اجتماع مصرى - فرنسى للتركيز على مفاوضات «تمويل المناخ» خلال قمة شرم الشيخ المقبلة

أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن مصر ستركز خلال احتضانها مؤتمر المناخ المقبل على مفاوضات تمويل المناخ، ومفاوضات التكيف التي تعنى قدرة الدول المُعرّضة لمخاطر آثار تغيّر المناخ على المواجهة، إذ إن قطاع الأعمال يمكنه معاونة الحكومة على تنفيذ مشروعات التكيف في مجالات المياه والزراعة والأمن الغذائى والإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية والدلتا، لخلق بنية تحتية قادرة على المواجهة.
وناقشت وزيرة البيئة، خلال لقاءٍ مع السفير الفرنسى بالقاهرة مارك باريتى، وعدد من ممثلى الشركات الفرنسية، ملف البيئة في مصر واستضافة مؤتمر المناخ المقبل في شرم الشيخ، وفرص التعاون المستقبلية، حيث أشارت إلى عمق العلاقات الممتدة بين مصر وفرنسا، وتقارب الرؤى في مجال البيئة، خاصة ملف تغير المناخ الذي لم يعد تحديا بيئيا؛ بل تحد تنموى، والحاجة الملحة للربط بين موضوعات تغيّر المناخ وصون التنوع البيولوجى، والحد من التصحر لمواجهة التحديات البيئية العالمية التي تؤثر بشكل مباشر على الممارسات المالية ومجتمع الأعمال.
وقالت الوزيرة إن اللجنة العليا برئاسة رئيس مجلس الوزراء والمعنية بتنظيم مؤتمر المناخ ستكون بها مجموعة معنية بتسهيل مشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدنى في عملية التنظيم، لتصبح عملية تنظيمية شاملة تمنح فرصة كبيرة لقطاع الأعمال للشراكة والانخراط في العمل المناخى، خاصة أن النظرة للبيئة في مصر تغيرت خلال الفترة الماضية، فأصبح مراعاة اعتبارات البيئة وصون الموارد ضرورة في مجالات التنمية والأعمال.
ونوهت «ياسمين» ببعض ملامح تجهيز مدينة شرم الشيخ لتنظيم مؤتمر المناخ، ومنها تطوير القاعات والأماكن المخصصة لإقامة المؤتمر، والعمل على تخضير أكبر قدر من الفنادق بها، وتحسين الممارسات البيئية لمراكز الغوص، لتكون قادرة جميعًا على الحصول على علامة جرين فنز (Green fins)، ورفع كفاءة منظومة المخلفات الصلبة بالمدينة.
وتابعت: «وزارتا البيئة والسياحة تعملان على دعم السياحة البيئية في مصر، حيث يتم إعداد الاستراتيجية الوطنية للسياحة المستدامة، كما تم إطلاق علامة خضراء يتم منحها للفنادق التي تراعى اعتبارات البيئة، ونسعى لتكون فنادق مصر خضراء، إلى جانب حصول عدد من مراكز الغوص على علامة جرين فنز الخاصة بالمعايير البيئية، فضلًا عن تطوير المحميات الطبيعة ودمج المجتمع المحلى والقطاع الخاص في إدارتها، كما حدث من شراكة مع القطاع الخاص في محمية الغابة المتحجرة بالقاهرة الجديدة بتقديم أنشطة تعبر عن ثقافة جنوب سيناء».
وفيما يخص تجربة مصر في إدارة المخلفات، أكدت أن إدارة المخلفات الصلبة من الموضوعات المُلّحة على المستوى المحلى، وكانت تحتاج إلى حلول حقيقية وفعالة ومستدامة.. وبدعم من القيادة السياسية لإيجاد حلول مبتكرة، تم تصميم وإعداد منظومة جديدة لإدارتها تعتمد على 3 برامج مترابطة؛ تهدف لفاعلية المنظومة واستدامتها، وفى مقدمتها برنامج إقامة البنية التحتية للمنظومة الذي يستهدف إنشاء 120 محطة وسيطة و65 مصنع تدوير ومعالجة في المحافظات كافة، ثم البرنامج الثانى المختص بعقود تشغيل المنظومة، والثالث الذي يتضمن التنظيم المؤسسى والمشاركة المجتمعية.
بدوره، أكد السفير الفرنسى أن قضية تغير المناخ أصبحت تحديا يواجهه العالم أجمع، وقال: «هذا الأمر يتطلب تضافر جهود الجميع للتصدى لآثاره ومواجهته»، مثمنًا دور مصر وجهودها في دعم ملف تغير المناخ، وتطلعه لما ستقدمه خلال مؤتمر المناخ المقبل، للوصول لإجراءات فعلية ل«اتفاق باريس».