وأحبوا تجريبها مع أبنائهم، فأنشأت صفحة على فيسبوك، وتعاملت مع الكثيرين داخل مصر وخارجها، وتمكنت من التصدير إلى كندا، وأمريكا، وتركيا، والإمارات، بالإضافة إلى لبنان، والسعودية، وتونس، حيث لاقت الكتب استحسانا كبيرا».
بدأت شيماء تصميم الكتب التفاعلية منذ أربع سنوات؛ لتعليم الأطفال بشكل تفاعلى غير تقليدى، بعيدًا عن التكنولوجيا الرقمية التى جعلت الطفل متلقيا سلبيا ومُشتتا، وساهمت فى التفكك الأسرى.
وتوضح: «عند طلب أى كتاب، يتم التواصل مع ولى الأمر أو المؤسسة لمعرفة سن الطفل والمهارات المطلوب تعلمها من أنشطة الكتاب، وتحديد الشكل (صندوق/ كتاب/ لوحة)، ثم يتم تصميم النشاط، واختيار الخامات، ثم التنفيذ.. وتصميم وتنفيذ الكتاب التفاعلى يستغرق من ساعة إلى ثلاثة أسابيع، وفقًا لطبيعة الأنشطة».
فى البداية، واجهت «أبوالعلا» بعض الإحباط؛ لأن الكتاب الواحد يمكن أن يستغرق أسبوعا كاملا، لكنها لم تهتم بتلك الكلمات، ووجدت أن فرحة الأطفال بالمنتج النهائى تهوّن كل الصعوبات.. وتستعد حاليًا لتقديم تدريب حول كيفية تنفيذ الكتاب التفاعلى، وتنصح الأمهات بإبعاد أولادهن عن الهواتف الذكية، وتوفير أكبر قدر من أوقاتهن للمناقشة مع الأطفال ومعرفة احتياجاتهم، وممارسة الأنشطة معهم حتى إذا كانت الأم تعمل.
كان التحدى الأكبر لشيماء هو تصميم كتب تفاعلية للمكفوفين، فلم تعرف كيف يصبح النشاط مفيدا لهم، مما دفعها لتنويع الخامات المستخدمة، حيث يلعب الملمس دورا أساسيا فى توصيل المعلومة، كما تعلمت طريقة برايل لتقديم أنشطة مناسبة للمكفوفين، موضحة أن أسعار الكتب مناسبة لجميع الفئات، والمنتجات متنوعة.
وعن الحياة الأسرية، تقول مصممة الكتب التفاعلية: «أنا أم لطفلين: ملك 10 سنوات، وأنس 8 سنوات، ولهما الفضل فى فكرة الكتاب التفاعلى»، وتضيف: «كنتُ أحدد وقتا لتصميم وتنفيذ الكتب بعد نوم الطفلين، لكن الآن تفهما احتياجى لوقت خاص من أجل العمل، وأحيانا أشركهما معى فى اختيار التصميمات وتنفيذها، كما أن ملك أصبحت تدرك مدى ملاءمة النشاط لسن الطفل».