بالرغم من الوعود المتكررة من مسؤولى الآثار بالبدء فى أعمال صيانة وتطوير وترميم المنازل الأثرية بمدينة القصير جنوبالبحر الأحمر خلال السنوات الماضية، إلا أن المئات من المشربيات الأثرية تواجه خطر الاختفاء وانهيار المنازل التاريخية الموجودة بها، بسبب تجاهل وزارة السياحة والآثار. يعود بناء المشربيات الأثرية إلى نحو 3 قرون، ما يهدد بانهيارها واختفاء هذا الفن المعمارى الإسلامى، حيث تنتشر هذه المشربيات الخشبية بأشكال وأحجام مختلفة فى مختلف أحياء مدينة القصير الساحلية، التى تعد أقدم مدن البحر الأحمر، وأحد أهم الموانئ القديمة على ساحل البحر. قال الدكتور ياسر خليل، أحد أبناء مدينة القصير، إن الدراسات الأثرية الخاصة بمدينة القصير تشير إلى أن هذه المشربيات الأثرية تتكرر بعشرات المنازل بحارتى «فوق» و«تحت» التى يعود تاريخ إنشائها إلى العصر الإسلامى، حيث تزخر مدينة القصير بهذه المشربيات الخشبية، متابعًا: «تاريخ هذه المدينة بداية من عهد الملكة حتشبسوت لم يشفع لها لدى مسؤولى الآثار للاهتمام بها ووضعها على خريطة المدن التراثية والسياحية وترميم آثارها». وأضاف: «مازالت المنازل الأثرية والقديمة تعانى الإهمال وتصدع الجدران وتحتاج إلى الترميم والتطوير واهتمام وزارتى الثقافة والآثار، وإن ملاك هذه المنازل القديمة على استعداد للتعاون مع وزارة الآثار فى أى أعمال ترميم وتجديد للمحافظة عليها»، لافتًا إلى أن مدينة القصير بها نوع آخر من البلكونات الخشبية لا تراه إلا نادرًا، ولا تبدو كَشُرفة، ولكن كجسر خشبى يربط بين بيتين من بيوت العائلة فى جانبى الشارع أو الممر، وهناك من الشرفات ما تراه يدور بزوايا الدار كاملة، مثل: دار آل عبدالسلام النجار (اللوكاندة) على شاطئ البحر. وقال محمد عبده، أحد المهتمين بتاريخ وآثار مدينة القصير، إن مدينة القصير تنفرد بوجود الشرفات الخشبية (البلكونات) أو ما يسمى «الترسينة»، ولا يخلو شارع أو زقاق فى شوارعها العتيقة من وجود تلك الشرفات الخشبية. من جانبهم، قال مسؤولو آثار البحر الأحمر إن الدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار السابق، والدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار الحالى، سبق أن زارا المناطق الأثرية والتاريخية بالمدينة، وكلفا قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوضع مخطط تطوير وترميم لما تحتويه مدينة القصير القديمة، مثل القلعة العثمانية وشونة الغلال والمحافظة القديمة، لتكون متحفًا مفتوحًا أمام السائحين.