عقد اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، والدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، أمس، اجتماعا بمقر وزارة التنمية المحلية، لاستعراض مقترحات تطوير وإعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية. وقال «شعراوى» إن الاجتماع يهدف لدراسة عدد من المقترحات والمخططات لتطوير وإعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية بالأقصر، تمهيدًا للعرض على رئيس الوزراء للبدء فى تنفيذها خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكدا اهتمام الحكومة بتحسين مستوى المعيشة لسكان تلك المنطقة وتطوير البنية التحتية والأساسية لهم لرفع كفاءة منطقة إسنا بالكامل. وأشار «شعراوى» إلى دعم الوزارة للمجتمع المحلى فى تلك المنطقة، ومساعدة المواطنين من أصحاب الحرف اليدوية والتراثية التى يتميزون بها، للمساهمة فى توفير فرص عمل مستدامة لهم، وزيادة الدخل الشهرى بعد عملية تطوير وإعادة إحياء تلك المنطقة والحفاظ على تلك الحرف من الاندثار. كما أشار إلى أهمية عنصر الوقت للانتهاء من المقترحات الخاصة بمدينة إسنا للعرض على رئيس الوزراء، خلال الأيام القليلة المقبلة، لافتًا إلى أن تطوير ورفع كفاءة إسنا يأتى استكمالا للمشروعات الكبرى التى نفذتها الدولة مؤخرًا فى محافظة الأقصر، لاستعادة مكانتها كوجهة سياحية وأثرية للزائرين من مختلف دول العالم. وقال العنانى إن إسنا تمتلك مقومات سياحية متميزة، تجعلها محطة مهمة على خريطة السياحة الثقافية، خاصة فيما يخص الرحلات النيلية بين الأقصر وأسوان، مشيرا إلى الجهود التى تقوم بها وزارة السياحة والآثار لتنمية المقومات السياحية للمدينة عن طريق إحياء وفتح أماكن جذب سياحى جديدة وإحياء السياحة الثقافية بها، ما يعمل على تنشيط حركة السياحة الوافدة إليها، ورفع الوعى السياحى والأثرى وخلق فرص عمل جديدة لأهالى المدينة. وتابع العنانى: «الاهتمام ليس فقط بالأثر، بل بأهالى إسنا والنهوض بالمدينة ككل، ما يأتى فى إطار أهداف استراتيجية الوزارة للتنمية المستدامة للحفاظ على الموروث الثقافى والأثرى للبلاد ورفع القدرة التنافسية للمقصد السياحى المصرى وتعزيز المشاركة المجتمعية ورفع كفاءة الموارد البشرية وتنظيم برامج لرفع الوعى السياحى والأثرى للفئات المتعاملة بصورة مباشرة مع السائحين، ودمج المجتمعات المحلية المحيطة بالمناطق الأثرية والسياحية فى عملية التنمية المستدامة». وأضاف أنه خلال أغسطس الماضى، تم افتتاح وكالة الجداوى الأثرية بعد الانتهاء من مشروع ترميمها وتطويرها بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ويقوم المجلس الأعلى للآثار بتنفيذ أعمال مشروع ترميم معبد إسنا وإظهار ألوانه الأصلية. وشهد الاجتماع مناقشة عدد من المقترحات والمخططات لتطوير وإعادة إحياء مدينة إسنا سياحيًا، واستعراض الدراسات السابقة للتطوير التى سبق إعدادها خلال الفترة الماضية ضمن المشروعات التى تنفذها الدولة بالمناطق الأثرية، خاصة أن المدينة تضم معالم أثرية من حقب تاريخية مختلفة، وهو ما يؤهلها إلى أن تصبح متحفًا مفتوحًا للزائرين، بالإضافة إلى الأسواق التقليدية وما بها من منتجات تراثية وشعبية. وعرض المستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، الجهود التى قامت بها محافظة الأقصر لتطوير المدينة خلال الفترة السابقة وخاصة إجراءات نزع الملكية وتحسين أعمال البنية الأساسية وتطوير السوق. جدير بالذكر أن مدينة إسنا تضم سوق إسنا السياحية التى تنتهى بوكالة الجداوى، التى تم إنشاؤها فى عصر محمد على باشا، وفى مواجهتها معبد خانوم، وعلى يسار السوق توجد سوق القيثارية التجارية، وتعد المنطقة بانوراما أثرية، تضم أيضا معصرة زيوت، وهى من أهم المعاصر فى صعيد مصر من حيث التصميم، كما تضم المنطقة نحو 30 منزلًا كنماذج لبيوت ذات طراز معمارى إسلامى متميز، فضلًا عن وجود عدد كبير من المآذن، أهمها مئذنة المسجد العمرى، ما يمثل تتابعًا حضاريًا، يضم كل الحضارات.
