قال الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية والرى، إن ظاهرة التغيرات المناخية وارتفاع منسوب سطح البحر، تمثل تحديًا كبيرًا أمام عدد كبير من دول العالم، خاصة على المناطق الساحلية للدلتا، والتى تتميز بمناسيب منخفضة ما يعرضها للغرق بمياه البحر. وأضاف «عبدالعاطى» خلال مناقشة الموقف التنفيذى لمشروع تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية بالساحل الشمالى ودلتا نهر النيل، أن دلتا نهر النيل إحدى أكثر المناطق المهددة بالعالم والأكثر حساسية للتغيرات المناخية، الأمر الذى يجعل من الحفاظ على المناطق الساحلية من آثار التغيرات المناخية الحالية والمستقبلية والمتمثلة فى ارتفاع منسوب سطح البحر مسألة ضرورية من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين والحفاظ على الاستثمارات القائمة بالمناطق الصناعية والزراعية والسياحية الموجودة على سواحل مصر الشمالية، خاصة بمنطقة الدلتا. وأوضح أن الوزارة ممثلة فى الهيئة العامة لحماية الشواطئ، تنفذ حاليًا مشروع تعزيز التكيف مع آثار التغيرات المناخية لمواجهة ارتفاع منسوب سطح البحر والظواهر الجوية الحادة، وتوغل مياه البحر فى أوقات النوات بإجمالى أطوال تصل لحوالى 69 كيلومترا، بالإضافة لإقامة محطات إنذار مبكر على أعماق مختلفة داخل البحر المتوسط للحصول على البيانات المتعلقة بموجات العواصف والأمواج والظواهر الطبيعية المفاجئة، ومن المنتظر الانتهاء من تنفيذ خطة الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية قبل نهاية 2025. وأشار إلى أن المشروع يغطى 5 محافظات ساحلية: «بورسعيد- دمياط- الدقهلية- كفر الشيخ- البحيرة»، ويتم تمويله بمنحة من صندوق المناخ الأخضر التابع للبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة بقيمة 31.40 مليون دولار، وتم البدء بتنفيذ المشروع بكفر الشيخ بطول 27 كيلومترا كأولوية أولى، لحماية الطريق الدولى ومحطة كهرباء البرلس ومشروع الاستزراع السمكى فى بركة غليون والأراضى الزراعية المجاورة، وتم طرح مرحلتين من المشروع لحماية 14 كيلومترا، وجار الإعداد لطرح باقى المراحل تباعًا، ومن المنتظر الانتهاء من تنفيذ أعمال الحماية قبل نهاية 2023. ولفت وزير الرى إلى إنشاء عدد من الجسور الشاطئية لحماية المناطق المنخفضة، وإنشاء خطوط طولية لمصدات الرمال وعمل صفوف عمودية عليها، لتستخدم فى تجميع الرمال وتقليل فقدها بواسطة الرياح أثناء العواصف، منوهًا بأنه تم خلال السنوات الماضية تنفيذ أعمال حماية للشواطئ بأطوال 120 كيلومترا، وجار العمل فى حماية أطوال 110 كيلومترات. وقال إن مؤتمر المناخ المقبل «COP 27»، فرصة ذهبية لعرض تحديات القارة السمراء فى مجال المياه، وإيمانًا من مصر بأهمية محور المياه فى ملف تغير المناخ، تم إطلاق عنوان «المياه على رأس أجندة المناخ العالمى» على أسبوع القاهرة الخامس للمياه، والمزمع عقده أكتوبر 2022. فى سياق متصل، افتتح وزير الرى، عددًا من المشروعات خلال زيارته إلى مطروح، منها افتتاح المرحلة الأولى لألسنة حماية الشواطئ بكورنيش الأبيض بعدد 5 ألسنة، ووضع حجر أساس المرحلة الثانية بعدد 20 لسانًا لمسافة 4 كيلومترات، وإقامة عدد من الخزانات والسدود، وتفقد ألسنة حماية الشواطئ بكورنيش مدينة مرسى مطروح. وتكلفت المرحلة الأولى 54 مليون جنيه، وفرت على الحياة الاستثمارية والسياحية للدولة حوالى 250 مليون جنيه، وأعادت الحياة لحوالى 65 ألف مترمربع تم إنقاذها من النحر، وهى المناطق المحيطة لشاطئ الأبيض، واستعادة التنمية وفرص الاستثمار بالمنطقة من جديد وخلق فرص عمل جديدة لأبناء المحافظة.
